الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شيخ الأزهر يحذر من تفتيت المنطقة وتنصيب «الكيان الصهيوني» شرطياً

شيخ الأزهر يحذر من تفتيت المنطقة وتنصيب «الكيان الصهيوني» شرطياً
18 يناير 2018 10:08
عمر الأحمد (القاهرة) حذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من مخطط تقسيم المنطقة وتفتيتها بهدف تنصيب الكيان الصهيوني «شرطيا» على المنطقة بأسرها، وذلك في كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس بالعاصمة المصرية «القاهرة» ويستمر يومين بحضور وفود من 86 دولة حول العالم، وحضور ما يزيد عن800 صحفي وإعلامي. ووجه فضيلته نداء للأمتين العربية والإسلامية منبهاً نخبها من استهداف الكيان الصهيوني للأمتين في دينها وهويتها، مشددا على الاعتماد على أنفسهم مستغيثين بالله عز وجل تاركين كل الوعود المقطوعة من الدول بشأن هذه القضية واصفا إياها ب «وعود الظلمة»، مقترحا أن يكون عام 2018 عاماً للقدس تقوم فيه جميع المؤسسات العربية بدءا من جامعة الدول العربية بالدعم المادي والمعنوي لقضية القدس. وأشار «الإمام الأكبر» إلى أن حال الأمة في الوقت الحالي ليس بفضل قوة الكيان الصهيوني وإنما بسبب سوء تقدير الأمة وقصر نظرها بتقدير الأخطار المحيطة بها، لافتا إلى أن تمزق الهوية والانتماء الذي تعيشه عاملا أساسيا لهذا الحال، في وجه توحد الكيان الصهيوني تحت عقيدة وهوية وهدف موحد، مؤكدا على حتمية تبدل الحال وهزيمة الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنها حقيقة كونية لا جدال فيها، وقال: « نؤكد أننا دعاة سلام بامتياز وأن نبينا الكريم نهانا أن نتمنى لقاء العدو وأمرنا أن نسال الله العافية، والسلام الذي ندعو إليه مشروط بالعدل، سلام لا يعتف الذلة والخنوع، سلام تصنعه قوة العلم والتعليم والانتصار، والتسليح الذي يمكنه أصحابه من رد الصاع صاعين». وعبر فضيلته عن أسفه لقصور المناهج التعليمية في الدول العربية في رفع الوعي لدى الأجيال وتسليط الضوء على قضية القدس وعلي تاريخها، مقارنا بذلك بما يقوم به الكيان الصهيوني من في تهيئة أجيالهم من الطفولة بمناهج تغذيهم بالعنصرية والكراهية تجاه كل عربي ومسلم، كما عاتب الإعلام العربي بإهمال قضية القدس، وأن الاهتمام لا يتجاوز خبرا أو تقريرا يزول تأثيره بانتهاء التقرير، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلي القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد وجاد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن يرقى ذلك لأن يصبح ثقافة تحتشد لها الطاقات العربية والإسلامية، لافتا إلى أنه الميدان الذي انهزمت فيه الأمة، وأضاف قائلا « وعلينا أن لا نتردد في التعامل مع القضية بمنظور ديني، ومن العجيب أن يهمش البعد الديني في القضية، بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية خالصة مغشوشة». بدوره دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته العرب والمسلمين والمسيحيين إلى زيارة القدس، مشيراً بذلك إلى عدم التخلي عن أهلها وزيارتهم التي تؤازرهم وترفع من معنوياتهم، لافتاً إلى أن ذلك لا يعتبر تطبيعا، وقال «زيارة السجين ليس تطبيعاً مع السجان، نرجوكم أن تزورونا ولا تتخلوا عنا، فعدم زيارتكم يسعد الكيان الصهيوني المحتل». وذكر عباس أن القدس مستهدفة في معانيها وقيمها الدينية والإنسانية والحضارية وذلك منذ أكثر من 100 عام عن طريق «وعد بلفور»، مضيفا أن قرار ترامب خطيئة كبرى، مشيرا إلى أن السياسة الأميركية اختارت مخالفة القوانين الدولية، وجميع القرارات والاتفاقيات الدولية والثنائية وأن تتحدى إرادة شعوب العالم، وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه دول العالم في الجمعية العامة للأم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 حين اعترفت بفلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ثم في 21 ديسمبر 2017 حين رفضت الجمعية العامة تحت بند «متحدون من أجل السلام» بأغلبية 129 دولة قرار الرئيس الأميركي ترامب واعتبرته لاغيا وباطلا وليس له أي أثر قانوني. وقال «حصلنا على 750 قرارا في الجمعية العامة منذ عام 1947، ولكن بسبب عجز المجتمع الدولي لم يطبق قرار واحد، وهنا يجب أن تتوقف الأمة العربية والإسلامية وقفة واحدة ضد هذا الظلم». وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى الدول الأوروبية التي اعترفت بفلسطين دولة وعاصمتها القدس وهي مملكة السويد ودولة الفاتيكان، مشيرا إلى أن قرار ترامب لن يعطي للكيان الصهيوني أحقية، وأنهى كلمته قائلا « القدس هي بوابة السلام وبوابة الحرب وعلى ترامب أن يختار». من جانبه، تقدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر على دعوته للمشاركة في هذا المؤتمر، قائلًا: ما أجمل أن نلتقي جميعًا بفكر واحد من أجل قضية سامية مصيرية لها بعد ثقافي وديني وعقائدي، مضيفًا أن ما يجمعنا هو المدينة المقدسة وأنها ليست مجرد مكان يتمتع ببعض الآثار ولكنها رمز للالتقاء وعلى أرضها المقدسة نزلت الأديان. وأضاف البابا تواضروس، أن القدس لها مكانة مهمة في قلب كل إنسان، مؤكدًا أنها مؤهلة لتكون واحة سلام تلتقي فيه الصلوات ليدرك الناس أفرادًا وشعوبًا بأهمية التعايش السلمي المشترك للعيش في سلام وأمان. وأوضح بطريك الكرازة المرقسية أنه من المؤسف أن تكون مدينة القدس مسرحًا للصراع والاقتتال، مبينًا أن السلام خيار لا بديل عنه ولا يأتي إلا باحترام الشعب الفلسطيني وكافة شعوب المنطقة، مشددًا أن ما تم لم يراع مشاعر المسلمين والمسحيين في الشرق الأوسط. وأكد البابا تواضروس أن قرار ترامب قرار ظالم وجائر ونحن نرفض الظلم والقهر واستغلال النصوص الدينية، مؤكدًا أننا نقف دائمًا بجانب من يناضلون من أجل حريتهم وكرامتهم وحقوقهم ضد المغتصبين، وعلينا أن نفكر كيف يستعيد هذا الشعب حقوقه. واختتم البابا تواضروس كلمته بأنه لا يمكن تجاهل مشاعر الملايين على وجه الأرض لذا نخاطب العالم كله لينظر للقضية الفلسطينية بعين الإنصاف، لمنح حق المصير للشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، ونأمل أن يكون المؤتمر خطوة للإمام لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. يشارك في المؤتمر وفد من الدولة يضم حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس هيئة الهلال الأحمر وجمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ومحمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والنائبة عزة سليمان الجاسم عضو المجلس الوطني الاتحادي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©