اعتبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح أمس، أن التصريحات الإيرانية الأخيرة عن دول مجلس التعاون الخليجي لا تنم عن حسن نوايا. وقال في تصريح عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض “إن ما نحتاجه الآن أن لا تتدخل إيران في شؤوننا الداخلية وأن تثبت حسن نواياها لدول مجلس التعاون”.
وأضاف في رد غير مباشر على ما زعمه الجنرال حسن فيروزبادي رئيس أركان الجيش الإيراني بأن منطقة الخليج كانت دائما ملك إيران “إن التصريحات خرجت عن نطاق المعقول عندما يتكلم بهذا الأسلوب عن دول عربية لها تواجدها في المنطقة وضاربة في عمق التاريخ”.
من جانبه طالب رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي أمس “الأخوة” في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، “مراعاة الجيرة” وعدم إطلاق التصريحات غير الإيجابية التي لا تخدم تقارب العلاقات مع دول المنطقة ولا تتوافق معها. جاء ذلك في رد للخرافي على أسئلة للصحفيين في شأن تصريحات رئيس الأركان الإيراني يوم أمس تجاه الخليج وأنه ملك لإيران وما صاحب ذلك من ردود أفعال نيابية.وقال “حقيقة فوجئت بمثل هذا التصريح واعتقد انه لا يتوافق والعلاقات التي يجب أن تكون بين دول المنطقة” مبينا انه (التصريح) “لا يقرب تلك العلاقات”.
وأضاف أن مثل هذه التصريحات “تكون دائما” ككرة الثلج في إشارة إلى أنها تكبر مع مرور الزمن “وتجد من يرد عليها ومن يقارع الحجة بالحجة”.
واعرب عن استغرابه لصدور مثل هذه التصريحات من احد القادة العسكريين (رئيس الأركان) الأمر الذي من شأنه التأثير سلبا على العلاقات السياسية بين دول المنطقة.
وقال متسائلا “ما هو دخل العسكرية بمثل هذه التصريحات” مبينا أن للنواحي العسكرية “حدودا يجب ألا يخرج عليها أحد، أما العلاقات السياسية فهي التي تكون مسؤولة عن مثل هذه الردود التي يجب أن تواجه من قبل جهات مسؤولة”. وأعرب عن تمنياته من “الأخوة في إيران مراعاة الجيرة وعدم إطلاق التصريحات غير الإيجابية التي تثير ردود فعل سلبية ..كما أتمنى أن لا نسمع مثل هذه التصريحات حتى نستطيع في هذه الأوقات المتوترة بالذات أن نصل إلى النتائج التي نحقق بها استقرار المنطقة ونوجد حلولا للتقارب”. واستدرك قائلا “ولكن ليس أمامنا إلا أن نحاول إيصال الرسالة التي أوصلتها الآن للأخوة في إيران بأن يضعوا ضوابط على من يصرح وبماذا يصرح”.
وعن ردود أفعال النواب تجاه تصريحات رئيس الأركان الإيراني قال “اشدد دائما على أن تكون مناقشة المواضيع التي تدار حولها أحاديث أو وجهات نظر في قاعة عبدالله السالم” مؤكدا ضرورة معرفة الأسباب وراء إثارة تلك المواضيع بما يمكن من الوصول الى النتيجة المطلوبة.
وأكد مصدر عسكري كويتي رفيع أن الكويت وباقي دول مجلس التعاون تسعى لأن يعم السلام جميع أنحاء العالم، مشددا على أن “دولنا تعمل بكل وسعها على أن تكون منطقة الخليج الأكثر استقرارا”.
وقال المصدر لصحيفة “الأنباء” الكويتية في عددها الصادر أمس إن دول مجلس التعاون لم تكن أبدا معادية لأي دولة, متسائلا: “منذ متى كانت دول الخليج معادية لإيران”. جاء ذلك ردا على تصريحات لرئيس الأركان الإيراني اللواء حسن فيروز آبادي أمس السبت، هاجم خلالها منطقة الخليج,
وقال إنها معادية لإيران وادعى أن “هذه المنطقة كانت دائما ملك إيران”. وزاد المصدر: “أين هي الديكتاتوريات العربية التي يتحدث عنها رئيس الأركان الإيراني”، مشددا على أن “خليجنا عربي وسيبقى عربيا وأي كلام غير ذلك لا نعيره أي اهتمام”.
من جهته، اعتبر عضو كتلة التنمية والإصلاح النائب الكويتي فلاح الصواغ أن تصريحات رئيس الأركان الإيراني “تشير إلى العداء لدول مجلس التعاون”، لافتا إلى أن “ذلك مخطط إيراني بدأت تتكشف خيوطه الخبيثة انطلاقا من أحداث البحرين وشبكة جواسيس الكويت ويجب التعامل مع هذه التصريحات بجدية وحذر”.
من جهة ثانية أكد علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي أن أمن الخليج العربي ليس تركة إيرانية وإنما هو تجسيد للعلاقات السليمة والصحية بين طرفي الخليج، الدول العربية وإيران.
وقال الدقباسي ـ في بيان أصدره أمس ـ إن استمرار بعض القيادات الإيرانية في إطلاق التصريحات الاستفزازية ضد الدول العربية الخليجية لا يساعد في خلق المناخ الملائم لحوار عربي إيراني جاد ومسؤول والذي يسعى البرلمان العربي إلى تهيئة الأجواء المناسبة لإطلاقه وبما يؤدي إلى أن تكون منطقة الخليج منطقة أمن واستقرار وسلام وتعاون بين الطرفين.
وطالب الدول والبرلمانات العربية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التصدي والوقوف بقوة لمثل هذه الاستفزازات الإيرانية والتي تزايدت بصورة ملفتة للنظر في الآونة الأخيرة والتي قد تؤدي إلى مخاطر جسيمة على أمن الخليج وتنعكس بالسلب على الأمن القومي العربي في عمومه وأمن الدول العربية الخليجية على وجه الخصوص.
وتساءل الدقباسي عن سر التناقض الإيراني في التصريحات الإعلامية وقال ربما يكون هذا نوعا من التغطية على الأحداث الجارية في إيران والتي يشهد فيها عرب الاحواز ثورة يستخدم فيها الجانب الإيراني العنف المفرط في محاولة لإخمادها.
عدد اليوم
