تتجه النية لدى المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي إلى طرح ما يقوم به المجلس الأولمبي الآسيوي من تحرك «مشبوه» لدعم مرشح بعينه في انتخابات الرئاسة الآسيوية، على طاولة النقاش خلال اجتماع الجمعية العمومية الآسيوية التي تسبق إجراء العملية الانتخابية يوم الخميس المقبل، ومن ثم بحث مدى إمكانية إصدار تشريعات وبنود تحظر مثل تلك التحركات والتدخلات مستقبلاً.
ويناقش المكتب التنفيذي أيضاً أسباب عدم إتاحة الفرصة أمام القنوات التلفزيونية بنقل وقائع وأحداث الاجتماع المقبل للجمعية العمومية، والعملية الانتخابية التي تعقبها، على الهواء مباشرة، وذلك بعد أن اتخذ الماليزي أليكس سوساي الأمين العام للاتحاد الآسيوي قراراً برفع السعر بصورة مبالغ فيها إلى 100 ألف دولار، في خطوة اتسمت بالغموض وأثارت علامات الاستفهام على موقفه، خاصة بعدما تردد عن ميله لدعم مرشح بعينه على حساب آخر.
كما ينتظر أن يتم طرح مدى إمكانية السماح لسلطنة بروناوي بالمشاركة في التصويت، خلال العملية الانتخابية، ليصبح عدد الأصوات القارية 47 صوتاً بدلاً من 46 صوتاً، ومن المعروف أن بروناي من ضمن الدول الداعمة لترشح يوسف السركال.
وعلى جانب آخر، وصل يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمرشح لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي، إلى كوالالمبور مساء أمس، بعدما أرجأ موعد وصوله لمدة يوم لأسباب خاصة بزياراته المكوكية الأخيرة التي قام بها إلى بعض الاتحادات الأهلية بالقارة التي أكدت تأييده ودعمه في الانتخابات.
ويحظى السركال بفرصة قوية للدخول في منافسة شرسة على منصب الرئاسة القارية، خاصة بعد التعهدات والوعود التي أطلقها ضمن برنامجه الانتخابي التي أظهرت قدرته على تحديد نقاط الضعف التي تؤثر على انطلاقة الاتحاد الآسيوي وتطور اللعبة، بالإضافة لبقية الاتحادات الأهلية بـ «القارة الصفراء».
موقف قوي
من جانبه، أكد السركال فور وصوله لوسائل الإعلام تفاؤله بالمرحلة القادمة، وذلك بناء على قوة موقفه ونجاح جولاته في «القارة الصفراء» من واقع ما لديه من مؤشرات، وأضاف في تعليقه على التحركات التي يقوم بها الشيخ أحمد الفهد كرئيس للمجلس الأولمبي الآسيوي، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، لدعم المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة «الكل يرى ويسمع ويتابع ما يقوم به الفهد من دعم للمرشح البحريني، والتحليلات كلها تؤكد أن هناك شيئاً ما خاطئ، وممارسات تتم من «تحت الطاولة» للتأثير على أصوات الناخبين، وهذا التحليل ليس نابعاً من ضعف موقفنا، لأن موقفنا قوي».
وقال السركال «نحن لا نزال ملتزمون بالشفافية وباللعب النظيف خلال الانتخابات، ولكن التدخلات «الصارخة» التي تحدث منذ فترة ليست قليلة من جانب المجلس الأولمبي الآسيوي كهيئة رياضية، يعتبر شيئاً مرفوضاً، ويجب أن نقف ضده جميعاً، سواء مرشحين أو غير مرشحين، فنحن مسؤولون عن تلك المؤسسة وعن فرض إرادتها واستقلاليتها، لكن بات التدخل في الانتخابات الخاصة برئاسة الاتحاد الآسيوي مكشوفاً وعلى الملأ».
وتساءل السركال «ما الذي يضمن عدم تكرار تلك التدخلات في الاتحاد الآسيوي إدارياً وتنظيمياً حال نجح المرشح الآخر المدعوم من المجلس الأولمبي الآسيوي، وما هي نوعية التنازلات التي يجب أن يقدمها في حالة نجاحه إلى المجلس الأولمبي وإلى أحمد الفهد حال نجح وأصبح رئيساً للاتحاد الآسيوي، وهو ما يعني أن المجلس الأولمبي الآسيوي يسعى للسيطرة على اتحاد الكرة الآسيوي».
وأضاف «نحن نطالب كل المسؤولين بالاتحاد الآسيوي، خاصة المكتب التنفيذي، بأن تكون هناك وقفة، لمنع أي تدخل من أي جهة خارجية في صميم عمل وخصوصية الاتحاد، فنحن مؤسسة رياضية ناضجة وقوية وتملك قيادات لديها خبرات واسعة، ويجب أن يحترم المجلس الأولمبي الآسيوي ذلك».
