أكد شهود أن نيراناً اشتعلت مساء أمس في ميناء مصراتة المتمردة التي تحاصرها قوات معمر القذافي، بعد قصف عنيف أسفر عن سقوط قتيلين على الأقل. في حين أفاد التلفزيون الرسمي الليبي أن كتائب النظام قصفت مرفأ المدينة الذي يسيطر عليه الثوار لمنع حلف شمال الأطلسي “الناتو” من تسليم شحنات سلاح لمقاتلي المعارضة المسلحة. وقال متحدث باسم المعارضة الليبية مساء أمس، إن الثوار في مصراتة يخوضون معركة ضارية لانتزاع السيطرة على مطار المدينة التي هزها 13 انفجاراً قويا مساء أمس الأول، في حين كانت طائرات حلف شمال الأطلسي تحلق فوقها. وعلي الجبهة الشرقية، أكد مسؤول بقطاع النفط ومتحدث باسم المعارضة الليبية أمس، أن غارة جوية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي دمرت 45 مركبة تابعة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي، بعد أن قتلت قواته 10 مدنيين على الأقل في اشتباكات ببلدتي جالو وأوجلة جنوبي الخط الأمامي الشرقي قرب أجدابيا شرق ليبيا.
وبالتوازي، شنت القوات الموالية للقذافي هجوماً جديداً ضد الثوار حول مدينة وازن القريبة من معبر الذهيبة الحدودي التونسي أمس. وأفاد مراسل فرانس برس أن الجيش التونسي المنتشر قرب الحدود مع ليبيا بمنطقة الذهيبة قام بإخلاء 3 مواقع بعد انفجار قذيفة أنطلقت من مواقع القتال على الجانب الليبي، وسقطت القذيفة على بعد حوالي 1500 متر من موقع الذهيبة الحدودي عصر أمس دون أن توقع إصابات.
كما ذكر متحدث باسم المعارضة الليبية أن القوات الحكومية تحاول التقدم أمس، صوب مدينة الزنتان الواقعة تحت سيطرة المعارضة جنوب غرب طرابلس وتقصفها بالصواريخ، مبيناً أن ضربات جوية لحلف الناتو مساء أمس، أصابت مواقع للقوات الحكومية المتقدمة باتجاه الزنتان.
ويعتبر ميناء مصراتة أساسياً لإمداد المدينة بالمؤن لا سيما أن القوات الحكومية تحاصره منذ شهرين وقد قطعت عنه كل المنافذ البرية. وأصيب الميناء بسلسلة من القذائف عند الساعة 06,15 أمس، لكنها لم تخلف خسائر كثيرة ولا ضحايا. ولكن قبل الساعة 18,00 (16,00 ت ج) سقطت عشرات القذائف ودمرت خصوصاً مدخل الميناء الذي كان يحرسه ثوار مقاتلون قتل أحدهم على الأقل كما أفاد شهود بين سكان مصراتة والصحفيين الغربيين. وتواصل قصف قوات القذافي على الميناء حتى الساعة 18,40 (16,40 ت ج) وما زالت انفجارات عنيفة تدوي من بعيد. وقد قصفت قوات القذافي عصراً اعتباراً من الساعة 14,00 (12,00 ت ج) منطقة المطار، حيث تدور معظم المعارك منذ أسابيع عدة. وقال التلفزيون الليبي الرسمي “حاول حلف الأطلسي تعطيل الإعاقة التي تفرضها القوات المسلحة الليبية على ميناء مصراتة التجاري نهار الأحد. كما حاول الحلف إيصال شحنات من السلاح والعتاد إلى العصابات الإجرامية المسلحة بواسطة عدد من القطع البحرية، ولكنها تعرضت إلى قصف عنيف أجبرها على الفرار إلى عمق البحر”.
وفي السياق، أكد متحدث باسم المعارضة يدعى سامي في اتصال هاتفي مع رويترز بقوله”يدور قتال ضار للسيطرة على مطار مصراتة. الثوار يحققون تقدماً. وسيتمكنون من تأمين السيطرة الكاملة قريبا إن شاء الله”. من جهته، قال عبد الجليل ميوف مدير المعلومات في شركة الخليج العربي للنفط “اجوكو” التي تدير حقول النفط الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المنطقة، إنه بعد هجوم قوات القذافي على بلدتي ببلدتي جالو وأوجلة جنوبي قرب أجدابيا، دمرت غارة جوية لحلف الناتو قافلة من 45 مركبة تابعة للقوات الموالية للقذافي أثناء مغادرتها جالو.
وكان يشير إلى تقارير تلقاها من موظف بالشركة في حقول النفط شهد الغارة أمس الأول. وأعلنت مصادر المعارضة في وقت لاحق أمس، أن القوات الحكومية التي دخلت مدينة جالو في الصحراء الليبية على بعد نحو 300 كلم جنوب بنغازي أمس الأول، قتلت 10 مدنيين.
وقال مصدر في حركة التمرد في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس “دخلت 70 عربة جالو آتية من الجنوب” مضيفاً “قتلوا 6 مدنيين أحدهم كان يشتري خبزاً والخمسة الآخرون موظفون”. وذكر أحد الثوار هو عيسى السنوس أن “الثوار اظهروا مقاومة شرسة وقتل 4 منهم”. وأضاف أن عناصر من كتائب القذافي قتلوا أيضاً “لكنهم نقلوا جثثهم ولا نعلم عدد القتلى”.
عدد اليوم
