تغلق مدارسنا أبوابها ويستلم طلبة المدارس الشهادات وتبدأ إجازة الصيف، ولا يكون أمامنا سوى أن يمزق أبناؤنا الكتب المدرسية ونرميها في القمامة أو نعطيها لمن يحتاج إليها، وفي أحسن الأحوال لإعادة التدوير. عندها يتحرر أبناؤنا فلا قراءة بعد هذه الاحتفالية إلى إشعار آخر، ولكي يمضوا الإجازة المدرسية فهم إما أن يسافر بعضهم أو يناموا في البيوت تؤنس أحلامهم وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية.
عدد كبير من الأسر التي تسافر في الصيف تفعل ذلك لفترة محددة من الوقت، وعدد آخر لا يسافر ويمضي الصيف في البلاد، وبين هذا وذاك تتعالى صيحات أولياء الأمور بالتذمر من تصرفات النائمين والتائهين واللاهين، وتعلو أصواتهم في وسائل الإعلام بالسؤال عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن يستفيد الطلبة وأولياء الأمور من الإجازة. بحث نُشر مؤخراً وشمل 42 بلداً حول العالم، يحتوي على عدد من المقترحات البسيطة فيما يمكن أن نسميه دليل صناعة المكتبة المنزلية، هذه المقترحات السهلة لا تعني بتاتاً المكتبة بهيئتها المادية المعروفة، وإنما من خلال «توفير بيئة مساعدة على ممارسة القراءة». من ميزات البحث أنه يشير إلى العلاقة بين اقتناء الآباء للكتب وبين تحسين الوضع الدراسي والمهني والثقافي لأفراد الأسرة، وبين وجود الكتاب في المنزل وتعزيز الرغبة في الشعور بالمتعة المترتبة على ممارسة عادة كالقراءة، كما يشير إلى العلاقة بين القراءة وبين الرغبة في الحوار كمصدر لاكتساب المعرفة، المفردات، سعة الخيال والأفق، الابتكار والتسلية.
البحوث بوجه عام لا تشير إلى كيفية صناعة المكتبة أو شكلها أو أعداد الكتب التي تتوفر بها، ولكن إلى أهمية أن يحتوي البيت على شيء لقراءته يرتقي بوعي الإنسان، وعندما يصنع الإنسان إنجازاً بسيطاً، مجرد توفير كتب ومجلات وجرائد أو كتب أطفال وناشئة أو خرائط أو كتب مصورة وأشرطة فيديو و(سي دي) في بيته فهو يصنع مكتبة. عندما يجد الإنسان في منزله شيئاً مثل الكتب المتنوعة في الثقافة العامة والرحلات والأدب والدين والسياسة والفلسفة والاقتصاد وغيره تناسب مستويات متفاوتة من الفهم ومن الفئات العمرية والشرائح المختلفة من الأصحاء إلى أصحاب الإعاقة، فإن من شأن هذا التنوع أن يعزز ثقة الآخرين في مشروع المكتبة أياً كان حجمها أو مكانها، أشرك أفراد أسرتك في هذا المشروع، فتشوا هنا وهناك عن المفيد لقراءته، متعة جربها الصيف القادم.
عدد اليوم
