الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤلفو الكتب الإلكترونية يُزاحمون الكُتاب الكبار ويهددون عرش دور النشر الورقي

مؤلفو الكتب الإلكترونية يُزاحمون الكُتاب الكبار ويهددون عرش دور النشر الورقي
2 مايو 2011 20:20
تُواجه كبرى دور النشر الوطنية والعالمية تحديات متنامية وضغوطاً متزايدة بسبب ممارسات التسعير الجديدة التي فرضت نفسها على ساحة الكتب الرقمية، مع ازدياد عدد الكتب الإلكترونية الرخيصة، وظهور عناوين رقمية جديدة نُشرت بشكل ذاتي ودون وساطة دار نشر، لكنها اكتسبت شعبية واسعة في أوساط قراء الكتب الإلكترونية، وحصد مؤلفوها أرباحاً طائلة. كانت قائمة أفضل خمسين كتاباً رقمياً نشرتها شركة “أمازون” تضم 15 كتاباً، لا يتجاوز سعر كل واحد منها 5 دولارات. فرجل أعمال مدينة لويسفيل والكاتب المثير جون لوك الذي نشر سلسلة مقالات تحكي قصة اغتيال عميل سابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) نُقل عنه أنه باع سبعة أعمال من هذه السلسلة بمبلغ 99 سنتاً لكل كتاب. وتعليقاً على مثل هذه الحالات، صرح موظف تنفيذي أول بشركة أمازون، طلب عدم الكشف عن اسمه، “إنهم يُدربون زبائنهم على الابتعاد عن الكُتاب الكبار والوازنين ويعودونهم بدلاً من ذلك على التطبيع مع واقع الأعمال المنشورة بشكل ذاتي”. ثورة “كيندل” مع ازدياد مبيعات الكتب الرقمية وانتعاشها، أصبحت دور النشر تنظر بعين شزراء وقلقة إلى سوق النشر الرقمي الذاتي. وعكس السنوات الخمس الماضية التي نادراً ما كان يجد فيها الكُتاب الذين ينشرون أعمالهم بأنفسهم عناوين كتبهم مصفوفة جنباً إلى جنب مع أعمال فطاحلة الكتاب وعمالقتهم، ساعدت التكلفة المنخفضة للنشر الرقمي والأدوات التي تستخدمها مواقع الشبكة الاجتماعية مثل تويتر على ظهور كتاب مغمورين كانوا بالأمس القريب أسماء نكرة في عالم الكتابة والتأليف، ثم أصبحت أعمالهم بين عشية وضحاها تُزاحم أعمال كتاب عالميين. وقد أصبحت مسألة التسعير تكتسي أهمية خاصة منذ أن أقدمت شركة “أمازون” على إطلاق القارئ الإلكتروني “كيندل” في نوفمبر 2007. إذ فجر هذا الوافد الجديد على سوق المكتبات الرقمية ثورة من نوع خاص، خصوصاً مع طرح كتب رقمية لكتاب كبار، ومن أفضل الكتب مبيعاً في يوم عرضها نفسه بالمكتبات التقليدية بسعر جذاب لا يتجاوز 9,99 دولار. تخفيضات الكتب الرقمية مبدئياً، كان الناشرون يبيعون الكتب الإلكترونية لشركة “أمازون” بسعر الجملة، وهو ما شجع على ظهور عروض التخفيضات على الكتاب الإلكتروني. وباعتبارها سادس أكبر دار نشر في الولايات المتحدة وانطلاقاً من وعيها التام بأن انتشار تبني نهج التخفيضات في الكتب الرقمية سيكون تهديداً حقيقياً قد يقضي على مقاولتها التجارية التقليدية، عملت أمازون شيئاً فشيئاً على اعتماد نموذج الوكالة القائم على وضع لائحة تسعيرية خاصة لبيع الكتب الإلكترونية بالتجزئة. ومؤخراً، عرضت دور نشر كبرى العديد من الكتب الإلكترونية بأسعار تتراوح بين 11,99 و14,99 دولار في إطار برنامج “كيندل”. وأفادت شركة أمازون بأن الدراسات التي أجرتها بينت أن العناوين الرقمية المباعة للناشرين باستخدام تسعير البيع بالوكالة لا تُسعر بقيمة وحدة الإنتاج نفسها التي تُسعر بها شركة أمازون الكتب التي تبيعها بالتخفيض. وقال راسل جراندينيتي، نائب رئيس شركة أمازون لمحتوى “كيندل”: “إن دور النشر التي تشهد معدلات النمو الأسرع هي تلك التي نضع لها نحن أسعار البيع”. وتواجه الكتب منافسة شرسة من أطياف واسعة ومتشكلة من وسائل الترفيه الإلكتروني، خصوصاً ألعاب الفيديو