صراع قائم
وفيما يتعلق بطبيعة الصراع القائم حالياً على خلفية العملية الانتخابية، وما إذا كان محصوراً بينه والفهد كقائد فاعل لحملة المرشح البحريني، أم مع سلمان بن إبراهيم، قال «لا توجد عندي أي صراعات مع أي شخص، فأنا أضع نفسي أمام الجمعية العمومية، وعرضت برنامجي عليهم، وهذه ليست المرة الأولى التي أخوض فيها انتخابات بالاتحاد الآسيوي، ولا أرى أي شخصية أخرى أمامي تستحق أن أضع نفسي في صراع معها حالياً، لأننا أقوياء وموقفنا جيد للغاية».
وعن الانتقادات الخاصة بتدخلات الفهد، قال «تلك الانتقادات لم تصدر مني، ولكن لاحظها الكثيرون، وهناك إجماع على ضرورة رفضها، وعلى الرغم من ذلك لا نقبل مثل هذه التدخلات، فلا أزال مسؤولاً في الاتحاد الآسيوي كنائب للرئيس، وخدمت لسنوات طويلة في هذا الاتحاد القاري ولي علاقات قوية بالعديد من رؤساء الاتحادات ممتدة على مدار سنوات، وطوال فترة عملي في الاتحاد، لم أرَ أي تدخل من أي جهة خارجية في صميم تخصص الجمعية العمومية، إلا خلال الفترات الأخيرة، وتحديداً في انتخابات عام 2009 وعام 2011 ثم مرة أخرى تحدث حالياً 2013 ، وجميعها من الشخص نفسه».
وأضاف «هذا الأمر يجب أن يوضع له حد، وأن يتخذ منه موقف، ويجب على الأسرة الكروية الآسيوية ممثلة في أعضاء المكتب التنفيذي والجمعية العمومية، أن تنبذ أي تدخل يفسد الأجواء الخاصة بإدارة اللعبة في القارة، ويجب أن تكون علاقاتنا الداخلية قوية لمواجهة مثل تلك التحركات، لذلك ستتم مناقشة هذه التفاصيل خلال اجتماع الجمعية العمومية، وعلى هامش اجتماع المكتب التنفيذي غداً».
حماس كبير
وعن الأجواء الخاصة بالانتخابات والوجود الإعلامي الكثيف لغرب آسيا بمقر الاتحاد في كوالالمبور، قال «الجو مليء بالحماس، وهناك وجود إعلامي كبير من محبي كرة القدم الآسيوية، وأرى أن المناخ إيجابي، رغم وجود بعض السلبيات المتمثلة في تدخل المجلس الأولمبي الآسيوي بالعملية الانتخابية، وهو ما يفسد متعة الانتخابات، ويقضي على التنافس الشريف المفترض أن يكون قائماً فيها، وعلى الأجواء الودية التي يجب أن تغلفها، لأنها تتعلق بقيادة كرة القدم في نهاية المطاف».
حضور إعلامي
وعن الحضور الإعلامي العربي والخليجي لتغطية الانتخابات الآسيوية، قال «إنه يعكس مدى حرص الإعلام العربي على تغطية الحدث، وهذه رسالة لكل آسيا، مفادها بأن هناك حرصاً كبيراً من إعلامنا على التغطية».
ورداً على سؤال يتعلق بانعكاسات حضوره إلى كوالالمبور على الرحلة نفسها قادماً من دبي، مع الدكتور حافظ المدلج المرشح السعودي المتوقع انسحابه، قال «نحن أصدقاء منذ فترة طويلة، وعلاقاتنا ممتدة، وتربطنا علاقات قوية بالسعودية التي هي المظلة لكل الخليج، وسبق أن تنافست في أحد الأيام مع الراحل عبد الله الدبل، ورغم المنافسة كنا أصدقاء حتى فارقنا ورحل، ونحن كعرب ومسلمين، يجب أن تنعكس فينا روح المنافسة الشريفة، ولا يمكن أن نسمح بأن تجعلنا ننجرف لأي أمر آخر».
وعلق السركال على غياب النقل التلفزيوني لوقائع اجتماع الجمعية العمومية والانتخابات الآسيوية، قائلاً «كنت أتمنى من الاتحاد الآسيوي أن يكون قراره مغايراً، وكان يفترض أن يعرض القرار علينا قبل إصداره أو على الأقل انتظار رأي لجنة التسويق، وهي المعنية بتسويق الأحداث الخاصة بالاتحاد، ونحن نناقش هذا الأمر في اجتماع المكتب التنفيذي المقبل، حرصاً منا على إضفاء مزيد من الشفافية على طبيعة عملنا بالاتحاد القاري، مشيراً إلى أن من اتخذ قرار منع البث هو الأمين العام أليكس سوساي، وهو قرار إداري اتخذ في ظل غياب المكتب التنفيذي».
