الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دفاع كتيبة الفرسان «خط أحمر»!

دفاع كتيبة الفرسان «خط أحمر»!
11 مايو 2014 23:46
من بين خطوط اللعب الثلاثة، برز دفاع الأهلي هذا الموسم، بفضل التفاهم الكبير بين عناصره، بالإضافة إلى وجود قائد محنك لعب دور الأب الروحي لزملائه اللاعبين، والموجه والمعلم داخل وخارج الملعب، وهو صاحب المجهود الوفير والأداء الرجولي، والروح القتالية «التواقة» دوماً إلى الفوز، إنه بشير سعيد أحد عناصر القوة في تشكيلة «الأحمر»، وأحد أبرز المواهب التي أعادت إلى مركز قلب الدفاع الأهلاوي هيبته بعد موسمين عانى خلاهما مر المعاناة، ولم يفلح لعلاجه قبل 3 مواسم، حتى التعاقد مع العالمي فابيو كانافارو بعد مونديال جنوب أفريقيا 2010، ولكن مع مرور الوقت، والتعاقدات المميزة بنى الأهلي خط دفاع لا يقهر، كان بمثابة «السد العالي» أمام أعتى الهجمات المتتالية، ونجح بفعل التفاهم بين عناصره في تغيير مفهوم التمركز التكتيكي الدفاعي، والتحرك بطول وعرض وعمق الملعب، إما لرفض الرقابة على مصادر خطورة المنافسين، أو لتشكيل الخطورة الفنية عليهم بالتقدم إلى الأمام لتشكيل الضغط المبكر ومن ثم تسجيل الأهداف. أما الإيطالي فابيو أفضل مدافع في العالم، فقد كان قرار ضمه إلى صفوف الجهاز الفني «عبقرية إدارية» تحسب للنادي الأهلي لأن وجود موهبة بحجم كانافارو، وما يملكه من خبرات عندما كان قائداً «الأزوري»، أسهم في زيادة فنيات مدافعي الأهلي، حيث عمد «الداهية» الإيطالي إلى تسخير خبراته كافة، وما لديه من تراكمات السنين على يد أكبر مدربي العالم، في خدمة الفريق عبر التوجيه الدائم والمستمر للمدافعين، وفي كيفية تحركهم، وهو ما يحسب لجهاز «الفرسان» بقيادة كوزمين الذي وزع الأدوار بين الجميع. وكان دور فابيو هو الاهتمام بنقل خبراته الدفاعية لمدافعي الأهلي أساسيين واحتياط ، وأجاد الثعلب الإيطالي التنفيذ، فكان التفاهم بينه وبين بشير وبقية عناصر الدفاع ملحوظاً، وتوجيهاته المستمرة للمدافعين خلال المباريات واضحة للعيان. وأصبح قائد «الأزوري» السابق عنصر تفوق خفياً، له مفعول السحر على الجانب الدفاعي، عبر نقل الخبرات التراكمية التي تتوافر لديه للاعبين، بالتزامن مع التعليمات الفنية وطريقة التدريبات الخاصة التي ينفذها الروماني كوزمين، وتفاعل المدربين بشكل أكثر من إيجابي لخدمة هدف واحد، وهو حصد الألقاب وضمان الفوز في المباريات. وبلغة الأرقام تلقت شباك الأهلي خلال الموسم الجاري 27 هدفاً، وأصبح الأقوى دفاعاً منطقياً وعملياً، رغم تساويه مع الشباب، إلا أن فوز «الأحمر» ذهاباً، وتعادله إياباً أمام «الجوارح»، المطارد غير المتوقع هذا الموسم على الصدارة، أسهم في تقديم الدفاع «الأحمر» على ما سواه من خطوط الدفاع بين أندية دوري الخليج العربي. وليس هذا فقط، بل كانت عناصر الدفاع حاضرة في مشهد التسجيل، وهز شباك المنافسين، وبأهداف بعضها على الطراز العالمي، خاصة تلك التي سجلها «القائد الفذ» بشير سعيد صاحب الحاسة التهديفية غير الطبيعية، كما سجل عبد العزيز هيكل هدفاً في الدوري، وكان أحد العناصر صاحبة الحضور على المستوى الهجوم، بالإضافة إلى وليد عباس . وفي عرف كرة القدم الحديثة، عندما تملك مدافعين قادرين على التقدم، والتسجيل في المباريات الصعبة، وبأهداف قاتلة أمام منافسين أقوياء، فإن هذا يعني أنك فريق لا تقهر، وأن الحلول الفنية لدى الجهاز الفني لا تنضب. أما في الكرات