الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سبيته: تعيين أخصائي نفسي للاعبي المنتخب خطوة إيجابية في طريق طويل

سبيته: تعيين أخصائي نفسي للاعبي المنتخب خطوة إيجابية في طريق طويل
8 أكتوبر 2008 01:08
أكد الدكتور المواطن محمد سبيته الحاصل على الدكتوراه في علم النفس الرياضي أن خطوة تعيين معد نفسي متخصص للاعبي المنتخب الأول لكرة القدم خلال رحلة معسكر اليابان من أجل مساعدة اللاعبين خلال الفترة المقبلة وتأهيلهم نفسياً بشكل علمي تعتبر خطوة إيجابية من قبل اتحاد كرة القدم، وتأتي في وقت مناسب ويتوقع أن تأتي بثمارها في وقت قريب، قبل المواجهة المقبلة أمام كوريا، وإن كانت ستفيد بصورة أكبر لو تم الاهتمام بهذا الجانب مستقبلاً لأن الإعداد النفسي الجيد للاعب يحتاج إلى فترة طويلة ووقت كاف حتى يحدث الانسجام والثقة بين اللاعب والمعالج النفسي كونه يسير على مراحل فردية وجماعية تتطلب بناء الثقة بين الطرفين لاسيما أن معظم اللاعبين لا يزالون يشعرون بالحرج من التعامل مع المعالج النفسي المسؤول عن تهيئتهم نفسياً ظانين أن التعامل مع هذا المعالج تعني أنهم أصيبوا بالجنون· وقال: هذه نظرة خاطئة في المجتمعات العربية بشكل عام للطبيب النفسي الذي يعمل على تأهيل الناس لمواجهة أعباء وضغوط الحياة اليومية والمتسارعة والذي يعتبر أمراً شائعاً ومعمولا به في أوروبا بخلافنا نحن ننظر إليه من زاوية ضيقة رغم الفائدة التي يجنيها من يتردد على عيادات الطب النفسي للحصول على الاستشارة والتوجيه والدعم المطلوب لمواجهة المشاكل المختلفة· وأشار الدكتور محمد سبيته لاعب النادي الأهلي والمنتخب السابق في كرة اليد إلى ان المراحل التي مر بها المنتخب ولاعبوه خلال الفترة الأخيرة تحتاج لتدخل عاجل من أبو الطب النفسي العالم الكبير فرويد لإصلاح ما حدث وازالة رواسب وآثار الهزيمة في بداية التصفيات والتي جاءت على غير المتوقع· وتحدث الدكتور سبيته عن أهمية الإعداد النفسي للاعب والإداري على حد سواء في ظل التحول نحو الإحتراف في كرة القدم وشدد على ان ترك إدارات الأندية للمدرب الأجنبي للقيام بدور المعد النفسي خطأ لا يغفر لاسيما ان هذا المدرب سيحاول بطبيعة الحال تطبيق أفكاره ومعتقداته التي لن تصلح في التعامل مع اللاعب الإماراتي الذي تربي في بيئة عربية وبدوية بعيدة عن البيئة الغربية· دوري المحترفين وأكد الدكتور سبيته ان الحكم على الاحتراف منذ السنة الأولى امر غير منطقي·· وقال: لا يزال دوري المحترفين في أولى خطواته والتي تعتبر مجرد فترة اختبار وارى ان هناك امورا ستعيق تكييف اللاعب الإماراتي مع هذا التحول بكافة معطياته لأننا وللأسف نعلم ان معظم اللاعبين الموجودين حالياً مستواهم الدراسي محدود بخلاف الجوانب الثقافية ورغم ذلك أرى ان هناك وعيا بالنسبة لإدارات الأندية وتلك الطفرة لم تقابلها طفرة في ثقافات اللاعبين وبالتالي علينا ان نحدد أهداف ممارسة النشاط الرياضي للاعب حتى يعرف ما هو المطلوب منه· وقال: ان وعي إدارات الأندية يجب ان يقابلة ذكاء إداري في كيفية التعامل مع اللاعبين لأن كرة القدم أصبحت