وعن صوت سلطة بروناي وما إذا كان يحق لها التصويت من عدمه، قال «سبق اتخاذ قرار بعدم تصويت الدول التي لا تشارك بمنتخبات في المراحل السنية قارياً، ولكن مؤخراً وافق المكتب التنفيذي على تصويت بروناي، وبشكل عام هناك لوائح وقوانين واضحة، والمكتب التنفيذي لا يمكنه الموافقة، إلا من خلال الجمعية العمومية، وأتمنى أن يتم السماح لبروناي بالتصويت خلال الانتخابات برفع الحظر عنها خلال يومين».
علي بن خليفة: موقف سلمان قانوني
كوالالمبور (الاتحاد) - أكد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي أن موقف الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة المرشح البحريني لكرسي رئاسة الاتحاد القاري قانوني، مشيراً إلى أنه لم يستقل من منصبه في عضوية المكتب التنفيذي، ويوجد بن خليفة في مقر إقامة الوفود الرسمية قبل 3 أيام ماضية بصفته ضمن حملة مرشح بلاده، مشيراً إلى ان العلاقات لا تزال قوية بين الاتحادين البحريني والإماراتي.
وكان سلمان بن إبراهيم قد وصل إلى كوالالمبور أمس الأول تمهيدًا لحضور اجتماع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الخميس المقبل، بعدما أنهى جولة مكوكية هو الآخر في «القارة الصفراء» لجمع أصوات مؤيديه.
ويتوقع خلال الـ 48 ساعة القادمة توالي وصول باقي المرشحين، بالإضافة إلى جميع ممثلي الاتحادات الآسيوية للمشاركة في الاجتماع المرتقب والمهم للجمعية العمومية العادية وغير العادية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الاتحاد الآسيوي في إجازة
كوالالمبور (الاتحاد) - أغلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أبوابه مساء أمس، على الرغم من توافد وسائل الإعلام بخلاف مسؤولي اتحادات الكرة في «القارة الصفراء»، وذلك كون أمس عطلة أسبوعية، ومنح مسؤولو الاتحاد راحة سلبية لجميع موظفيه، رغم طلبات استخراج التصاريح الخاصة بحضور اجتماع الجمعية العمومية ووقائع انتخابات مقعد الرئاسة الآسيوي، كما لم يفتتح موظفو الاتحاد مقر المركز الإعلامي للحدث، وأكدوا أنه سيكون جاهزاً اعتبارا من بعد غد، وقبل الحدث المرتقب بيوم واحد.
الانتهاء من تسجيل الإعلاميين لتغطية «العمومية»
كوالالمبور (الاتحاد) - تم الانتهاء من تسجيل الإعلاميين لتغطية اجتماع الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في بداية مايو المقبل، وقام الاتحاد الآسيوي بمراجعة هذه الطلبات وإعلام أصحاب الطلبات التي يتم قبولها من خلال القناة الإعلامية، وكما تم الإعلان في وقت سابق، فإن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لن يقبل أي طلبات متأخرة، ويشار إلى أن الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية سوف يعقد يوم 2 مايو المقبل، في حين يعقد الاجتماع العادي للجمعية العمومية يوم 3 مايو.
ويتضمن جدول أعمال الجمعية العمومية العديد من الملفات يأتي في مقدمتها إجراء انتخابات رئيس الاتحاد الذي يشغل المنصب حتى عام 2015، إلى حين موعد الانتخابات الجديدة التي تتزامن مع نهائيات كأس آسيا المقبلة في أستراليا في العام نفسه، وتحظى الانتخابات المقبلة باهتمام قاري ودولي منقطع النظير، حيث توافد مندوبو الصحف ووكالات الأنباء العالمية إلى كوالالمبور ترقباً لساعة الصفر.
الحملات «منزوعة المناوشات»
كوالالمبور (الاتحاد) - شهدت أروقة إقامة الوفود والبعثات، سواء الرسمية أو الإعلامية، وجوداً أمنياً مكثفاً، على الرغم من العلاقات الودية التي تجمع بين المرشحين أنفسهم، ونفى فيصل إسماعيل مدير العلاقات العامة في حملة يوسف السركال الانتخابية، وقوع أي مناوشات بين أفراد حملات المرشحين الأربعة، خاصة حملتي السركال وسلمان بن إبراهيم، مشيراً إلى أن الود والاحترام المتبادل يسيطران على المشهد، وذلك على الرغم من وجود أفراد الحملتين في مقر الإقامة نفسه بفندق «الماندرين». وتحول بهو الفندق بوسط العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى «خلية نحل» بالنسبة لحملة المرشح يوسف السركال، وهو ما دفع إدارة الفندق لاتخاذ إجراء أمني وتنظيمي عبر فصل البهو الرئيسي في الفندق بين كل من الحملتين.
عدد اليوم
