الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مأساة سوريا.. عائلة نازحة تعود لدفن قتلاها

مأساة سوريا.. عائلة نازحة تعود لدفن قتلاها
15 يوليو 2017 17:45
فيما يفر الآلاف من المدنيين من المعارك التي تشهدها مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سوريا، اختارت آمال شيخ ويس السير عكس التيار والعودة مجازفة بحياتها لدفن جثث أفراد من عائلتها. ومع وصولها برفقة والدتها وأحد أشقائها إلى حي الدرعية في غرب الرقة، حيث تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم «داعش»، وجدت آمال نفسها أمام مشهد لم تتخيله يوماً. وتقول الفتاة (17 عاماً) بعد دقائق من معاينتها لهذا المشهد «وجدنا نصف جثة وأشلاء وقليلاً من الشعر» مضيفة بتأثر شديد «عرفت شقيقتي زهرة من سلسلة ذهبية كانت تضعها حول عنقها». وتسببت المعارك التي تدور منذ أسابيع داخل مدينة الرقة في شمال سوريا بمقتل شقيقتها زهرة وشقيقها عبدالله وزوجته الحامل نور مع طفلتهما الصغيرة (18 شهراً). وتتابع آمال بغصة «لم نجد الطفلة»، متوقعة أن تكون جثتها الصغيرة قد اختفت بين الركام. ويقول شقيقها وقد لف رأسه بشال تقليدي أبيض مزركش بورود ملونة، «لم يبق منهم شيء». بالقرب منهم، يحاول مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية تهدئة الوالدة المنهارة وسط شارع تحيط به منازل مهجورة من الجانبين. ولا تكف الأم المفجوعة التي ترتدي عباءة سوداء وتغطي رأسها بحجاب أبيض عن الصراخ ومناداة ابنها «عبدالله عبدالله عبدالله». وتعد عائلة شيخ ويس من العائلات الكردية القليلة التي بقيت في مدينة الرقة في ظل حكم تنظيم «داعش». ومنذ سيطرة «داعش» على المدينة في العام 2014، نزحت معظم العائلات من المكون الكردي الذي كان يشكل 20% من سكان مدينة الرقة. ومع دخول قوات سوريا الديمقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية، إلى المدينة في السادس من يونيو بدعم من التحالف الدولي، اقتربت المعارك من حي الرميلة في شرق المدينة حيث كانت تقيم العائلة. ونزحت العائلة حينها إلى حي الدرعية قبل أن يتفرق أفرادها، إذ فرت آمال ووالدتها إلى الطبقة، فيما اختارت زهرة وعبدالله وعائلته البقاء في الرقة. وبحسب زهرا، لجأ أفراد عائلتها إلى فرن كانوا يعملون فيه سابقاً قبل أن «يخرجهم الدواعش منه، ثم خيموا في أرض زراعية مع صاحب الفرن» في الحي ذاته. في مدينة الطبقة حيث تقيم مع والدتها، سمعت آمال أنباء عن مقتل زهرة وعبدالله مع عائلته في الرقة. وفي الوقت ذاته، علم شقيقها اللاجئ إلى تركيا الأمر ذاته، فعاد على وجه السرعة إلى شمال سوريا. وتوجه الثلاثة إثر ذلك إلى مخيم للنازحين في مدينة عين عيسى الواقعة على بعد أكثر من خمسين كيلومتراً شمال الرقة، حيث التقوا هناك والد نور، زوجة عبدالله، بعد تمكنه من الفرار من الرقة وباتت مخاوفهم حقيقة. وتوضح آمال «أبلغنا أنه ذهب ذات يوم لتفقدهم ووجد جثثهم» فعمل على «تغطية الجثث ووضع التراب حولهم لتحديد أماكنهم». ومع عودتها إلى المكان الذي حدده، ظنت العائلة أنها ستجد جثثاً لدفنها قبل أن تُصدم بالمشهد الذي رأته وتعود أدراجها مذهولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©