السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستثمار النموذجي لأخطاء الدفاع وراء الفوز

الاستثمار النموذجي لأخطاء الدفاع وراء الفوز
1 سبتمبر 2016 23:30
أبوظبي (الاتحاد) لعب الاستثمار النموذجي للفرص التي أتيحت أمام مرمى اليابان، والأخطاء التي وقع فيها دفاع الساموراي، دورا هاما في تحقيق الفوز الكبير على اليابانيين خارج حدود الوطن، كما كانت لسرعة وقوة بعض اللاعبين في هجوم الأبيض دورا هاما في تحقيق الفوز خاصة أحمد خليل وكذلك إسماعيل الحمادي خصوصا في الشوط الثاني الذي ظهر به الحمادي بشكل أكثر من رائع وصال وجال من خلال سرعته في عمق الدفاع الياباني، وأسفر عن ذلك ضربة الجزاء التي سجل منها خليل الهدف الثاني. وكان لمهدي علي من خارج الخطوط دور هام في قيادة اللقاء وقراءة المنافس بشكل أكثر من رائع، فكانت التشكيلة منطقية للغاية، اعتمد من خلالها على التوازن بين الشقين الدفاعي والهجومي. ورغم أن اليابان سجل هدفاً مبكراً إلا أنه يحسب للاعبينا عدم الاهتزاز وزيادة الضغط على الدفاع الياباني الأمر الذي أسفر عن هدف التعادل. وبلا شك فإن توقيت هدف التعادل كان أكثر من رائع، لاسيما وأن هناك تسع دقائق فقط بين هدف التقدم لليابان وهدفنا، الشيء الذي أبعد لاعبينا عن الضغط العصبي الزائد، خصوصا وأن الجميع يعلم أن تأخر هدف التعديل يعني مزيداً من التوتر. ورغم الفوز الذي حققه الأبيض إلا أن هناك بعض العيوب التي ظهرت خصوصا في الشوط الأول، أبرزها التمركز السيئ من المدافعين داخل منطقة الجزاء، وتحديداً في الكرات الثابتة الأمر الذي أسفر عن الهدف الأول للساموراي. كما كان هناك عدة أخطاء دفاعية أبرزها الاعتماد على طريقة دفاع المنطقة وعدم وجود رقابة «رجل لرجل» على بعض لاعبي اليابان مثل هوندا الذي سجل الهدف الأول ووضح أنه لم يكن مراقباً، ووضح في الصورة أيضا أن لاعبينا اكتفوا بالمشاهدة ولم يتحركوا في اتجاه اللاعب، وظلت رقابتهم لتحركات الكرة فقط، الشيء الذي أفقدهم القدرة على التحرك السريع في اتجاه هوندا الذي سجل بسهولة ويسر بسبب غياب الرقابة الفردية عليه. كما كانت هناك بعض المشاكل في جهة عبد العزيز صنقور نظرا لكونه يميل للنواحي الهجومية على حساب الدفاع، وكانت واضحة أيضا في هجمات اليابان التي شكلت خطورة على مرمى المتألق خالد عيسى من هذه الجهة. ويحسب لمهدي علي القراءة الرائعة لهذه المشكلة حيث قام باستبدال عبد العزيز صنقور ومشاركة وليد عباس في هذا المركز، ولعب دوراً بارزاً في إغلاق هذه الثغرة حيث إن إمكانياته الدفاعية تفوق قدراته الهجومية، ووضح ذلك في الشوط الثاني الذي لم شهد مزيداً من الهجمات من هذه الجهة. على الصعيد التنظيمي داخل الملعب كانت هناك بعض التغييرات في المراكز التي قام بها مهدي على مدار اللقاء من خلال إدخال عمر عبد الرحمن في العمق خلف علي مبخوت مباشرة في فترات كثيرة من الشوط الثاني، الشيء الذي أعطى منتخبنا بعض السيطرة وجعل هناك خطورة من تمريرات عموري عكس ما كان يحدث في الشوط الأول الذي كان يلعب فيه عموري في الجهة اليمنى. ويجب الاتفاق على أن مباراة الأمس كانت قوية للغاية وكان للإعداد الجيد لمنتخبنا الدور الأبرز في تحقيق الفوز، فظهر معظم اللاعبين بحالة فنية وبدنية رائعة، باستثناء بعض العناصر التي لم تكتمل جاهزيتها بشكل كامل ووضح ذلك على الأداء داخل المستطيل الأخضر. وأثبت اللقاء أن مهدي علي مدرب من طراز مميز في ظل قدرته على قراءة التغييرات بشكل عاجل، والتعامل مع الضغط الياباني المتصل بشكل عقلاني ومتزن تماماً، خصوصا في الفترات الأخيرة عندما قرر رفع الضغط عن لاعبينا بسحب أحمد خليل وإشراك محمد فوزي، الذي شكل حائط صد مع ثلاثي الخلف في وجه الهجوم الياباني الذي اشتد بشكل كبير في الدقائق الأخيرة. ولم يكن هناك أروع من براعة خالد عيسى في التصدي لأكثر من كرة حالت دون هز شباكنا مرة أخرى، وأعطى تألق عيسى في المرمى مزيداً من الثقة لزملائه في الدفاع الشيء الذي ضاعف من قدرة لاعبينا على تحمل الضغط الياباني والتصدي له ببراعة غير عادية طوال التسعين دقيقة. وربما يرى البعض أن أصحاب الأرض كانوا أكثر سيطرة وخطورة على المرمى إلا أن ذلك لا يعني أن منتخبنا كان الأفضل من الناحية المنطقية والنتيجة النهائية حيث عرف الجهاز الفني واللاعبون من أين تؤكل الكتف في ظل الضغط الجماهيري الكبير من المدرجات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©