الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الحج» فريضة عظيمة ورحلة إيمانية ومن أفضل العبادات

«الحج» فريضة عظيمة ورحلة إيمانية ومن أفضل العبادات
1 سبتمبر 2016 22:31
القاهرة (الاتحاد) الحج فريضة شرعية، وشعيرة مقدسة، دعاء وذكر ونداء، وخشوع ورجاء، عبادة خالصة، لذلك على الحاج أن يستحضر ويستشعر عظمة هذه الفريضة، فهي ليست رحلة سياسية، ولا نزهة خلوية، وإنما رحلةٌ إيمانية، وفرصةٌ للتوبة والإقبال على الله، والحج هو قصد بيت الله الحرام، من أركان الإسلام الخمسة، الركن الوحيد الذي يرتبط بالقدرة، يُفرض على الإنسان لمرة واحدة في العمر على المستطيع بدنياً ومالياً، ومن أفضل العبادات، ولقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة واحدة في السنة العاشرة من الهجرة سُميت حجة الوداع. وفي هذه الأيام تهفو قلوب المسلمين، وتتجه أنظارهم نحو بيت الله الحرام، مستجيبين لدعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام عندما أمره ربه: «وأذن في الناس بالحَج يأتوك رجالاً وعلى كل ضَامر يأتين من كل فج عميق». ويقدم العلماء شرحاً للمناسك والآداب التي ينبغي للحاج التحلي بها حتى يكون حجه صحيحاً ومقبولاً بإذن الله. الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، يقول: الحج واجب على الفور بمجرد استكمال شروطه إلا إذا دلت قرينة على التراخي فيه، ولأن من مات وقد توافرت فيه الشروط ولم يؤدِّ هذا الواجب، فإنه يكون مفرطاً، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ماذا يعرض له»، وفي الحج يعقد المسلم النية إلى قصد بيت الله الحرام في أشهر الحج، ‏قال الله عز وجل‏: ‏(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا...)، «سورة الحج: الآية 27»، أي سائرين على أرجلهم‏‏ «وعلى كل ضامر»، أي وهم راكبون‏‏ عند استعانتهم بوسائل المواصلات المختلفة‏‏ منها الخيل والإبل قديماً‏ والسيارات والسفن والطائرات حديثا‏ً، يأتون من القرى والأماكن البعيدة تجد أهل المشرق‏‏ والمغرب‏ والشمال‏‏ والجنوب،‏ والناس من كل لون‏. ويضيف: يراعَى أن للحج أركاناً أساسية لا يكون إلا بها وهي: الإحرام، الوقوف بعرفات، طواف الإفاضة، السعي بين الصفا والمروة، ويضاف إليها ركن آخر عند الشافعية وهو الحلق أو التقصير، والإحرام هو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، والوقوف بعرفة، ووقته من طلوع فجر يوم عرفة «التاسع من شهر ذي الحجة» إلى طلوع فجر اليوم التالي، وطواف الإفاضة، ويبدأ وقته من فجر يوم العيد، والأفضل أن يُعمل يوم العيد، ومن لم يتمكن من ذلك ففي أيام التشريق، والسعي بين الصفا والمروة بعد طواف الإفاضة أو أي طواف آخر. وقالت: واجبات الحج التلبية، وصيغتها: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وطواف القدوم ورمي جمرة العقبة بسبع حصيات من شروق شمس يوم العيد إلى الزوال، ومن لم يتمكن من رميها قبله فله أن يرميها إلى ما قبل الغروب والمبيت في مِنى أيام التشريق، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، والتأخير أفضل، ومن تعجل فليخرج قبل الغروب وإلا وجب عليه التأخير ورمي الجمار الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى وهي العقبة، يبدأ الرمي من الزوال إلى الغروب، وصلاة ركعتي الطواف خلف المقام أو في أي مكان من الحرم، وحلق الشعر أو تقصيره، ومن ترك واجباً من هذه الواجبات فعليه فدية «ذبح شاة ونحوها»، لا يأكل منها ولا يهدي ولكن يتصدق بها. أحكام وآداب وتابع: من أحكام الحج، المواقيت الزمانية والمكانية، الزمانية شهر شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة والمواقيت المكانية هي: «ذو الحليفة» لأهل المدينة، و«الجحفة» لأهل الشام والمغرب وأفريقيا (يحرمون الآن من رابغ)، ثم «يلملم» (السعدية) لأهل اليمن، وأهل الجنوب في المملكة، و«قرن المنازل» (السيل الكبير) لأهل نجد والخليج، و«ذات عرق» لأهل العراق والبصرة، وأما أهل مكة فيُحرمون للحج من منازلهم، ولا يجوز تجاوز الميقات بلا إحرام لمن أراد النسك، ويستحب التلفظ بتعيين نية النسك كقول المحرم «لبيك اللهم عمرة، أو لبيك اللهم حجاً، أو لبيك اللهم حجاً وعمرة»، وإن لم يتلفظ بها فلا بأس. وأشارت إلى أن هناك سنناً وآداباً ينبغي الأخذ بها قبل الإحرام، منها التنظف بتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب، وحلق العانة، والاغتسال والتطيب في بدنه لا في ثوب إحرامه، وإظهار التلبية والإحرام، ولباس الإزار، والرداء الأبيضين للرجل، أما المرأة فتحرم بثيابها العادية من دون تخصيص لون معين، ويحظر على المحرم