الأسد يطالب أوروبا بدور أكثر واقعية في عملية السلام

طالب الرئيس السوري بشار الأسد أوروبا بدور واضح وأكثر موضوعية وواقعية في عملية سلام الشرق الأوسط. وقال الأسد ، خلال مؤتمر صحفي مشترك امس مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان الذي يزور سوريا ، “لقد تحدثت مع المستشار (النمساوي) عن الدور الأوروبي .. لكي يكون هناك موقف أوروبي واضح وموحد وموضوعي وواقعي في عملية السلام”. وأضاف الأسد “لقد قلت للمستشار أننا لا نريد ان يكون دور أوروبا كالمتفرج في الملعب ، الذي يشاهد المبارة من المدرجات ، نحن نريد من أوروبا أن تكون لاعبا معنا في عملية السلام”. وأكد أن وجود قوات النمسا ضمن قوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان هو مؤشر على التزام النمسا بعملية السلام وهذا شيء طبيعي لأن الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط يعني الاستقرار والسلام في العالم كله. وتابع : “من الطبيعي أن تكون سوريا أكثر اهتماماٌ من غيرها بهذا الموضوع لأنها تعيش في هذه المنطقة ولأن السلام يؤثر علينا سلبًا وإيجابًا في جوانب الحياة كافة”. ومضى قائلا “ تطرقنا لموضوع السلام والمواقف النمساوية داعمة لعملية السلام وسوريا طرف أساسي في هذه العملية وكلانا متفق على ضرورة تحريك هذه العملية والتحرك من أجل دعمها”. وذكر “تطرقنا للموضوع الفلسطيني لأن السلام ليس على المسار السوري فقط وتحدثنا عن المصالحة الفلسطينية وضرورة رفع الحصار عن غزة كطريق أساسي لدعم عملية السلام العادل والشامل الذي يمر عبر المسار السوري والفلسطيني واللبناني”.ومن جهته اعتبر فايمن “ان النمسا ساهمت من خلال وجود جنودها في الجولان بحفظ السلام والاستقرار وان دعم الاستقرار والسلام مهم للحكومة النمساوية” كما عبر عن “تطلع الاتحاد الاوروبي لإيجاد دور فعلي وحيادي يدفع بعملية السلام”. وتفقد فايمن صباح امس الجنود النمساويين في قوة المراقبة التابعة للامم المتحدة المنتشرة في الجولان. وتتولى النمسا العضو في قوة المراقبة منذ انشائها العام 1974، وتتولى منذ يناير 2007 قيادة هذه القوة عبر الجنرال ولفغانغ جيلكي. ومن ناحية اخرى ، اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس في دمشق ان بلاده تعمل مع سوريا على جعل الشرق الاوسط منطقة يسودها الازدهار والسلام. وقال اردوغان في كلمة نقلها التلفزيون السوري “اننا بصدد وضع اسس لشرق اوسط مزدهر. ويجب ان نؤسس قاعدة السلام في الشرق الاوسط”. وكان اردوغان يتحدث امام منتدى رجال الاعمال السوري التركي ، بعد ان ترأس مع نظيره السوري محمد ناجي عطري الاجتماع الاول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين. وتابع اردوغان الذي كان يتحدث باللغة التركية تصاحبها ترجمة الى العربية من التلفزيون السوري ، “اتمنى ان يجلب هذا المنتدى الرفاه لشعبي البلدين اللذين يتقاسمان التاريخ ذاته”. واضاف “اننا نشهد يوما تاريخيا و وسنزيل كل العوائق ونشكل مع سوريا نموذجا للتعاون يتم النسج على منواله” في المنطقة مشيرا الى ان بلاده تعد استراتيجية تعاون مع بلدان اخرى في المنطقة مثل العراق والاردن ولبنان. واعرب اردوغان عن امله بأن يرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يبلغ حاليا 2 مليار دولار الى 5 مليارات دولار خلال السنوات القادمة. ونمت العلاقات السورية التركية بشكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة على الصعيد السياسي والاقتصادي وحتى العسكري بعد فترة طويلة من التوتر بسبب تقاسم مياه نهر الفرات ووضع منطقة لواء اسكندرون (أراضٍ سورية تخلت عنها قوات الانتداب الفرنسي العام 1939 لتركيا). واضطلعت تركيا العام الفائت بدور الوسيط في مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا واسرائيل. واشار عطري من جهته الى انه سيتم توقيع نحو 50 اتفاقية في المجالين الاقتصادي والصناعي خلال الاجتماع الذي وصفه “بالأساسي لبناء شراكة مع تركيا”. وكانت سوريا وتركيا وقعتا اتفاقا لتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي خلال زيارة قام بها الرئيس السوري لتركيا في 16سبتمبر الفائت. وانعقد مجلس التعاون على المستوى الوزاري في مدينة غازي عنتاب التركية في 13 اكتوبر الماضي ، وتم الاتفاق في ختام اعماله على ابرام اكثر من ثلاثين اتفاقا وعشرة بروتوكولات ومذكرة تفاهم. وتشمل هذه الاتفاقات مجالات امنية وعسكرية اضافة الى الدفاع والتعليم والتجارة والاستثمار والصحة والزراعة والطاقة والثقافة والسياحة والبيئة. كما وقعت سوريا وتركيا اتفاقا ينص على إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين.