الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السنغال تختزل تاريخ أفريقيا وجمال طبيعتها

السنغال تختزل تاريخ أفريقيا وجمال طبيعتها
2 مايو 2011 20:15
تتميز السنغال عن البلدان الأفريقية بخصائص عدة، اجتماعية وسياحية، حيث تحمل مدنها الكثير من علامات التميز والتفرد، من حيث المعمار والطبيعة والمناخ والتاريخ والتراث الحضاري، مما يغري السياح بزيارتها وإعادة الكرّة باستمرار، خاصة أن تكلفة الرحلة والإقامة منخفضة مقارنة مع غيرها من الدول الأفريقية. حمولة تاريخية السنغال واحدة من الدول الأفريقية التي لها حمولة تاريخية مؤثرة في وجدان الأفارقة، ففي هذه البلاد كان يتم تصدير العبيد من أفريقيا إلى أوروبا وأميركا، وعلى أرضها خطى أسلاف السود الذين يعيشون حالياً في أميركا وأوروبا آخر خطواتهم على أرض أفريقيا ليتم تصديرهم كما كان يتم تصدير الذهب والألماس وبقية كنوز الأفارقة، وكانت جزيرة غوري آخر منطقة يجتمع فيها مئات الآلاف من الأفارقة السود قبل أن يتم تقسيمهم على البلدان الغربية للعمل بالسخرة، أما اليوم فالجزيرة تعتبر من أهم المزارات السياحية بغرب أفريقيا، حيث تستقطب سنوياً ملايين السياح لزيارتها، كما يزورون البحيرة الوردية ومنتجع نيانينج والأسواق الشعبية. وفي داكار عاصمة السنغال، التي يقطنها حوالي مليوني نسمة، يقبل السياح على زيارة الميناء وشاطئ المدينة الذي يتميز بوجود تحف معمارية تنسجم مع طبيعة هذا البلد الاستوائي، حيث كان المعمرون الفرنسيون يعشقون بناء مساكنهم قرب البحر، ليس فقط عشقاً في البحر، بل خوفاً من ثورة السنغاليين، حيث إن إقامتهم قرب الميناء وبعيداً عن مركز المدينة تسمح لهم بالهرب في أي وقت. ورغم هذا الصراع الذي يخفي ذكريات أليمة عاشها السنغاليون وعانوا فيها اضطهاد المستعمرين سواء بترحيل العبيد وبيعهم أو باستغلال مقدرات هذا البلد، فإن إعمار السنغال، خاصة العاصمة داكار من طرف الفرنسيين ساعد السنغاليين على تخطي مآسيهم وفتح صفحة جديدة معهم. أسواق ومنتجعات من أهم المزارات السياحية في داكار “ساحة الاستقلال” التي تقع في قلب المدينة ومنها تتفرع طرق وشوارع العاصمة التي تؤدي إلى مناطق عدة، و”البحيرة الوردية” التي تأسر زوارها بشكلها الذي يشبه شكل الوردة، إضافة إلى متحف الفن المعاصر والكاتدرائية الأفريقية وجامعة الشيخ عنتر ديوب. من بين الأماكن التي تستحق الزيارة في داكار محمية “بانديا” التي تضم أصنافاً نادرة من الطيور والحيوانات، ويصنفها علماء البيئة على أنها واحدة من أكبر وأجمل المحميات في أفريقيا، وقرب هذه المحمية يمكن للسياح أن يقضوا أوقاتاً مميزة، حيث توجد الكثير من المطاعم وأماكن الاستجمام والراحة قرب المحمية. ولا يمكن لزائر داكار أن يغادرها دون أن يزور الأسواق الشعبية، حيث يعرض السنغاليون منتوجاتهم التقليدية وأكلاتهم الشعبية، وحيث يمارس الباعة و”السحرة” و”الفنانون” مهاراتهم لإقناع السياح بما يقدمونه من بضائع وخدمات وعروض. وحين يغادر السائح العاصمة داكار يمكنه أن يزور منتجع “نيانينج” الذي يبعد 80 كيلومتراً من داكار، وهو منتجع شهير في أفريفيا يمتد على مساحات كبيرة وشاسعة يجمع بين زرقة البحر وخضرة الغابة، ويحتوي على كثير من المرافق السياحية التي تجذب السياح. تقع جزيرة غوري التي كانت مركزاً كبيراً لتجارة العبيد وتصديرهم إلى أميركا وأوروبا على بعWد ثلاثة كيلومترات من العاصمة داكار، ورغم كثرة الجزر الجميلة في السنغال، لا سيما المحيطة بداكار إلا أن شهرة جزيرة “غوري” تفوق سحر وشهرة بقية الجزر، فقد ذاع صيت هذه الجزيرة التي شهدت أبشع عمليات التعذيب والاحتجاز، وأصبحت أكبر محطة لتجارة العبيد من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر. جزيرة غوري في هذه الجزيرة توجد قلعة بناها الأوروبيون، وكانت سجناً كبيراً للأفارقة الذين يتم صيدهم والقبض عليهم من شتى البلدان الأفريقية، ويلتقي في هذه القلعة النخاسون الأوروبيون والأميركيون، وبعد مفاوضات البيع يحمل التجار الأفارقة على ظهر سفن شراعية عملاقة، ليتحولوا إلى عبيد في أوروبا وأميركا، خاصة أميركا القارة الفتية التي تحتاج إلى من يعمرها ويساعد على اكتشاف كنوزها. ويقول عبده التراوري، أحد المشرفين على جزيرة غوري السنغالية، إن هذه الجزيرة هي آخر نقطة أفريقية كان يجتمع فيها الأفارقة قبل نقلهم من غرب أفريقيا نحو أوروبا والأميركيتين، وهي تمثل لسياح السنغال مزاراً رئيساً، حيث يستطيع السائح أن يتصور الفظاعات التي قام بها الأوروبيون تجاه الإنسان الأفريقي حين يتجول في الجزيرة، خاصة في السجن الذي كان يتم فيه تجهيز العبيد للسفر بشكل نهائي إلى موطنهم الجديد وتوديع أفريقيا إلى الأبد. ويشير التراوري إلى أن أغلب وكالات الأسفار أصبحت تنظم رحلات خاصة إلى جزيرة غوري لما لها من أهمية تاريخية وإنسانية، ويؤكد أن أعداد الأفارقة الذين تم نقلهم عبر هذه الجزيرة يتراوح ما بين ثمانين ومائة مليون شخص، بعضهم مات في الطريق والآخر أكمل الرحلة إلى أن وصل أوروبا وأميركا. الموقع الجغرافي تقع السنغال في غرب أفريقيا، تجاور موريتانيا ومالي وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا، ويحدها من الشمال نهر السنغال ومن الغرب المحيط الأطلسي، وقد دخل الإسلام السنغال في القرن الحادي عشر ميلادي مع قبيلة صنهاجة الأمازيغية، واسم السنغال مأخوذ من النطق البرتغالي لاسم تلك القبيلة، وفي القرن الخامس عشر احتلت قوات أوروبية أجزاء من شاطئها، ثم احتلت فرنسا البلاد كلها بعد حروب عديدة. وفي أوائل القرن العشرين أصبحت مدينة داكار عاصمة أفريقيا الغربية الفرنسية كلها، وفي عام 1960 حصلت السنغال على استقلالها وأصبح الشاعر ليوبولد سنغور أول رئيس لها.
المصدر: السنغال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©