الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«قائد الأوركسترا».. حكاية «إبداع» خلف «الكواليس»

«قائد الأوركسترا».. حكاية «إبداع» خلف «الكواليس»
11 مايو 2014 23:49
وراء كل إنجاز، أناس تعمل وتسهر وتجتهد وتخطط وتضع تصوراتها وتتخذ قراراتها، التي عادة ما تكون سليمة، حال تحققت النجاحات والبطولات، وكما أن لكل مقطوعة عزف جماعي، «مايسترو» بدرجة «مبدع»، ويشير بيديه إلى «أوركسترا»، ليخرج «اللحن» في منتهى الإتقان، إنه عبدالله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، الذي أجاد اختيار فريق العمل، الذي عمل على مدار الساعة، طوال 4 سنوات، هي عمر مجلس الإدارة الحالي، في 3 مواسم متتالية، من أجل بناء فريق للمستقبل، قادر على بلوغ منصات التتويج، والمنافسة على البطولات المحلية كافة، بالإضافة إلى رغبة المنافسة القارية على اللقب الآسيوي، والذي لن يتحقق بين ليلة وضحاها دون تشكيل فريق يضم نخبة من أصحاب الخبرات الدولية والمواهب الفذة في الدوري المحلي. وإذا كان النابودة آثر عدم الحديث عن نفسه، مفضلاً أن يترك المجال أمام أصحاب الإنجاز من لاعبين، وجهاز فني وإداري للفرحة، وأن تحتفل الساحة الرياضية بما قدموه من موسم استثنائي جعلت «الفرسان» رقماً صعباً بثلاثة ألقاب، هي السوبر وكأس الخليج العربي، ودوري الخليج العربي ، فكان لابد من محاولة الغوص في أعماق كواليس الإنجازات الرائعة التي حققها الأهلي هذا الموسم. المراقب للوقف داخل «القلعة الحمراء»، وما قام به مجلس إدارة شركة كرة القدم والإدارة التنفيذية للنادي، على وجه التحديد سوف يكتشف الجهد المضني الذي تمت صياغته إلى واقع ملموس، من خلال تشكيل فريق قوي، وتستحق قصة نجاح الأهلي أن تروى، بكل تفاصيلها، وهو ما تكشف عنه السطور التالية. كانت البداية، بوضع إستراتيجية واضحة المعالم، فور تولي عبدالله النابودة رئيس مجلس الإدارة مقاليد قيادة دفة «الفرسان» قبل 4 سنوات خلفاً لخليفة سليمان صاحب إنجاز الدوري الأول في عالم المحترفين، ومنذ الوهلة الأولى عرفت إدارة شركة الكرة ماذا تريد، وتم تحديد الأهداف، ووضعت الخطوط العريضة للخطة، عبر تصعيد المواهب والاهتمام بها، جنباً إلى جنب مع التعاقدات الضخمة والصفقات «السوبر»، بالتوازي مع الهبوط بمعدلات أعمار اللاعبين، وانتقاء أبرز المواهب المحلية ومفاوضة أنديتها، وفي هذا التوقيت لم يكن على الساحة سوى الجيل الذهبي، جيل المنتخب الأولمبي، بالإضافة إلى بعض العناصر صاحبة الخبرة، وبدأت المسيرة، بالتعاقد مع جهاز فني إنجليزي بقيادة الأيرلندي أوليري، ومعه الإنجليزي روي أيتكن. ووضعت إستراتيجية السنوات الثلاث للعودة إلى لقب الدوري، والتي لم تتقبلها الجماهير الحمراء في البداية، وتشكل جبل جليدي بينها وبين المدرب الأيرلندي منذ البداية، ولم تكن النتائج على خير ما يُرام، وتم الاستغناء عنه في منتصف الطريق، بعدما تراجعت النتائج، رغم التعاقدات الجيدة التي بدأت بصفقة عبدالعزيز هيكل من الشباب، وغانم بشير من الشارقة، وطارق أحمد من الجزيرة وعامر مبارك من النصر. ورحل أوليري، وتم الإبقاء على الإنجليزي روي أيتكن في منصب المدير الرياضي، خلفاً لموطنه مارك بيل، وجاء الدور على التشيكي إيفان هاشيك، وفي الوقت نفسه استمرت سياسة جلب اللاعبين المتميزين، والتعاقد مع عبد العزيز صنقور من الشارقة لتدعيم مركز الجناح الأيسر، وجاء البرازيلي جرافيتي والتشيلي خمينيز واللبناني يوسف محمد، والكاميروني إيمانا ثم بانسي، أما صفقات المواطنين، فكان تاجها في تلك الفترة التعاقد مع بشير سعيد قلب الدفاع النابض لـ «الفرسان» وخلال تلك الفترة استغنى الأهلي عن ما يقرب من 9 لاعبين كانوا يشكلون الحرس القديم، وعلى رأسهم فيصل خليل ومحمد قاسم وعبيد الطويلة وعبيد مبارك وبدر عبدالرحمن، وطارق أحمد وكريم الأحمدي، ثم اعتزال عادل عبدالعزيز، وغاب خالد محمد للإصابة. ورحل هاشيك وحل محلة الإسباني كيكي فلوريس الذي وضع بداية بذرة التفوق، وحقق أول الألقاب، التي كانت بوابة العودة إلى منصات التتويج عبر كأس المحترفين قبل موسمين، ثم الموسم الماضي بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وانضم إلى «القافلة الحمراء» البرتغالي كواريزما، ثم تعويضه بالبرتغالي هوجو فيانا أحد أبرز اللاعبين هذا الموسم. يمكن وصف