خفض معدلات الفائدة يفشل في وقف هبوط البورصات العالمية

واصلت البورصات العالمية أمس تراجعها الحاد مدفوعة بموجة ذعر بسبب الأزمة المالية العالمية لم ينجح في تبديدها إعلان كبرى المصارف المركزية خفض معدلات الفائدة الرئيسة نصف نقطة· وكانت بنوك مركزية كبرى على رأسها ''المركزي الاوروبي'' والاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد خفضوا معدل فائدة الاقراض الرئيسة بمعدل نصف نقطة مئوية· وجاءت الخطوة المشتركة لتخفيف الضغوط عن الأسواق المالية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة· وسجل المؤشر الرئيس للأسهم العالمية أدنى مستوياته منذ أربع سنوات أمس، وانخفض مؤشر إم·إس·سي·آي لأسهم العالم بنسبة 2,4 في المئة في أوائل التعاملات الاوروبية ليسجل مستوى لم يبلغه منذ أربع سنوات، وقلص المؤشر خسائره بعد إعلان قرارات الفائدة· وانخفضت الأسهم الأميركية في بداية التعاملات أمس مع خوف المستثمرين ألا تكفي التحركات المنسقة لخفض أسعار الفائدة العالمية بقيادة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) لتخفيف حدة الأزمة الائتمانية العالمية وتفادي كساد عالمي· وفتحت بورصة نيويورك على انخفاض واضح أمس حيث خسر مؤشر داو جونز 2,12% من قيمته بينما خسر مؤشر ناسداك 2,52%، ولكن بعيد هذا التراجع الملفت عاودت بورصة نيويورك تعويض بعض خسائرها، فقرابة الساعة 13,45 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر داو جونز 18,48 نقطة ليبلغ 9465,59 نقطة بينما ارتفع ناسداك 7,81 نقطة ليصل الى 1762,69 نقطة· وفي كندا انخفضت بورصة تورونتو، ثالث اكبر بورصة في اميركا الشمالية، بنسبة 2,5% عند افتتاحها أمس وسط أجواء من التوتر الواضح، أما في البرازيل، فتراجعت بورصة ساو باولو، اكبر سوق مالية في أميركا اللاتينية، عند الافتتاح بنسبة 4,80% لتبلغ 38214 نقطة· ولم يكن الوضع أفضل في أوروبا، فقد تهاوت بورصة باريس مجددا بعض ظهر أمس فتراجع مؤشر كاك 40 قرابة الساعة 13,15 بتوقيت جرينتش بنسبة 4,8% حيث خسر 179,23 نقطة ليبلغ 3552,99 نقطة بعدما كان هبط اكثر من مرة في الدقائق التي سبقت الى ما دون 5%· وكان هذا المؤشر قد تراجع خلال تداولات الأمس اكثر من 8% ولكنه عاد وعوض بعضاً من خسائره منتصف النهار، وفي الوقت عينه في بريطانيا كانت بورصة لندن تسجل تراجعا واضحا حيث خسر مؤشر فوتسي 207,36 نقطة اي 4,50% من قيمته ليبلغ 4397,86 نقطة، وفي المانيا سجلت بورصة فرانكفورت عند الساعة 13,03 بتوقيت جرينتش تراجعا بنسبة 4,68% لتبلغ 5077,49 نقطة· وانخفض مؤشر بورصة موسكو للاوراق المالية بنسبة 13 في المئة في الدقائق الاولى من التعامل أمس بعد انخفاض الاسهم في وول ستريت بنسبة تتجاوز الخمسة في المئة وسمحت السلطات الرقابية باستمرار التعاملات في خطوة فاجأت المتعاملين· وبحلول الساعة 40:06 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر البورصة إم·آي·سي·إي·اكس الذي يعكس حركة التداول على الاسهم النشطة المقومة بالروبل بنسبة 13,33 في المئة إلى 645,80 نقطة بينما انخفض مؤشر ار·تي·اس للاسهم المقومة بالدولار 8,4 في المئة إلى 786,23 نقطة، وفي