الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المتسوقون الأميركيون الأثرياء يجمدون إنفاقهم على سلع الرفاهية

المتسوقون الأميركيون الأثرياء يجمدون إنفاقهم على سلع الرفاهية
8 أكتوبر 2008 22:45
كانت لدى سوزان كوين رغبة شديدة في شراء زوج جديد من الأقراط من متجر ساكس في فيفث افينيو بنيويورك وهي المسألة التي تقول إنها ما كانت لتفكر مرتين قبل القيام بها منذ بضعة أسابيع، لكنها لم تستطع شراءهما أمس الأول· وقالت كوين التي عملت بقسم المبيعات بمتجر ساكس لمدة 31 عاماً: ''أشعر بالذنب بشأن شرائهما·· كل استثماراتي هبطت''، وأضافت: ''الناس خائفون·· أنا متسوقة كبيرة هنا أيضاً لكنني أكبح جماح نفسي''· ويمثل متسوقو سلع الرفاهية مثل تلك الزبونة المخلصة لمتجر ساكس قطاعاً نخبوياً صغيراً من الاقتصاد الأميركي لكن لهم أثر كبير على الإنفاق، فقد أبقوا محافظهم مفتوحة لفترة طويلة بعد أن عزف المتسوقون من أصحاب الدخول المتوسطة عن الشراء تحت ضغط أزمة انخفاض أسعار المنازل وارتفاع أسعار الطعام والوقود· ويبدو الآن أن الحصن الأخير لقوة المستهلكين الأميركيين بدأ ينهار نتيجة للأزمة المالية العالمية التي هاجمت الثروة الاستثمارية الى جانب قيم العقارات· وحتى إذا كان المستهلك لا يزال يملك ملايين في البنك، فإن علم النفس يلعب دوراً كبيراً عند آلة تحصيل النقود· وتقول ايفا جانبارت لورينزوتي الرئيس التنفيذي لمتجر وكتالوج فيفر وهو متجر لسلع الرفاهية يبيع منتجاته على شبكة الإنترنت ومن بين معروضاته ملعقة من الفضة للآيس كريم (البوظة) قيمتها 45 دولاراً ومقعد من المنك بمبلغ 3800 دولار: ''بالطبع ما زالوا يستطيعون تحمل تكلفة شرائها··· لكن إن كانوا يشعرون برغبة في فعل هذا أم لا فتلك مسألة أخرى''· وانخفضت مبيعات سلع الرفاهية ومن بينها تلك الموجودة بالمتاجر والمطاعم الفاخرة بنسبة 4,8 في المئة في سبتمبر الماضي مقابل ارتفاع بنسبة 11 في المئة في اغسطس الماضي عززه السياح الأجانب حسبما ذكرت سبندينج بالس وهي خدمة بيانات التجزئة التابعة للمؤسسة الاستشارية لبطاقة ماستركارد الائتمانية· وأظهرت دراسة مسحية أجرتها مؤسسة برينس اند اسوشيتس للأبحاث في أواخر سبتمبر على 439 أسرة أن اكثر من ثلاثة أرباع الأسر التي تتراوح ثروتها بين مليون وعشرة ملايين دولار تعتزم إنفاق أموال أقل على سلع الرفاهية حتى نهاية العام تحسباً لما قد يحدث في المستقبل· وقوض سوق الأسهم الهابط ثقة متسوقي سلع الرفاهية في سبتمبر، ويصف تشارلز جروم محلل قطاع التجزئة في مؤسسة جي بي مورجان للخدمات المالية هذا ''بأثر سي إن بي سي'' مشيراً الى قناة الأعمال المدفوعة الاشتراك مقدما التي شاهد متسوقون محتملون عبرها وهم مرعوبون ذهاب استثماراتهم أدراج الرياح· وقد يستغرق استعادة الشعور بالثقة وقتاً· وفي العادة يتبع أزمات البنوك عامان من النمو الاقتصادي بمعدل أقل من المعتاد وهذا ليس بشير خير للأسهم· وقال جروم: إن مبيعات شهر سبتمبر كانت سيئة على الأرجح في سلاسل المتاجر التي تبيع سلع الرفاهية ومن بينها ساكس حيث ''توقف التسوق الطموح وانخفض إنفاق المستهلكين من أصحاب الدخول المرتفعة مع الهبوط في