منصورة عزالدين بدأت حول العالم واستقرت في كتاب الموت

أول كتاب في حياة الروائية المصرية منصورة عز الدين هو ''حول العالم فى 200 يوم'' لأنيس منصور وكانت في الصف الخامس الابتدائي، وكانت قارئة جيدة للصحف، واطلعت على ما تيسر من قصص الألغاز وروايات الجيب، فعرفت أسماء كتاب مشاهير مثل لويس عوض وأحمد بهاء الدين وتوفيق الحكيم، وأنيس منصور ولكن ''حول العالم'' الذي وقعت عليه بالصدفة كان أول كتاب قرأته كاملاً، وبعده أو بفضله تعرفت إلى أعمال نجيب محفوظ ويوسف إدريس الذي عرفت عبر مجموعته القصصية ''لغة الآي أي'' فن القصة القصيرة· وقالت: جذبني أسلوب أنيس منصور الممتع القادر على تبسيط أكثر القضايا تعقيداً، وحين رأيت في مكتبة أحد أقاربى كتاباً ضخما يحمل اسمه ومعه ذلك العنوان الذى آثار خيالى بدأت قراءته فوراً بعد وعود كثيرة قطعتها لصاحبه بأن أحافظ عليه، وأعيده سليماً كما أخذته· وبمجرد وصولي لبيتنا، تنقلت مع مؤلفه بين البلدان العديدة التي زارها وأنا مبهورة، بتلك المغامرات التي يكتب عنها وهو كتاب كبير يضم رحلات المؤلف بين الهند واليابان وأستراليا، وغيرها وأتذكر المتعة التى تحققت وقتها لطفلة تتعرف إلى العالم الواسع عبر الكلمات وتطلق لخيالها العنان كي ينقلها من قريتها الصغيرة إلى ثقافات وعوالم أخرى بعيدة· آخر كتاب قرأته منصورة عز الدين مختلف تماماً، لانه أكثر تركيزاً حول قضية أو أزمة ونكبة بعينها وهو كتاب ''الأمة والموت'' للمؤرخة اليهودية ''عيديز يرتال'' الذي صدر في عدة لغات وترجمة للعربية الكاتب نائل الطوخي· وقالت: هو كتاب مهم لمن يريد فهم العقلية الإسرائيلية والصهيونية، إذ يتناول الكيفية التى تم بها استغلال الكوارث والحروب وضحايا الهولوكست فى خلق ''القومية الإسرائيلية''، أو بكلمات الكاتبة هو ''كتاب عن القومية الإسرائيلية، وعن الموت فى الحيز الجماهيرى لإسرائيل، وعن الصلة المحتومة بينهما، وعن ذكرى وثقافة وسياسة الموت فى خدمة الأمة''· يكشف الكتاب بوضوح عن كيفية استغلال الهولوكست وضحاياه لتحويل العالم بأجمعه إلى عالم معادِ للسامية بشكل أبدي الأمر الذي أتاح للكيان الصهيوني استخدام الهولوكوست كورقة ابتزاز تحصنه ضد كل من يعارض سياساته وجرائمه· كما يبين الكتاب أيضاً الآليات التى استخدمتها الصهيونية لإخراج الصراع العربي الإسرائيلي من أبعاده السياسية والتاريخية والخلط بينه وبين الهولوكوست· حيث تم فصل كل من الهولوكوست والصراع العربي الإسرائيلي عن سياقاتهما التاريخية الخاصة، وعن تعقيدهما وتناقضاتهما الداخلية بوصفهما أحداثا تاريخية· ثم محو الحدود بينهما بحيث تحولا إلى واقعين أسطوريين مغلقين، منيعين أمام النقد، يرتبط كل منهما بالآخر· وهكذا تمكن الخطاب الصهيوني من أن يصور العرب باعتبارهم ''نسل النازيين''