الاسابيع الاخيرة كانت السلطات تتدخل إما لتأخير التداول أو تعليقه على نحو منتظم· لكن هذا لم يحدث اليوم على عكس ما توقعه المتعاملون· وفي آسيا عاشت أسواق المال أمس يوماً أسود جديدا وسط موجة من الذعر من الأزمة المالية العالمية وبدون ان تتأثر بالاعلانات التي صدرت عن السلطات النقدية والحكومات للسيطرة على الوضع· وتأثرت بورصات آسيا والمحيط الهادئ بالتراجع الكبير الذي سجلته بورصة نيويوروك وول ستريت أمس الأول، ففي طوكيو، تراجع مؤشر نيكاي 9,38% عند الاغلاق أمس وخسر بذلك 952,58 نقطة ليبلغ 9203,32 نقطة في اسوأ انخفاض تسجله سوق طوكيو منذ ''الاثنين الاسود'' في ·1987 ويشعر المستثمرون اليابانيون بالذعر بسبب الأزمة المالية العالمية وتراجع سعر الدولار مقابل الين الذي يضر بالمستثمرين اليابانيين، وقد تراجع سعر الدولار أمس الى اقل من عتبة المئة ين للمرة الأولى منذ سبعة أشهر بسبب الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة· وهبطت أسهم شركات صناعة الصلب اليابانية مثل نيبون ستيل لتدفع مؤشر نيكي للهبوط إلى مستوى جديد لم يبلغه منذ خمس سنوات، وقال ميتسوشيجي أكينو كبير مديري الصناديق لدى شركة ايشيوشي لادارة الاستثمارات: ''التوقعات المتدهورة للاقتصاد والازمة المالية المتفاقمة تدفع الخوف إلى أقصى حد ممكن''، وأضاف: ''المستثمرون يريدون التخلص من الأسهم لأن استعدادهم للمخاطرة انكمش، لكن ما من أحد يريد الشراء حتى إذا كانت قيمة الاسهم رخيصة جداً''· وسجل مؤشر نيكي القياسي أكبر انخفاض في يوم واحد منذ انخفض 14,9 في المئة في 20 أكتوبر 1987 الذي عرف فيما بعد باسم الاثنين الاسود، وعند الاغلاق كان مؤشر نيكي منخفضا 952,58 نقطة أي بنسبة 9,4 في المئة ليصل إلى 9203,32 نقطة وهو أدنى مستوى اغلاق منذ عام ·2003 وهوى سهم تويوتا 11,9 في المئة إلى 3280 ينا بعد أن قالت صحيفة نيكي الاقتصادية اليومية: إن من المرجح أن تعلن الشركة انخفاض أرباحها السنوية بنسبة 40 في المئة بفضل ضعف المبيعات في أميركا الشمالية وتباطؤ النمو في السوق الصينية، وقال مصدر بالشركة لرويترز: إن تويوتا تدرس خفض توقعاتها للأرباح بفعل تباطؤ الطلب· وفي هونج كونج، سجل المؤشر هانج سينج انخفاضا بلغت نسبته 5,5%، وكانت بورصة هونج كونج مغلقة أمس الأول في يوم عطلة، يذكر أن الأسهم في بورصة هونج كونج تراجعت بنسبة 50% تقريباً عن أقصى ارتفاع حققته وكان أقل من 32 ألف نقطة في أكتوبر عام ·2007 أما في اندونيسيا، فقد علقت بورصة جاكرتا مبادلاتها بعد تراجع مؤشرها الرئيسي اكثر من عشرة بالمئة (10,38%)، وقالت سلطات البورصة ان المبادلات علقت ''لفترة غير محددة'' بعد انخفاض البورصة· وحتى الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش، تراجع مؤشر بورصة بومباي 5,62% بينما انخفضت بورصات سيول 4,80%، وسيدني 4,97%، وشنغهاي 3,08%، وسنغافورة 4,98%، وبانكوك 5,62%، وتايبيه 5,30%، ومانيلا 4,80%، وكوالالمبور 2,19%، ونيوزيلندا 1,90%· وتراجعت البورصة التركية بشكل حاد أمس ووصلت إلى مستوى 29 ألف نقطة وهو نفس المستوى الذي كانت عليه في شهر آغسطس من عام 2005 وذلك بسبب الأزمة المالية العالمية