سوق الأسهم''· ويقترب موسم الإجازات في الولايات المتحدة الذي هو ايضا موسم للتسوق حيث يتكهن أكثر المتنبئين تشاؤماً بأضعف موسم خلال 17 عاما· وأشارت لورينزوتي الى أن الأزمة المالية لحقت بمتجر فيفر أخيرا في 17 سبتمبر حين هبطت الأسهم الأميركية الى أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أعوام عقب إفلاس بنك ليمان براذرز وإنقاذ لعملاق التأمين اميركان انترناشونال جروب· وتابعت أنه: ''منذ ذلك اليوم في سبتمبر اصبحت الأعمال أهدأ مما كانت عليه في بداية العام الى حد كبير''· ويقول ميلتون بيدرازا الرئيس التنفيذي لمعهد الرفاهية الذي يجري أبحاثاً على المستهلكين من أصحاب الثروات الكبيرة: إن ذلك الوقت شهد تراجعا كبيرا في مبيعات الحقائب النسائية الباهظة الثمن والسيارات والسفر والمجوهرات واليخوت· وأضاف: ''أتعرف كيف يقولون إن أسواق القروض الائتمانية تجمدت؟ حسنا·· المستهلكون الأثرياء تجمدوا معها''· واعترف متجر نيمان ماركوس الذي يدير أيضا متجر بيرجدورف جودمان بالشيء نفسه الشهر الماضي، وقال بيرت تانسكي الرئيس التنفيذي بعد أن ذكر متجر التجزئة الراقي أن خسائره ربع السنوية تجاوزت الضعف ''عملاؤنا يستثمرون بقوة في الأسواق··· والاضطراب في الأسواق المالية وما تبعه من زعزعة للاستقرار يؤثر سلبا على أنماط شراء المستهلكين''· وليس المستثمرون فحسب هم الذين يشعرون بالألم، إذ يواجه آلاف العاملين في وول ستريت الذين أذكوا طفرة في الإنفاق على سلع الرفاهية احتمالات بفقدان وظائفهم فضلاً عن تخفيض نصيبهم من الأرباح لهذا العام· وقال كين بيركينز رئيس مؤسسة ريتيل ميتريكس للأبحاث: ''انظر إلى المذبحة··· الكثير من تجار التجزئة الذين يبيعون السلع الفاخرة يعتمدون بشدة على صناعة الخدمات المالية· أعتقد أنهم في خطر''· ولكن من الصعوبة بمكان التخلي عن بعض الملذات، وقالت شركة جي براند لسروايل الجينز التي يباع الواحد منها بمبلغ 271 دولارا في متاجر مثل بارنيز في نيويورك إن مبيعاتها ما زالت نشطة· وقال الرئيس التنفيذي جيف رودز في رسالة بالبريد الالكتروني: ''نسمع من تجار التجزئة الذين نتعامل معهم أن هناك بضعة باعة فوق خطط المبيعات ونحن من بينهم''· وفي عصر يمكن أن تفقد فيه الأموال السائلة قيمتها ما زالت الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن تجتذب المشترين، وقال نيكولاس لاوري رئيس صالات مزادات سوان ''حين تصبح الأوقات عصيبة نرى مزيدا من الناس يرغبون في بيع ميراثهم وكنوزهم من الأعمال الفنية··· في المقابل تستقطب الزيادة في الأعمال الفنية القيمة مشترين إضافيين''· وصالة مزادات سوان متخصصة في الكتب النادرة والصور وقد ذكرت أن المزادات الثلاثة التي أقيمت منذ منتصف سبتمبر تجاوزت التوقعات· وفي الوقت نفسه سجل مزاد لأعمال الفنان داميين هيرست في صالة مزادات سوثبي في لندن في 16 سبتمبر أرقاما قياسية جديدة حيث بيعت 218 قطعة بمبلغ 198 مليون دولار· وقال بيدرازا من معهد الرفاهية: إن الأعمال الفنية ''تشبه الذهب قليلا··· تاريخيا هي تصمد وتتزايد قيمتها· الأساس هو أنها متفردة وحصرية''
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©