الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«مهندس سيتي» يفرض الصمت على عاشق التصريحات

«مهندس سيتي» يفرض الصمت على عاشق التصريحات
11 مايو 2014 23:14
محمد حامد (دبي) منذ عودته إلى أجواء الدوري الإنجليزي، وقيادته فريق تشيلسي بعد تجربة مثيرة للجدل مع الريال، حاول البرتغالي جوزيه مورينيو بشتى السبل البحث عن عدو يطلق صوبه تصريحاته النارية، ويستمتع معه بالحروف الذهنية، وكان مانويل بيليجريني المدير الفني لمان سيتي مرشحاً بقوة لهذه المهمة، ولكن المهندس التشيلي «الوقور» لم يمنح «سبيشل ون» الفرصة، وأعلن في أكثر من مناسبة أنه ليس من هواة التصريحات النارية والحروب النفسية، وإن تمسك بحق الرد على أي تصريحات مسيئة أو مستفزة، وظل بيليجريني على نهجه حتى تمكن من إسكات مورينيو، وفي الوقت ذاته نجح في قمع أحلام ليفربول في العودة إلى منصات التتويج بعد ربع قرن، وأجهض تطلعات وطموحات البروفيسور أرسين فينجر الذي كان يسيطر على الصدارة في النصف الأول من الموسم. اختيار العقل وكانت إدارة مان سيتي قد نجحت بامتياز الصيف الماضي في اختيار الرجل المناسب لقيادة الفريق بعد الإطاحة بالمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الذي لم يكن يملك علاقة جيدة مع اللاعبين أو الإعلام، وفي تجربة تتشابه في بعض جوانبها مع ما حدث في قلعة الريال، رحل «صانع المشاكل والأزمات» وجاء مدرب آخر لينتزع لقب «رجل السلام» حيث تتشابه تجربة مانشيني وخاصة في موسمه الأخير، مع مغامرة جوزيه موريينو في البرنابيو رفقة الريال، كما تتطابق نجاحات وشخصية مانويل بيليجريني مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حيث يميل كل منهما إلى توفير أجواء الهدوء، والتعامل الراقي مع النجوم، والقدرة على إخماد الحرائق بالتفاعل الذكي مع الإعلام الباحث غالباً عن الإثارة. وعقب تتويجه بأول ألقابه في أوروبا حينما ظفر مع سيتي بكأس «الكابيتال ون» مارس الماضي، بعد تجربة تدريبية امتدت لـ 10 سنوات في القارة العجوز بدون بطولات مع فياريال والريال وملقه، خرج بيليجريني ليقول: «لا أتفق مع من يقولون بأنني كنت أشعر بضغط كبير من أجل الفوز بأي لقب، لقد أمضيت 10 سنوات في مجال التدريب بالملاعب الأوروبية حتى الآن، صحيح أنني لم أتوج بالبطولات قبل القدوم إلى سيتي، ولكنني أمضيت بعض السنوات الجميلة مع جميع الأندية التي توليت تدريبها». وتابع: «فياريال محطة ناجحة بالنسبة لي، وتجربتي مع ملقا كانت رائعة، بحصول الفريق على أفضل ترتيب له في الليجا، والذهاب بعيداً في دوري الأبطال، وما حدث مع الريال خلال موسم تدريبي واحد كان مثيراً للجدل ولا يصدق، حيث تمكنت من قيادة الفريق للحصول على أكبر كم من النقاط في موسم واحد، ولكننا لم نحصل على لقب الليجا في هذا الموسم، ولكن مع سيتي أصبحت أكثر ثقة من قدرتي على الظفر بالبطولات». بالعودة إلى موسم بيليجريني فقد نجح بهدوء كبير في حماية فريقه من تقلبات الدوري الإنجليزي، وشراسة الإعلام اللندني، وتوج بلقبين في موسمه الأول مع الفريق في إنجاز كبير، وبرهن على أنه كان في أشد الحاجة إلى فرصة حقيقية في ناد كبير يملك الإمكانات لكي يصبح مدرب بطولات، وتشير الأرقام إلى أن المدرب التشيلي قاد سيتي في 57 مباراة بمختلف البطولات، محققاً الفوز في 41 مباراة، والتعادل في 6 والهزيمة في 10 مواجهات. وبعيداً عن إنجاز الحصول على لقبي «الكابيتال ون» و«البريميرليج»، فقد حقق سيتي مع بيليجريني الإنجاز الأفضل له في دوري الأبطال على مدار تاريخه يتجاوز مرحلة المجموعات، ولكن الهزيمة على يد برشلونة جعلت أحلامه القارية تتوقف في محطة دور الـ 16، وعلى الرغم من أن سيتي لديه الإمكانات التي تؤهله للذهاب بعيداً في البطولة القارية، إلا أن ما يحسب للمدرب التشيلي أنه خلص الفريق من عقدة عدم تجاوز مرحلة المجموعات. تصريحات وأقوال «تكلم حتى أعرف من أنت» مثل ينطبق على المهندس مانويل بيليجريني الذي يتمسك بالعمل الجاد والهدوء في الوقت ذاته، كما أنه يملك عقلية بناء فريق متكامل ولا يعترف بسطوة النجوم دون أن يكون لكل منهم دور تكتيكي في الملعب، وفي فترة توليه تدريب الريال تعاقد النادي مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيمة، وكاكا، وتشابي ألونسو وغيرهم من النجوم، وفي المقابل تم الاستغناء عن آرين روبن، وويسلي شنايدر ليتألقا في أندية أخرى، وسط تعثر واضح لنجوم الريال الجدد في بداية مسيرتهم مع الريال. ولدى سؤاله عن التعاقد مع أشهر نجوم العالم، والإطاحة ببعض اللاعبين أصحاب المهام التكتيكية الخاصة، قال بيليجريني :«ربما يكون الريال جلب أفضل اللاعبين في العالم، ولكن هذا لا يعني أنه جلب أفضل اللاعبين الذين يريدهم بالفعل، ليس من الجيد أن يكون لديك في الأوركسترا 10 عازفين جيتار، بينما لا تملك عازف بيانو أو عازف كمان، في هذه الحالة لا يمكن أن يطلب من المبدع على آلة الكمان أن يعزف على البيانو». ومن أقواله الأخرى التي تعكس فكره وفلسفته التدريبية، قوله: «أسلوبي لم يختلف كثيراً في مختلف الأندية التي عملت معها، المهم دائماً أن يكون لدي فريق متشبع بعقلية الفوز ومؤمن بها، ويلعب كناد كبير يسعى للفوز ولا شيء سواه، الفريق الكبير هو الذي يلعب معظم الوقت في نصف ملعب المنافس، لا أتخيل نفسي وأنا أمنح فريقي تعليمات بالعودة إلى الخلف للدفاع عن هدف تقدمنا به، حينما نسجل أطلب من فريقي أن يسجل المزيد، لن ألجأ إلى الدفاع والاعتماد على المرتدات أبداً كما أنني أهتم بفريقي وأسلوبه الذي أحاول فرضه على المنافس، ولا يشغلني كثيراً كيف يلعب هذا الفريق المنافس». وفي إطار ليس ببعيد عن فلسفته التدريبية، وجه بيليجريني انتقادات مباشرة لأسلوب أداء فريق تشيلسي تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث قال إن فوز مان سيتي أو ليفربول بالدوري سوف يكون بمثابة الانتصار لكرة القدم الجميلة المتحررة من قيود الدفاع المندفعة صوب الهجوم، في حين أن فوز فريق يرفع شعار الدفاع أولاً مثل تشيلسي لن يكون بالحدث السعيد في عالم كرة القدم. أرقام ومحطات يملك بيليجريني ربع قرن من الخبرة التدريبية، فقد بدأ مشواره التدريبي عام 1988 مع الفريق الوحيد الذي لعب له وهو يونيفرسيداد التشيلي، ويتمتع بتجارب متنوعة سواء في بلاده أو في الإكوادور ثم الأرجنتين، ومنها إلى إسبانيا، قبل أن يستقر مع مان سيتي في صيف العام الماضي، وحصل المدرب الملقب بالمهندس لحصوله على شهادة جامعية في الهندسة على 11 بطولات، أغلاها وأهمها لقب الدوري الإنجليزي، وتتنوع بطولات وإنجازات بيليجريني في أندية أميركا الجنوبية، ولكنه لم يعرف النجاح الحقيقي في أوروبا إلا مع مان سيتي. وبلغ عدد المباريات التي خاضها بيليجريني مدرباً 825 مباراة، وتجربته الأطول مع فياريال الذي قاده في 259 مباراة خلال الفترة من 2004 حتى 2009، وبخلاف الفريق الاسباني فإن بيليجريني لديه 12 تجربة تدريبية، أشهرها مع بالاستينو التشيلي، وليجا دي كويتو الإكوادوي، وريفر بلات الأرجنتيني، وملقا الإسباني، وخلال تجربته مع ملقا برهن بيليجريني على أنه يصنع الكثير بأقل الإمكانات، فقد حقق نجاحاً لافتاً مع الفريق الأندلسي على الساحتين القارية والمحلية. واللافت في مسيرة بيليجريني التدريبة أنه حقق أفضل النتائج على الإطلاق مع الريال، بالفوز في 75 % من المباريات، إلا أنه لم يحصل مع الفريق الملكي على أي لقب، لأسباب تتعلق بصعوبة المنافسة مع البارسا في هذا الوقت، والذي كان يشهد قمة تألق وتوهج الفريق الكتالوني، في حين بلغت نسبة الفوز في المباريات التي تولى خلالها تدريب سيتي 71%، ولكنه حصد لقب الكابيتال ون ولقب الدوري الأقوى في العالم مع فريق السيتزن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©