المقدمة من قبل شركات عالمية عملاقة، مثل “نيتفليكس” و”آبل” و”مخزن آي تيونز” يُساعدها في ذلك سهولة الوصول إليها عبر الحواسيب اللوحية والدفترية والخيارات المتعددة التي لا توجد مثيلات لها على أجهزة وبرمجيات القراءة الإلكترونية. مغريات النشر الرقمي ساعدت هذه العوامل جميعها في انتشار كتب إلكترونية رخيصة لمؤلفين مغمورين. فالكاتب الأميركي جون لوك نشر أول أعماله بالطريقة العادية التقليدية قبل عامين بشكل شخصي في عمر الثامنة والخمسين، وهو يقول إنه قرر الانتقال إلى النشر الرقمي في شهر مارس من العام الماضي 2010 بعد أن درس توجهات تسعير الكتب الرقمية وآفاقها المستقبلية. ويضيف جون لوك “عندما رأيت أن مؤلفين ناجحين وكتاباً مشهورين يقيمون أسعار كتبهم الرقمية بما لا يتعدى عشر دولارات (9,99 دولار) للكتاب الإلكتروني الواحد، فكرت في أنني لو استطعت تحقيق أرباح في حال بيع كتبي بمبلغ 9,99 سنتاً للكتاب الواحد، فإنه لن يكون متعيناً علي أن أُثبت أنني أُضاهيهم في الشهرة أو المكانة”. ويربح جون لوك 35 سنتاً عن كل كتاب يبيعه بثمن 9,99 سنت. وهذا الهامش الربحي الذي يبدو بسيطاً في الظاهر جعل أرباحه من بيع الكتب الإلكترونية عبر شركة أمازون تصل في شهر مارس فقط إلى 126 ألف دولار! ويتعين على جون لوك رصد مبلغ ألف دولار لنشر كل كتاب رقمي يؤلفه، بالإضافة إلى ما يدفعه للمدقق الذي يراجع كتابه قبل نشره إلكترونياً. تسويق وشطارة حقق جون لوك قفزة نوعية في أرباح مبيعات كتبه الإلكترونية في شهر مارس، إذ باع في هذا الشهر لوحده ما قيمته 359 ألف دولار من الكتب الرقمية المحملة عبر موقع “أمازون”، بينما لم يتجاوز مجموع مبيعاته في شهر يناير 75 ألف دولار، و1,300 دولار فقط في شهر نوفمبر. وبيعت أعمال جون الإلكترونية أيضاً عبر مخازن الكتب الرقمية التي تُديرها شركات “كوبو” وبارنز آند نوبل” و”آبل”. ويصل عدد هواة كتب جون لوك الإلكترونية على موقع تويتر وحده إلى أكثر من 20 ألف محب، ويستخدم لوك مدونة شخصيةً للترويج للكتب التي يؤلفها، ويُجيب عن طريقها عن مئات الرسائل الإلكترونية التي تصله أسبوعياً. ويقول في هذا الصدد “إن الأمر يتعلق في الأول والأخير بالتسويق، لكن يجب للقارئ أن يحب عملك ويقتنع بأهميته بالنسبة له”. خريطة تأليف ونشر جديدة تدفع شركة “أمازون” لجميع الكتاب الذين يستخدمون خدمة النشر المستقل والمباشر بالتجزئة “كيندل دايريكت بابليشن” 35% من عوائد الملكية الفكرية عن الكتب الرقمية التي تصل أسعارها إلى أقل من 2,99 دولار، و70% عن الكتب الرقمية التي تتراوح أسعارها ما بين 2,99 و9,99 دولار. وبإمكان جون لوك رفع أسعار كتبه إلى 2,99 دولار وزيادة أرباحه بعد أن يخول له ذلك جني دولارين اثنين عن كل كتاب يبيعه، لكنه يقول إنه ليس مهتماً في الوقت الراهن بتحقيق هذه القفزة المادية. وسبق لجون لوك أن عبر عن عدم اهتمامه بالعمل مع دور نيويورك للنشر وقال “ليس الأمر مرحاً أو مزاحاً بالنسبة لي. فأنا لا أرغب أن يأتي أحد ليُحدد لي الوقت الذي أنشر فيه كتبي، كما أنني لا أريد من أي جهة التأثير على خط التحرير الذي اخترته لنفسي، ولا أتقبل فكرة أن يملي علي أحد أي المواضيع والقضايا التي أتناولها في مؤلفاتي”. واستعان جون لوك مؤخراً باستئجار خدمات جين دايستل لبحث فرص تحويل بعض كتبه إلى أفلام مع دور نشر أجنبية مهتمة بإطلاق كتبه ما وراء البحار. وتقول السيدة دايستل إن الوكالة التي تمثلها دخلت في مفاوضات لعقد صفقات من هذا النوع مع عدة جهات. عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©