أبوظبي (الاتحاد) ـقبل المؤلف، وقبل الناشر، وقبل المنظّم المشرف على الإعداد والتواصل والإعلان وتلبية طلبات الجميع، فإن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، هو بحق، مناسبة خاصة بالمتلقين أو الجمهور أو الرواد أو القراء.. سمهم ما شئت، فهم غاية المعرض وهدفه. تتلمس هذه الحقيقة بمجرد وصولك إلى مفترقات الطرق المؤدية إلى مركز المعارض في مدينة أبوظبي. لافتات، وإشارات تدل القاصدين على مكان الحدث، العرس الذي تشهده المدينة للمرة الثالثة والعشرين في العقود الثلاثة الماضية، لكنه هذه المرة الأكبر حجماً والأكثر تنوعاً: 1020 دار نشر محلية وعربية ودولية، من 50 بلداً، ونصف مليون عنوان تتيح للمحترف والهاوي أن يختار من بينها ما يحتاجه من صنوف العلم والثقافة والمعرفة، فضلاً عن أكثر من 150 فعالية ما بين ندوة وجلسة حوارية وأمسية شعرية، يتوجها جميعاً “مؤتمر الترجمة” الثاني، تشرّح أمام المختصين والدارسين والمتابعين قضايا الساعة في أبعادها الفكرية والثقافية.
عند ولوجك إلى مقر المعرض، من مداخله المختلفة، خصوصا من جهة مواقف السيارات، ستكون مضطراً إلى مواكبة الحشد، خصوصاً إذا كان قدومك في ساعات بعد الظهر والمساء. ستجد نفسك جزءاً من مئات العائلات والوفود التي تؤم المعرض، تزجية لوقت ممتع ومفيد أو بحثاً عن ضالة في متن كتاب.
“المشهد العائلي” يفرض نفسه عند أجنحة معينة داخل المعرض، لعل أولها هي منطقة الـ eZone، حيث تغري الأفكار والمعروضات هناك الأجيال كلها، ومن ثم في الركن الذي تقام فيه فعاليات تخص الأطفال واليافعين، وبعد ذلك في ركن الطهي، حيث تقدم معارف وخبرات ومذاقات من مختلف أنحاء العالم.
بين أجنحة دور النشر، يتوارد الباحثون. هم أشبه بالمتسكعين، ولكن من طراز آخر. فهم إما يبحثون عن ناشر معيّن أو عنوان بذاته أو يقومون بجولة استطلاعية لإجراء حساباتهم المالية قبل الشراء. وفي هذا الإطار فإن الجهات المعنية بالمعرض، تؤكد أنها ألزمت العارضين تقديم حسومات لا تقل عن 25? للمشترين. هذه المسألة تحتاج إلى مقارنات، ليس مكانها هنا.
كم هو الوقت اللازم لزيارة وافية المعرض؟ هذا السؤال يوجهه كثيرون، لكن المهم في الإجابة عنه إنك لن تضيّع وقتك، فالخريطة الداخلية لصالات العرض كفيلة بإيصالك إلى غايتك بأيسر السبل وأقصرها.. وأنت الرابح في كل حال.
عدد اليوم
