الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجربة الشعرية الكولومبية في المعرض

28 ابريل 2013 23:47
أبوظبي (الاتحاد) ـ تميّز البرنامج الثقافي الشامل لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بالعديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية، التي تمزج بين البعد المحلي والعربي والعالمي، وتلتقي بالإبداع أنّى كانت هويته أو جنسيته، فاتحة بذلك فضاء رحباً من التفاعل والتنوع والتبادل الثقافي مع مختلف الأمم والشعوب والأعراق، ولعل ذلك ما جعل إمارة أبوظبي تتبوأ اليوم مكانة مرموقة في المحافل الدولية، نظرا لما أسهمت به في مجال التواصل الحضاري والحوار الثقافي بين مختلف الشعوب والأمم. حضور التجربة الشعرية الكولومبية في المعرض يقدم صورة جميلة تبرز مدى التناغم والانفتاح على الثقافات الأخرى وتجاربها المتميزة، حيث استضاف مجلس حوار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب القائمين على مشروع إطلاق عشر قصائد كولومبية باللغة العربية، برعاية السفارة الكولومبية في أبوظبي. الحدث ينطوي على دلالة ثقافية ومعرفية عميقة تتجاوز لحظة الإطلاق أو الاستضافة إلى ما يرمز له تواصل وتفاعل الثقافة الكولومبية مع الثقافة العربية على أرض الإمارات من قيمة كبيرة تسهم في التعرّف أكثر على صور وملامح مختلفة من تلك الثقافة، ومعرفة مدى الترابط والانسجام بينها وبين الثقافة العربية، خاصة أن ترجمة القصائد في حد ذاته إلى اللغة العربية ينم عن رغبة جامحة في تفعيل التواصل الثقافي والفكري بين كولومبيا والوطن العربي. الدكتور والشاعر خوان فيليبو روبليدو، من جامعة بوجوشا في كولومبيا، أبرز في حديثه العوامل المشتركة بين الشعر الكولومبي والشعر العربي، والخيط الناظم بينهما، مشيراً في نفس الوقت إلى ما يتميز به الشعر الكولومبي من سجع موسيقي يختلف عن الإيقاع الموسيقي للشعر لعربي. ترجمة القصائد الشعرية الكولومبية وعرضها في المعرض يشي بذلك العمق التاريخي والحضاري والثراء والغنى الذي كانت، ولا تزال، تتمتع به اللغة العربية، ودورها في ترسيخ قيم التواصل المثمر بين الشعوب والحضارات، والتبادل المعرفي والثقافي ونقل الخبرات والتجارب، على هذه الأرض المعطاءة، أرض الإمارات، وفي سياق حدث ثقافي كبير، هو معرض أبوظبي الدولي للكتاب. انفتاح على ثقافات الآخر، ورغبة في تعزيز وتوثيق التواصل والتبادل والحوار الثقافي والحضاري بين ثقافتين مختلفتين في كل شيء، لكنهما متفقتان في شيء واحد، وهو الأهم، الرغبة في البحث عن عناصر جامعة، تقرب المسافة الثقافية الفاصلة ما بينهما، وتعمل على تقديم مميزات كل منهما في الثقافة والمعرفة. الجدير بالذكر أن هذه التجربة ليست هي التجربة البكر، أو الوحيدة التي شهدها المعرض، بل ثمة سيل متواصل من التجارب والانفتاح على الثقافات الأخرى بشتى الطرق والوسائل، ما يبرز المكانة الكبيرة، والدور الرائد الذي يطلع به المعرض على المستوى الثقافي والمعرفي والتواصل البناء، والتنوّع المثمر، ليس فقط في أبوظبي والإمارات، وإنما كذلك على مستوى العالم كله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©