المفارش تثري المناضد وتزيدها أناقة

لا تكتمل أناقة الطاولة ما لم تسدل عليها قطعة من القماش تمنحها مظهراً جذاباً ومشرقاً، هذه المفارش التي تحمل في طياتها الكثير من الأفكار والتصاميم المستوحها من تفاصيل التراث، وتضفي لمسة سحرية على الأرفف، ليست حديثة العهد في عالم الأناقة المنزلية، وإنما هي قديمة متجذرة كانت النساء على مدى العهود يحرصن على حياكتها بأشكال وأحجام مختلفة تلبي احتياجاتهم وقت ذاك، فكانت المفارش في وقت ما تعبر عن مدى حرفية المرأة قديماً وقدرتها على إنتاج أعمال فنية غاية في الدقة والابداع. كانت النسوة شغوفات بحياكة أطقم المفارش، بالرغم من استنزافها للوقت والجهد، إلا أن حياكتها تشكل لهن متعة كبيرة عن النتيجة التي تبهر الآخرين. ومازال للمفارش وميض وسحر بين مفردات الديكور التي تثري جوانبه، فهي تري وتحاكي تفاصيل المكان. المفارش التي تستخدم كمتتمات للديكور، تحاك عادة من خامة ناعمة وخفيفة، وتوشى أطرافها بشرائط الكريستال، وتنصع في الغالب من نسيج سادة ومطرزة بالخيوط او بالخرز، وبزخارف ونقوش محفورة، كالدانتيل أو الكروشيه، وتصنع من خامات طبيعية كالقطن والكتان والحرير الطبيعي وكذلك الخامات الصناعية كالحرير الصناعي والفيسكوز وأيضا المخمل الذي ينشر الدفء حيثما حل. أقدم الأنواع وهناك العديد من التجهيزات والتركيبات التي تضاف لأقمشة المفارش كالتجهيزات المقاومة للتجعيد والانكماش والتبقع، ويعتبر المفرش الستان من أنواع مفارش الديكور، ويحاك وهو قماش ستان مصنوع من القطن وأول من صنعه، واستخدمه صناع مدينة دمشق ويوجد نوعان من قماش قطن دامسك أحداهما مفرد والآخر مزدوج، ويعتبر الدامسك المزدوج نوعاً ممتازاً لأنه يصلح استخدامه في مفارش المناضد. اليوم دخلت أنواع عديدة من الأقمشة في صناعة المفارش، نظراً لرغبة الناس بالحصول على مفارش تنسجم وتتناغم مع مفردات الديكور، فصارت المفارش تحاك من نفس قماش المفروشات، وتطعم ببعض التفاصيل التي تبرز جمالها، ويتم وضع المفرش على الطاولة بطريقة فنية بحيث يشكل قطعة تحتضن الإكسسوارات التي ستكون جزءاً من هذه المنضدة، لتكتمل به الصورة النهائية للوحة الفنية القابعة عليها. اختيار المفارش مكان المنضدة أيضاً يؤثر في نوع المفرش الذي يوضع فوقها، فالمنضدة الموضوعة في زاوية غرفة الجلوس أو المعيشة -وهي عادة ما تكون مرتفعة نوعاً ما عن الأنواع الأخرى من المناضد- تغطى بالمفارش القطنية المحبوكة بالتطريز الموزعة بين ثناياها، وتستر بها الطاولة فلا يظهر منها شيئاً، وتكون محطة ملائمة لتوضع عليها الأبجورة، أو باقة من الزهور الطبيعة. والنوع الآخر من المفارش وهي ما يتم استخدامها في غرف الطعام منها ما يتم وضعها لتغطي الطاولة كاملة، وعادة ما تكون هذه الطاولة صغيرة نوعاً ما ودائرية الشكل فتوضع عليها قطعتان القطعة الأولى وهي الأساسية والتي تغطي الطاولة تماماً فلا تظهر أي قطعة منها، ثم يوضع مفرش آخر صغير الحجم بلون مختلف على القطعة الأساسية من المفرش. والنوع الآخر نجده يغطي فقط منتصف طاولة الطعام حيث يتم وضعة بطريقة طولية من بداية الطاولة حتى نهايتها. وهناك بعض المفارش الصغيرة تستخدم للتقديم حيث تفرش به أواني التقديم، كما توضع أيضا أسفل كل كوب على حدة على المناضد، وذلك لحماية الأسطح من أن تتأثر بالماء أو بالحرارة.