الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختيار شريك العمر.. رحلة بحث قبل فوات الأوان

اختيار شريك العمر.. رحلة بحث قبل فوات الأوان
6 سبتمبر 2016 09:13
أشرف جمعة (أبوظبي) تتعدد أحلام وطموحات المقيمين العرب في الإمارات بحثاً عن شريك العمر الذي معه تكتمل الرحلة وتزدهر الحياة الأسرية وتسير في طريقها الطبيعي نحو الاستقرار وإنجاب الأبناء، ورغم أن هذه الأحلام مشروعه لكن قد تكتنفها بعض الصعوبات، خصوصاً وأن كل واحد يبحث عن شريك بمواصفات خاصة في ظل الحياة العملية التي تفرض تأقلماً خاصا مع الحياة فضلاً عن أن بعضهم مر بهم العمر دون ارتباط حقيقي فاعتمد على الخاطبة التي ربما يعود زمنها في مجتمع المغتربين، كما أن هناك من يرجح الزواج المختلط من أي جنسية خوفاً من فوات قطار العمر، بالإضافة إلى أن هناك فتيات راغبات في الزواج من الجادين فقط، وقصص كثيرة قد تكون أغرب من الخيال في رحلة البحث عن شريك العمر. يورد الدكتور حسين العتمان مساعد العميد للدراسات العليا في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الشارقة أنه في مجتمع المقيمين عموماً يفتقد الكثير منهم شبكة العلاقات الاجتماعية بسبب الابتعاد عن الوطن فترات طويلة فضلاً عن تغير الأجيال في أوساط الجنس الآخر، وهو ما يشكل أمام المغترب صعوبة في الاختيار ويتسبب في تأخير سن الزواج لافتاً إلى أن بعض المغتربين يكون همهم في البداية الحصول على وظيفة تحقق الطموحات وتؤمن الحياة الرغدة ومن ثم البحث عن إتمام صفقة الزواج، مشيراً إلى أنه في ظل الافتقار إلى شبكة العلاقات الاجتماعية يجد المغترب نفسه أمام غربة أخرى من الفتيات اللواتي لا يعرفهن وهو ما يجعله يلجأ إلى الخاطبة أحياناً، ويؤكد العتمان أن هناك اتجاها أيضاً لزواج الشباب والفتيات من المغتربين العرب بجنسيات أخرى حلاً لهذه المشكلة، لافتاً إلى أن الزواج مؤسسة قائمة على التفاهم ومن المهم أن تتحقق وجهات النظر وسبل التقارب. وحول زواج بعض المغتربين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والخاطبة الإلكترونية يوضح العتمان أنه غير مرغوب في المجتمعات العربية لكن بعض المغتربين نجحوا في الزواج عبر هذه الوسيلة مؤكداً أنه إذ كان هناك نوع من التوافق النفسي والاجتماعي بين الطرفين فإن مثل هذا العلاقات قد تصلح لبناء أسرة. قطار العمر من الذين جاؤوا للعمل في الإمارات وهم في عمر 32 عاماً خالد الذي يذكر أنه التحق بوظيفة مرموقة منذ ثماني سنوات ولم يتزوج إلا منذ عام واحد، حيث لم يترك سبيلاً لكي يحصل على شريكة العمر إلا وسلكه مشيراً إلى أنه ذهب مع الخاطبات إلى البيوت في بلده مصر كلما عاد لقضاء إجازة لا تتعدى شهراً لكنه لم يجد تلك الفتاة التي تتوافق معه، ويؤكد أنه فكر في نهاية الأمر أن يرتبط بفتاة من جنسية أخرى حتى لا يفوته قطار العمر ويجد نفسه بلا زوجة ولا ولد لكنه تراجع. قراءة الفاتحة قصة أخرى فيها الكثير من الغرابة لشاب أردني أرغمه أهله على الارتباط بفتاة ما وهو ما جعل أمجد يوافق في بداية الأمر عليها لظنه أن بها بعض المزايا، لكنه فوجئ في اليوم الثاني لزيارتها أن أهلها أصروا على «قراءة الفاتحة» وأن يذهبوا في الوقت نفسه إلى شراء «الشبكة» فطاوعهم وحدد موعد حفل الخطوبة بعد ثلاثة أيام، لافتاً إلى أنه فور عودته من شراء الحلي إلى بيت «العروس تفاجأ باختلاف كبير بينهما في مستوى التفكير فقرر إلغاءه، لكنه فوجئ بعاصفة من المعترضين من أسرته وأسرتها وواجه حرباً ضروساً لكونه ترك أكثر من عروس في اللحظات الأخيرة لاختلاف السمات الشخصية وفي النهاية عثر على فتاة عادية حظها من التعليم يسير جداً بالقياس إليه، لكنه يشعر معها حالياً بحرارة الحياة الزوجية والاستقرار الأسرى المنشود. وعود واهية واجهت حنان بروكي وهي مغربية ظروفاً صعبة منذ استقرت في عمل بإحدى الشركات في دبي تتمثل في أن الكثير من الرجال وعدوها بالزواج لكنها كانت وعودا واهية وتشير