أبوظبي (الاتحاد) - دعت ندوة، نظمها المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس المركز، إلى وضع برامج عمل مرنة تعزز خطط واستراتيجية التوطين، وتشجع على الاستفادة من الطاقات البشرية المواطنة.
ودعت الندوة، في توصياتها الختامية أمس الأول إلى الاتفاق على تعريف محدد ثابت لمصطلح المتعطل، أو العاطل عن العمل واعتباره أساساً لحصر وتحديد نسب البطالة في الدولة.
وأكدت الندوة أهمية وضع قاعدة بيانات موحدة عن العاطلين، وفق التعريف السابق، وتحديثها، والتنسيق في هذا الصدد مع بقية الأجهزة المعنية بالدولة.
كما دعت إلى وضع استراتيجيات محددة للتوطين على غرار استراتيجية كل من أبوظبي ودبي، واعتماد قرارات حازمة لتنفيذها. والعمل على تمكين المواطن عن طريق تطوير برامج التوظيف المؤقتة، وبرامج التدريب والتطوير والتأهيل. والعمل على ترسيخ ثقافة التوطين لدى الجهات والأفراد، واعتبار التوطين مهمة قومية والاستعداد لتحمل تبعاتها.
وشددت الندوة على زيادة الثقافة العامة لدى الأسر، والطلاب والخريجين، وتخصيص مبادرات رسمية وشعبية ومجتمعية لذلك.
ودعت إلى وضع برامج عمل مرنة، تشجع الاستفادة من الطاقات البشرية المواطنة التي تحول ظروفها الخاصة دون الالتحاق بوظائف دائمة وثابتة. وإنشاء جهاز أو هيئة متخصصة مركزية للتوظيف في الدولة، لترجمة رؤية القيادة السياسية في التوظيف والتوطين. ومكافحة سياسة الإغراق في سوق العمل الخاص، واستخدام حزمة برامج لدعم وتنشيط التوطين في هذا القطاع على المدى القصير والمتوسط.
وأشارت الندوة إلى أهمية إيجاد بنية تشريعية لمعالجة المشاكل القانونية المترتبة على تحول الموارد البشرية من القطاع العام إلى الخاص. وتشجيع المبادرات المؤسسية لرعاية طلاب الثانوية العامة وتوجيههم دراسياً ثم إلحاقهم بوظائف دائمة بعد التخرج من هذه الجهات.
وكان المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس المركز، قد خصص ندوته الشهرية الثانية لموضوع التوطين، وذلك بعنوان “التوطين في الإمارات .. بين المنجز والمأمول”.
وشارك في الندوة التي أقيمت في مقر المركز بأبوظبي علي جاسم أحمد نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وحميد راشد بن ديماس وكيل وزارة العمل المساعد لشؤون العمل، وناصر بطي الشامسي مدير عام هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية “تنمية”، وأحمد علي البلوشي مدير عام مؤسسة الإمارات للإعلام رئيس لجنة توطين القطاع الإعلامي، والدكتور عبد العليم عبود المستشار الإداري في نادي تراث الإمارات.
كما شارك في الندوة، علي المنصوري الوكيل المساعد المدير التنفيذي للخدمات المساندة بهيئة الموارد البشرية الحكومية ومحمد جاسم النعيمي مدير برنامج “توطين” في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي وعبد الله الحميدان مدير إدارة المشاريع في مجلس أبوظبي للتوطين ومارلين روبرتس عميد كلية الإعلام والاتصال في جامعة زايد. وأدار الندوة حبيب يوسف الصايغ المدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي .
وقد بدأت أعمال الندوة بكلمة لعلي جاسم أحمد، قال فيها إن للإمارات خصوصية، مؤكداً أنه إما أن يكون هناك توطين أو لا يكون، مطالباً بعدم التذرع بأي صعوبات أو معوقات أياً كانت ، مشدداً على أن ابن الإمارات متميز وذو فكر ومبدع ولديه حس وطني عال.
من جهته، قال حميد راشد بن ديماس وكيل وزارة العمل المساعد لشؤون العمل إن تحدي التوطين ملف يحظى باهتمام القيادة السياسية والمسؤولين ويشغلهم باستمرار، داعياً إلى أهمية التشخيص قبل اتخاذ القرار ومعالجة الأسباب، الأمر الذي جعل تأثيراتها ضعيفة ومحدودة.
وأوضح أن صندوق خليفة لتمكين التوطين يأتي ضمن منظومة شاملة تبنتها الحكومة وتستهدف معالجة تحدي التوطين، ويكمل المبادرات السابقة التي أطلقتها الوزارة. وأكد أن الوقت حان لترجمة قرار سياسي استراتيجي لتمكين المواطن وتوظيفه ليصبح شريكاً في التنمية. معرباً عن أسفه من وجود نسب ضعيفة للتوطين ، مشدداً على أهمية وجود مبادرات فعالة، بحيث يكون للمواطن الحق في الوظيفة كأولوية مطلقة لأنها سيادية في كل العالم.
من ناحيته، استعرض أحمد علي البلوشي تجربة اللجنة والصعوبات التي تواجهها من حيث طالبي العمل. وشدد على أولوية التوطين في برامج الدولة.
وقال إن أبوظبي تشهد اليوم ورشة عمل لتعميق ثقافة العمل والتوطين، مشيراً إلى أن جهود أبوظبي بدأت تؤتي أكلها وبتميز، لكنه أشار إلى أن التوطين في مجال الإعلام على مستوى الحكومة الاتحادية يواجه عقبات بسبب عدم تقيد جهات إعلامية ووجود محطات أجنبية لا توظف مواطنين بشكل كاف، إضافة إلى ضعف مستوى ومخرجات التعليم في المجال الإعلامي، وشدد البلوشي على أهمية إتاحة الفرصة للمواطن الفاعل القادر، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني الاستغناء عن الكوادر الوافدة المخلصة والمتميزة المفيدة للوطن والمواطن والتي ساهمت وتساهم في تنمية البلد.
وتحدث البلوشي عن التمكين قبل التوظيف، وقال إنه يتطلب تدريباً وجهداً أكبر، متحدثاً عن ضعف التأهيل وعدم وجود مركز تدريب إعلامي مركزي على مستوى الدولة، إضافة إلى إشكالية المحتوى الإعلامي، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالهوية الوطنية.
عدد اليوم
