الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمدة خميس تقرأ في تجربتها الإنسانية والعزلة

حمدة خميس تقرأ في تجربتها الإنسانية والعزلة
2 مايو 2011 20:26
أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقره على قناة القصباء بالشارقة، مساء أمس الأول، أمسية للشاعرة حمدة خميس، قدمتها فيها الشاعرة الهنوف محمد. استهلّت حمدة خميس قراءتها بعدد من القصائد الجديدة، التي كانت قصيرة ومعبّرة عن مزاج وتجربة مختلفة لامرأة ومكثفة لجهة الصورة والمعنى: “مَن يجيء إلى جنّة الحب القلبُ أم الجسد؟ مَن يغادرها أولاً تاركا في الفضاء حسرة لا تُحدّ؟!” وفي السياق نفسه قرأت قصيدتها “تساؤلات”. فيشعر المتلقي بالإيقاع هيّناً مطواعاً لضرورة البوح والإنشاد، بل وللشعر بوصفه تأملاً في التجربة والحياة التي كأنما هي كتاب، وفي تحويل هذين المكوِّنَيْن للرؤية الذاتية إلى صور شعرية تتدفق في متوالية سردية يومض الشعر فيها فكما لو أنه يضيئُها بعد أن كانت هذه الرؤية مزيج أفكار ومشاعر مجردة بلا امتياز، بل إنّ البعض منها مباغت حتى لكأنّ المرء لم يعد يألفه. ثم قرأت الشاعرة عدداً من قصائد ديوانها الأخير: “إس. م. إس” الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث – مشروع قلم، والذي، لجهة بنيته، هو ردود على قصائد كتبتها الشاعرة ردّاً على رسائل كانت تصل إليها عبر هاتفها المتحرك، ربما لذلك تنوعت هذه القصائد – الردود ما بين المباشر في معناه والتلقائي وبين التأملين غير أنّ ما كان أكثر جذباً هي تلك القصائد وقد توهجت فيها حُرقة الأسئلة. ثم عادت الشاعرة حمدة خميس لتقرأ من قصائدها الجديدة، لتعود بالمتلقي إلى المزاج الشعري ذاته الذي بدأت منه. ثم جرى نقاش معها كان لافتاً في ردها ما تعلَّق منه بالعزلة التي رأت أنها تحتاج إليها إنما هي العزلة التي لا تعني القطيعة، بل هي أن تجلس مع نفسك كي تتأمل، إذ إن المرء عندما يكون كائناً اجتماعياً يكون، بالتالي، الوجود بعيداً عنه، شاعراً أم قارئاً، وتمرّ به تلك الأسئلة التي من غير الممكن الإجابة عنها دون تأمل. “هكذا فإنني أعتزل كي أكتب والكتابة هنا شعرية تماماً”. ثم قرأت اقتطاعة من شهادة قدمتها مؤخراً في البحرين عن كتابة القصيدة نفت من خلالها أن تكون صاحبة طقوس خاصة بالكتابة فالطقوس، بحسبها تخصّ المعابد، أما هي فتكتب عندما تعشق أو تهجر وسوى ذلك من المشاعر الإنسانية، معتبرة نفسها تنتمي إلى ذلك النوع من البشر الذي يأتلف فيه الأشخاص بوصفهم كائنات شعرية، حيث الشعر جزء من الكينونة الإنسانية تؤثر، مثلما تتأثر، باستيعاب ما هو اجتماعي وضجيجه، لذلك تصير العزلة ملاذاً.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©