مرحلة كوزمين، بأنها الحقبة الرومانية في «القلعة الحمراء»، حيث كان قرار التعاقد مع أبرز مدرب بدوري الخليج العربي، بمثابة الخطوة الموفقة من الإدارة الحمراء، خاصة بعدما تلاقت الرغبات، الأولى من المدرب، والثانية الإدارة من خلال التفكير في ضم مدرب يتمتع بالقدرة على قيادة الفريق للمنافسة على لقب الدوري، الذي كان الهدف الأسمى، في ظل ضعف قدرة كيكي في التعامل مع البطولة بسياسة النفس الطويل. وحل كوزمين، وفريق عمله في الأهلي، ومنذ مرحلة أوليري مروراً بهاشيك، وانتهاءً بكيكي، وبينهما فترة المدرب المواطن عبدالحميد المستكي، لم يشهد الأهلي بداية استثنائية، سوى مع المدرب كوزمين، ولكن يد «الروماني» وحدها لن تصفق، لو لم تكن هناك إدارة تعرف بالضبط ماذا تريد وما يحتاجه الفريق، وأنفق الأهلي ما يقرب من 390 مليون درهم بحسب مصادر رسمية موثوقة على صفقات مواطنين، وأجانب كانت إجمالي تكلفة عمليات الإحلال والتجديد بصفوف «الفرسان»، من لاعبين مواطنين، وأجانب، بمعدل إنفاق سنوي على كرة القدم، فريقاً أول ورديف، بلغ في حدود 130 مليون درهم في الموسم الواحد، مما يعتبر رقماً عادلاً، ويعكس التخطيط الإيجابي للإدارة «الحمراء». وإلى جانب التخطيط واختيار إبرام الصفقات السوبر من أبرز اللاعبين المواطنين بدورينا، والأجانب في الدوريات العالمية، وآخرهم البرتغالي هوجو، كان يجب النظر إلى كيفية التعاطي الإداري مع «فريق الأحلام» حتى يحقق موسماً استثنائياً، ويصل إلى لقب الدوري، فكان تعزيز مفهوم روح الأسرة الواحدة، حيث عمل الفريق الإداري بداية من الإشراف المباشر على اللاعبين، عبر دور عبد المجيد حسين المشرف على الفريق الأول، وأحمد شاه المدير الإداري، وانتهاء بمرحلة شركة الكرة بتشكيلها الواسع، والتي ضمت عناصر مجتهدة، أبرزها منصور لوتاه ومحمد مطر غراب، وأحمد خليفة حماد المدير التنفيذي، بالإضافة إلى طارق باقر وسيف بن مرخان نائب رئيس الشركة. ونجح الجهاز الإداري في الالتفاف حول الفريق في أصعب المطبات والظروف، وعزل اللاعبين عن الظروف الحرجة، وكان أبرزها خصم النقاط الثلاث لمباراة الظفرة في توقيت حاسم، بالإضافة إلى إيقاف كوزمين المتتالي. كان كل ما يهتم به الجهاز الإداري لشركة الكرة هو تعزيز مفهوم الأسرة الواحدة، والتركيز على ضرورة استمرار الروح القتالية لدى اللاعبين، وعزل الفريق عن أي مشكلات، عبر اختيار ملعب ند الشبا للابتعاد عن عيون المراقبين ولتوفير الهدوء والاستقرار الفني والنفسي لعناصر الفريق، ويضاف إلى ذلك حرص رئيس مجلس إدارة الشركة، على الوجود بالقرب من الفريق وحضور تدريباته بشكل يومي على مدى الموسم، كما كانت لجلساته المغلقة مع اللاعبين دور إيجابي في بث الحماس وقت المطبات الصعبة والحرجة، بالتزامن مع الإعداد النفسي الجيد، الذي تم الاهتمام به، وظهر في أعلى معدلاته بنجاح الفريق في المنافسة على كل الألقاب المحلية. (دبي - الاتحاد) رقابة صارمة بـ «سياسة ناعمة» لكل عمل إداري في كرة القدم، جوانب أخرى عادة ما تكون خارج الملعب، وتكون سبباً في التفوق والتألق داخل الملعب لجميع اللاعبين، وفرض الجهاز الإداري لـ «القلعة الحمراء خلال المواسم الأخيرة»، أسلوباً مختلفاً في التعاطي مع لاعبيه، بدأ بزرع مفهوم الاحتراف، وتعويدهم على حياة «المحترفين»، وتكثيف المحاضرات التربوية والسلوكية والنفسية والطبية، وتوعية اللاعبين بكل ما يتعلق بالجوانب البدنية واللياقية، وكيفية الحفاظ عليها خارج الملعب، بالتزامن مع تطبيق فحص طبي دوري، للتأكد من عدم وجود أي مؤثرات على صحة اللاعبين، مثل التدخين والسهر وعدم الانتظام في الوجبات، وعدم التقييد بجدول النظام الغذائي الخاص، والموضوع من خبراء إسبان تعاقدت معهم الإدارة خلال المواسم الأخيرة، للعمل على زيادة معدلات اللياقة لدى جميع اللاعبين. ومع مرور الوقت أصبح هناك نوع من الرقابة الصارمة المفروضة على اللاعبين خارج الملعب، ولكن بطريقة «ناعمة»، لا تنفر اللاعبين أنفسهم، وفي الوقت نفسه تعكس لديهم جميعاً وجود حالة من المتابعة المستمرة والدقيقة لكل لاعب فيهم خارج الملعب أكثر مما هو داخله، حتى تحول الالتزام والانضباط في السلوك والعادات إلى أسلوب حياة وروتين عادي لدى جميع اللاعبين، مواطنين وأجانب. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©