الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بين القصرين».. تناقض مفاهيم الرجل الشرقي

«بين القصرين».. تناقض مفاهيم الرجل الشرقي
1 يونيو 2018 21:55
سعيد ياسين (القاهرة) «بين القصرين».. مسلسل رمضاني شهير عرض العام 1987، مأخوذ عن الجزء الأول من ثلاثية الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، وتعرض لما كانت عليه الأحوال السياسية والاجتماعية قبل قيام ثورة 1919، من خلال حياة أفراد عائلة «السيد أحمد عبد الجواد»، والتفاوت الشديد بين الشدة والحزم التي يتبعهما «السيد» مع عائلته، وحياة اللهو والترف والانحلال التي يحياها بمفرده ليلاً، في حين ينضم ابنه «فهمي» إلى أحد التنظيمات السياسية السرية، ويحذو الابن الأكبر «ياسين» حذو والده في ملاحقة النساء. وشارك في بطولته محمود مرسي الذي جسد شخصية «أحمد عبد الجواد»، وهدى سلطان «أمينة» وكانت مثلاً للزوجة المصرية المطيعة التي لا تخالف أمر زوجها وتخاف منه وتهابه، ومعالي زايد «زنوبة»، وصلاح السعدني «ياسين»، وتيسير فهمي «عائشة»، ومديحة حمدي «خديجة»، وظهرت «عائشة» و«خديجة» كأي فتاة في بيتها، يقتصر دوراهما على رعاية الأسرة والمساعدة في أعمال البيت والإحساس بالقهر والظلم، وكمال أبورية «فهمي»، وعايدة كامل، ومي عبدالنبي، ونبيل الدسوقي، وعزيزة حلمي، وجمال إسماعيل عن رواية لنجيب محفوظ، وسيناريو وحوار محسن زايد، وإخراج يوسف مرزوق، ورغم أن الفيلم الذي كان قدم العام 1956 عن الرواية ذاتها، وقام ببطولته يحيى شاهين، وآمال زايد، وصلاح قابيل، وعبدالمنعم إبراهيم، وأخرجه حسن الإمام حقق نجاحاً كبيراً، إلا أن المسلسل حقق أيضاً نجاحاً مماثلاً، وكان بداية لتحويل الأفلام الناجحة إلى مسلسلات. وقال الفنان صلاح السعدني إن الأديب نجيب محفوظ أظهر أكثر من صورة في «بين القصرين»، ورصد صورة الشعب المصري أيام الاحتلال البريطاني، وركز على الشباب المقاوم وكيفية تكوينه جمعيات سرية لطرد المحتلين، وألقى الضوء على نظرة المجتمع للمرأة وقتها، ومفاهيم الرجل الشرقي واختلافاته داخل وخارج البيت، ووسط أحداث الاحتلال والمقاومة سرد قصة أسرة مثلت حينها معظم الأسر المصرية، وكيف ينظر المجتمع للرجل والمرأة والتفرقة بينهما في البيت، حيث ينحصر دور المرأة في التربية وخدمة الرجل وتأمين راحته، وليس لها الحق أن تطالب بحقوقها أو حتى تبدي رأياً في أي موضوع وإن كان يخصها، حتى أنها لم تكن تستطيع في ذلك الوقت أن تشاركهم الأكل على طاولة واحدة، بينما الرجل وخاصة رب البيت، هو الآمر الناهي الملقب بـ «سي السيد» كلامه يطاع من دون نقاش وله الأولوية دائماً، وأشار إلى أنه استمتع بتجسيد شخصية «ياسين» الولد البكر من زوجة والده الأولى، وهو يعمل ككاتب في المدرسة، ولم تكن له أية ميول سياسية، وصاحب شخصية مرحة وكان يبحث عن راحته في أي مكان في الشارع أو في القهوة، وكان مركز اهتمامه النساء والمرح معهن، ويتزوج من فتاة خطبها له والده على أمل أن يكف عن النظر للنساء والجري وراءهن، أما الفنان كمال أبورية، فقال إنه جسد شخصية «فهمي» وهو طالب في الجامعة شخصيته تختلف تماماً عن أخيه، فهو وطني بمعنى الكلمة واهتماماته كانت سياسية وغير راض عن وضع بلده والاحتلال، ومستعد للتضحية بحياته لتتحرر مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©