إلى أنها بعد مرور السنوات كانت تقول لرفيقاتها في العمل وفي الغرفة التي تستأجرها «أنا سأتزوج من الشخص الجاد فقط» ومللت هؤلاء الذين يرددون أسطوانة قديمة من أجل التعارف قبل الخطوبة والزواج وتوضح أنها التزمت بعملها وحافظت على نسيج علاقتها الإنسانية بالآخرين في ضوء القيم والتقاليد التي تربت عليها. وتلفت إلى أن رحلة البحث عن شريك العمر في الغربة كلفتها سنوات طويلة من دون الزواج حتى أن عروض الارتباط التي كانت تأتيها في الإجازات التي تقضيها في بلدها كانت تتعارض مع طموحاتها حيث إن أغلب المتقدمين لخطبتها كانوا لا يرغبون في أن تستمر في العمل خارج البلاد، وأخيراً حققت حلمها بالزواج من رجل في مركز مرموق لمست فيه الجدية -وذلك بالمصادفة البحتة- بعد أن ظنت أنه لا أمل بأن تتزوج. طعم السعادة ولم يكن طريق الزواج ممهداً للمهندس علي -تونسي- الذي يعمل منذ عشر سنوات في أبوظبي إذ غامر أكثر من مرة وطلب الزواج بفتيات كثيرات التقاهن في محيط الحياة بوجه عام ومن جنسيات مختلفة، ويشير إلى أنه بعدما جرب حظه داخل بلده في الإجازات التي كان يزور فيها الأهل ويتعرض لمواقف صعبة قرر أن يتزوج بفتاة أجنبية موضحاً أن الكثيرات في بلده لم يوافقن على الاقتران به بحجه بلوغه الأربعين رغم أنه ميسور الحال، ويلفت إلى أن بعض العادات القديمة في المنطقة التي يعيش بها لا تزال تتسبب في منع بعض الذين بلغوا مرحلة منتصف العمر من الزواج نسبياً سواء الرجال أو النساء، ويرى أنه وفق إلى حد كبير في الزواج بفتاة من آسيا التقاها في الإمارات وهو الآن مرتبط بها منذ عامين ولديه منها طفل ويسافر معها في الإجازات الطويلة مرة إلى بلده ومرة إلى بلدها مؤكداً أنه عرف طعم السعادة أخيراً. موقف صادم تذكر سعاد -فلسطينية- أنها جاءت منذ سنوات طويلة مع زوجها إلى الإمارات ومع مرور السنوات كبرت بناتها الثلاث والتحقن بوظائف مختلفة ومات الزوج وأعمار بعض بناتها تخطت الثلاثين، مشيرة إلى أنها تعتقد أن فرص زواجهن تتضاءل بسبب انعزالها وعدم تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين. وتبين أنها تتمنى أن تتزوج بناتها ويعشن الاستقرار ويكملن دورة الحياة خصوصاً وأنها تحاول في هذه الأيام أن تخطب لهن وتبحث عن عريس لكل واحدة عبر كل السبل بعد أن تعرضت لمواقف صادمة، فهي تتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع بعض الخاطبات وتحاول البحث عن مؤسسة «توفق راسين في الحلال» وتلفت إلى أنها ماضية في سبيلها موقنة بأنها ستحقق حلمها مع الأيام. تواصل اجتماعي لم تتوقع أميمة- لبنانية- أنها ستتزوج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إذ تعمل معلمة منذ سبع سنوات وتلفت إلى أنها مهتمة بوجودها على هذه المواقع لكنها لم تضع أبداً صورها الشخصية على الانستغرام أو الفيس وغيرها من الوسائل الأخرى وتبين أنها لم تحصل على فرصة مناسبة للزواج خلال السنوات الماضية من عملها في أحد صالونات التجميل ومن ثم قررت وضع صورتها على الفيس وتويتر وانستغرام ووجدت تعليقات كثيرة تشيد بجمالها وهو ما أسعدها وأشعرها بأنها مقبولة من الآخرين مؤكدة أنها لجأت إلى الخاطبة الإلكترونية ولكن لم يجد ذلك ولم تحصل على شريك العمر وبالمصادفة عثرت على رجل شعرت بأنه جاد في الارتباط بها وتزوجته. زمن الخاطبة يقول وليد الذي يعمل في مجال المقاولات بالشارقة إنه منذ أكثر من خمس سنوات وهو يبحث عن زوجة وحتى الآن لم يحقق أمله بالزواج من فتاة تتوافق معه في الصفات والعادات مشيراً إلى أنه مصمم على أن يتزوج من بلده مصر وهو ما جعله يطرق أبواب «الخاطبات» اللاتي أصبحن عاملاً مهماً في تحقيق أحلام البعض في الحصول على زوجة مبيناً أنه جاب معهن القرى والنجوع لأنه من منطقة ريفية وخطب أكثر من فتاة وتركها إذ إن سنوات الغربة غيرت كثيراً منه وجعلت شخصيته عملية جداً فحلقت طموحاته في طريق آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©