الثنائية، التي يطلق عليها «واحد ضد واحد»، فكان التفوق والغلبة دوماً لدفاع الأهلي، وأمام «الفرسان» غاب نجوم وهدافون ومراوغون مشهورون بالتألق وهز الشباك في دوري الخليج العربي، ولكنهم تواروا أمام استبسال الدفاع الأهلاوي، وقدرات عناصره، وهو الدفاع الذي لم يهتز رغم ضربة البداية بإصابة سعد سرور الذي كان أحد العناصر القوية مع بداية الموسم، وحتى عندما غاب وليد عباس، حل بدلاً منه يوسف السيد أحد العناصر المتميزة التي خاضت أول 7 مباريات متتالية حقق فيها «الأحمر» الفوز فيها جميعاً هذا الموسم، وحتى عندما احتاج الأهلي إلى قلب دفاع جاهز كان الحل في خميس سالمين أحد الوجوه الصاعدة بقوة في تشكيلة «الأحمر». وعن دلالات التألق «الأحمر»، فكانت في الغياب التام لعناصر خطورة المنافسة في المواجهات القوية و«الديربيات» ولقاءات القمة التي خاضها بطل الدوري ، فلم نشاهد جيان في مواجهتي العين ، كما غابت خطورة عمر عبد الرحمن ، أمام «السد الدفاعي العالي» لـ «الفرسان»، وما ينسحب عليهم، يتحقق أيضاً على هجوم الجزيرة، وغاب مبخوت وبرادة وكايسيدو، وفي الوحدة الذي يضم تيجالي أيضاً غاب ولم يظهر، وحتى أمام الشارقة والشباب والظفرة ، كان للدفاع «الأحمر» كلمته، وضمن بفعل ذكاء لاعبيه، خروج «الفرسان» من أصعب المواقف والمحطات فائزاً. ومن بين الكروت التي ضمنت التفوق التكتيكي لدفاع الأهلي، هناك وليد عباس أحد أبرز المواهب التي نجحت «قلعة الأهلي» في ضمها لتشكيلة «الفرسان»، وشغل مركز الجناح الأيسر تارة والأيمن تارة أخرى والوسط المدافع تارة ثالثة، وكان «جوكر» في يد كوزمين يستغله كيفما يشاء لتعويض النقص والغيابات المؤثرة. المدافعون يؤكدون: السر في «المربعات التكتيكية» أمام التفوق غير العادي لمدافعي «الأحمر» كان لابد أن نسأل عن السر وراء ارتفاع المستوى، وتطور القدرات، حتى تحول الأهلي من فريق يعاني دفاعياً قبل موسمين فقط إلى فريق، يملك الدفاع الأفضل والأكثر تميزاً، مما كان له بالغ الأثر في تحقيق الإنجاز، ليس فقط بحسم الدوري ومن قبله «الكأسين»، السوبر والخليج العربي، والمنافسة على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ولكن حتى في مواجهة الهجوم الشرس للأندية المحلية. وأكد رباعي الدفاع «الأحمر» أن أسباب التفوق يعود إلى الجهاز الفني بقيادة الروماني كوزمين، وطبيعة العلاقة التي تجمع الفريق من لاعبين ومدربين، وجهازين إداري وطبي، بالإضافة إلى طريقة التدريبات والتكليفات الفنية لكل لاعب على حدة، والتي تهتم بأسلوب «المربعات التكتيكية» بحيث يتحرك كل مدافع في حدود المربع وقت الهجوم والدفاع عند الهجوم المضاد، وكان لحفظ كل لاعب الأدوار الفنية والمهام الموكلة إليه سبباً آخر في بروز الخط الخلفي للأهلي، وتحوله إلى «سلاح فتاك» هذا الموسم. من جانبه، أشار عبدالعزيز هيكل إلى أن إصرار كل لاعب في صفوف الأهلي على التفاني ونكران الذات، له بالغ الأثر في التألق سواء الفردي أو الجماعي، وقال: «كل لاعب كان ينكر ذاته من أجل الفريق، حدث ذلك في أقوى «الديربيات» ولقاءات القمة، وكذلك عند مواجهة فرق الوسط والقاع، فلا مساحة لأي «ذرة» من الأنانية داخل الملعب، وكل لاعب يهتم بتألق زميله، ويلعب من أجل الشعار، ولا يفكر في تسجيل هدف، أو في عدم بذل جهد ذائد لمساندة مركز زميله الآخر، لأن الهدف هو الفوز في أي مباراة وكل مباراة مهما كانت التحديات». أما وليد عباس، قلب الدفاع الأحمر النابض