أخذ شيء من الشعر أو الأظفار أو البدن، والتطيب في الثوب أو البدن، والجماع ودواعيه من تقبيل أو مباشرة أو خطبة، ولبس المخيط للرجال، وأما الحزام والساعة والنظارة والخاتم والنعلان فلا حرج فيها، ولا يُغطَّى الرأس، بخلاف الشمسية فلا حرج فيها. الأنساك ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف: المسلم مخيَّر بين الإحرام بأحد الأنساك الثلاثة، وهي الإفراد بأن يحرم بالحج وحده، وصفة ذلك أن يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجاً»، فيطوف ويسعى لحجه، وله أن يطوف عند قدومه استحباباً، فيبقى محرماً وملبياً حتى يرمي جمرة العقبة ثم يقطع التلبية فيحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل، ثم يطوف طواف الإفاضة ويسعى، فيكون بذلك قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه بسبب الإحرام، ولا هدي عليه. وأضافت: القِران: بأن يحرم بالحج والعمرة معاً، يقول عند ميقاته «لبيك اللهم حجاً وعمرة»، فيعمل مثل أعمال المفرد إلا أن عليه «هدياً»، وقد كسب عمرة مع حجته.. والتمتع: بأن يحرم بالعمرة وحدها ثم يحل منها فيحرم بالحج من دون أن يرجع إلى أهله، يقول عند ميقاته «لبيك اللهم عمرة»، فيأخذ عمرته حتى إذا فرغ منها أصبح قد حلّ له كل شيء حَرُم عليه فيبقى كذلك حتى اليوم الثامن، وهو يوم التروية، فيحرم بالحج من مكانه الذي هو فيه، ويؤدي أعمال الحج كالقارن. ويوم التروية الثامن من ذي الحجة، فيه يسير الحاج إلى «منى»، فيصلي بها الظهر والعصر والعشاء «ركعتين»، والمغرب والفجر في وقتها، ويوم التاسع يتوجه إلى عرفة، فهذا اليوم العظيم هو أول أعمال الحج، يُكثر الحجيج فيه من التلبية وأداء الصلوات، ولا توجد أذكار خاصة به غير التلبية والدعاء والاستغفار، وأفضل الذكر فيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله»، ويستحب الإكثار من الدعاء، فإنه يوم إجابة. والوقوف بعرفة يتحقق بالوجود في أي جزء منها، وهو الركن الأعظم من أركان الحج لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» وعرفة كلها موطن إلا بطن عُرَنة، ولا يخرج عن عرفة حتى تغيب الشمس ثم ينصرف الحجيج إلى مزدلفة ملبّين، ويصلون بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً للعشاء. اشتراطات للمرأة وتختص المرأة باشتراطات في الحج كما تقول د. عبلة الكحلاوي أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، منها وجود المحرم الذي يسافر معها وهو زوجها أو من تحرم عليه تحريماً أبدياً كأبيها وابنها وأخيها، والدليل على ذلك حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يخطب: «يقول لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر إلا مع ذي محرم»، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّةً وإني اكتُتبت في غزوة كذا وكذا فقال له صلى الله عليه وسلم «انطلق فحج مع امرأتك». وإذا اعترى المرأة وهي في طريقها إلى الحج حيض أو نفاس فإنها تمضي في طريقها وتكمل حجها، وتفعل ما تفعله النساء الطاهرات، غير أنها لا تطوف بالبيت، فإن أصابها ذلك عند الإحرام فإنها تحرم، لأن عقد الإحرام لا تُشترط له الطهارة. المرأة والإحرام تقول الدكتورة عبلة الكحلاوي: تفعل المرأة عند الإحرام كما يفعل الرجل من حيث الاغتسال والتنظيف، بأخذ ما تحتاج إلى أخذه من شعر وظفر، ولا بأس إذا تطيبت في بدنها مما ليس له رائحة ذكية من الأطياب، لحديث أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: «كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنضمد جباهنا بالمسك عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا». وعند الإحرام تخلع المرأة البرقع والنقاب إذا كانت لابسة لهما قبله، يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «لا تنتقب المرأة المحرمة» وتغطي وجهها بغير النقاب والبرقع بأن تضع عليه الخمار أو الثوب عند رؤية الرجال غير المحارم لها، وتغطي كفيها بغير القفازين، لأن الوجه والكفين عورة. ويسن للمرأة أن تلبي بعد الإحرام بقدر ما تُسمع نفسها، وإنما كُره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها، ويجب عليها في الطواف التستر الكامل، وخفض الصوت، وغض البصر، وعدم مزاحمة الرجال. وطواف النساء وسعيهن مشيٌ كله، وأجمع أهل العلم على أنه لا رَمل عليهن حول البيت ولا بين الصفا والمروة وليس عليهن اضطباع. والحائض تفعل كل مناسك الحج من إحرام ووقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ورمي الجمار، ولا تطوف بالبيت حتى تطهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©