و«جوكر» الجهاز الفني الذي تم استغلاله كورقة رابحة في أكثر من مركز هذا الموسم، فأكد أن ارتفاع الروح القتالية للاعبي الدفاع مثل غيرهم من زملائهم في مختلف خطوط اللعب، والحرص على عدم الهزيمة ورفض الاستسلام، كلها عوامل تفاعلت معاً وشكلت حالة خاصة ليس فقط في الدفاع، ولكن في كل فريق الأهلي وبمختلف الخطوط، وإنما تميز الدفاع بسبب قدرة لاعبيه على تقديم المساندة المطلوب، والحفاظ على التقدم في المباريات الصعبة بعدم تلقي أي أهداف من المنافسون مهما كانت قوتهم. ووجه وليد الشكر إلى زملائه اللاعبين، ولبشير سعيد، الذي وصفه بالقائد الفذ داخل الملعب، وللجهاز الفني على الثقة، التي منحوها إياه خصوصاً في المباريات الأولى من عمر المسابقة. وعن شعوره بعدما حصد كل تلك البطولات في أول موسم له مع «الفرسان» قال إنه موسم استثنائي بكل معنى الكلمة، وأشعر بالفخر والسعادة الكبيرة، لأنني أسهمت مع زملائي اللاعبين في حصد تلك الألقاب، ونحن عازمون على استمرار نغمة الانتصارات، والمنافسة بقوة على جميع البطولات والألقاب المحلية، بالإضافة إلى الاهتمام بالظهور القوي في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا. من جهته، أبدى عبدالعزيز صنقور الجناح الأيسر في دفاع الأهلي سعادته بما تحقق من إنجاز الموسم الجاري، وشدد على أن «الأحمر» قادر على الفوز بالمزيد من البطولات خلال المواسم المقبلة، طالما استمرت الروح القتالية والرغبة المشتعلة في الفوز دائماً. وعن السر وراء تألقه وزملائه في الدفاع تحديداً هذا الموسم، قال: «كنا على قلب رجل واحد في أصعب المواقف هذا الموسم، لقد مرت «مطبات» صعبة على الفريق كانت كفيلة بأن تخرج اللاعبين من التركيز، خاصة في خصم نقاط مباراة الظفرة، ولكن تكاتف الجميع كأسرة واحدة، كما تعاهد اللاعبين في كل تدريب أن يتم التعامل مع كل مباراة بجدية ورجولة وروح قتالية، وكان دور الجهاز الفني والإداري حاضراً بقوة في تهيئة اللاعبين الجيدة قبل كل مباراة». وأضاف: «شهد الموسم غيابات في أهم المراكز، ولكن أثبت الأهلي أنه قادر على الفوز والسير بعيداً في البطولة، وبمن حضر في التشكيلة وهذا الشيء يحسب للاعبين، وللجهاز الفني». وأشار صنقور إلى أن جميع لاعبي الفرسان اجتهدوا وتعبوا وبذلوا الجهد والعرق في سبيل بلوغ الحالة الفنية، التي وصلوا إليها على مدى الموسم الذي وصفه بالصعب. (دبي - الاتحاد) أهداف «ماركة بشير» علامة فارقة سجل بشير سعيد مدافع الأهلي هدفين في 25 مباراة شارك فيها مع «الفرسان» منذ بداية الموسم في دوري الخليج العربي لكرة القدم، ومثلت أهداف بشير علامة فارقة في تهديف «الأحمر»، أبرزها هدفه في الشارقة الجولة الــ 21 ، ثم هدفه العالمي في الجزيرة ضمن الجولة الـ 22 ، وكلاهما كانا أهداف قاتلة ومن طراز فريد، أما الهدفان الثالث والرابع من الدفاع فقد أحرزهما وليد عباس وعبد العزيز هيكل، وشارك الأول في 24 مباراة في الدوري، والثاني 23 مباراة، فيما لم يسجل عبد العزيز صنقور الجناح الأيسر أي أهداف ولكنه شارك في 19 مباراة . وتميز الرباعي الدفاعي، بالقدرة على ضبط الأعصاب والهدوء والثبات الانفعالي، مما قلل من البطاقات التي حصلوا عليها، حيث حصل بشير سعيد خلال الموسم على 4 بطاقات صفراء، وهيكل على 7 بطاقات، وصنقور على بطاقتين، ووليد عباس على 3 بطاقات، ولم تشهد أي مباراة في الموسم طرد أي من مدافعي الأهلي. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©