تجارة واستثمارا بالملايين وأبرز مثال على ذلك هو شراء مجموعة أبوظبي لفريق مانشستر سيتي الانجليزي واعتقد انه خلال 5 سنوات ستطرح اسهم للأندية الإماراتية في البورصة كونها تضم لاعبين بملايين· وأضاف: الأندية المحترفة في العالم تقدر استثماراتها في اللاعبين بالملايين وبالتالي تهتم بتوفير معالج نفسي يعمل على إعداد اللاعبين أصحاب الملايين من أجل تأهيلهم للعب بصورة أفضل وبشكل يضمن نجاح الاستثمار المالي في اللاعب نفسه، ويعتبر ذلك داخل اطار التأمين على اللاعبين، وطالما كانت الأندية الإماراتية تسعى لدخول الاحتراف، فعليها البدء بالتأمين على اللاعبين، والذي يتطلب ضرورة إعداد اللاعب نفسياً للمهمة التي يكلف بها· واكد الدكتور سبيته ان المشكلة تكمن في كون اللاعب الإماراتي لا يحبذ التعامل مع معد أو معالج نفسي لاعتقاده ان البعض قد يصفه بالجنون وهذه مغالطة كبيرة كون عملية الإعداد النفسي تؤثر بالإيجاب على حياة اللاعب العملية والشخصية وبالتالي يحتاج اليها ليواصل التركيز والعمل باحترافية· علم النفس الرياضي وفيما يتعلق بطبيعة علم النفس الرياضي غير المعروف لممارسي الرياضة والعاملين في هذا القطاع قال الدكتور سبيته علم النفس الرياضي هو علم غير مرئى، مثلاً لو كانت الحالة النفسية للاعبين الأميركين في الأولمبياد الأخيرة في سباق التتابع 400 متر جاهزة لتمكنوا من الفوز لكن معنوياتهم تأثرت لمشاركة بولت في سباق الـ400 متر رغم انهم المرشحون والسبب ان بولت قهرهم نفسياً وبالتالي لم يقدر المتسابقون الأميركان على مجاراة بولت الجامايكي بالجولة الأخيرة لهذا السباق·· ومثال اخر لو كان زين الدين زيدان تحكم في انفعالاته ولم ينطح ماتيراتزي لما خسرت فرنسا لأنه لم يتعلم كيف يتحكم في اعصابة بالمواقف المختلفة·· وبالتالي يأتي في تلك المواقف دور علم النفس الرياضي وهو كيف تعد الرياضي ليؤدي بشكل أفضل ويحل مشكلات التنافس والثقة بالنفس والرغبة في الفوز وغيرها من الانفعلات النفسية التي يحتاج كل انسان إلى ضبطها· وقال: وللأوضح أكثر حول مدى احتياج اللاعب الإماراتي للإعداد النفسي سواء في المنتخب أو الأندية، مثلاً كيف ستكون نفسية ومستوى أداء اللاعب الإماراتي عند مواجهة منتخب البرازيلي أو الأرجنيتين حالياً، فلن نجد هناك ثقة في النفس ولكنها ستتواجد لو لعبنا أمام بنجلاديش مثلا لأنه منتخب ضعيف وبالتالي يجب إعداد لاعب المنتخب الإماراتي نفسياً حتى يتحكم في المواقف المختلفة سواء واجه فريقا جيدا أو غيره· خوف عربي قال سبيته: إنه بشكل عام في عالمنا العربي لا نؤمن بدور الإخصائي النفسي في الأندية والجميع يعتقد ان كلمة معالج نفسي تعني ان من سيلجأ اليه مجنون، والحقيقة تقول انه لا يوجد انسان خال من المشكلات لكن هناك من يقدر على التعايش مع المشكلة وهناك من لا يقدر على التعايش معها وكل لاعب يحتاج إلى مسؤول نفسي يعده نفسياً ويعيد تركيب نفسيته بصورة تحقق له الأداء الأفضل على الملعب، والإعداد النفسي نوعان هناك نوع فردي والآخر جماعي وكلاهما يبدأ منذ بدء فترة الإعداد قبل سفر الفريق للمعسكر الخارجي الذي يحتاج لوجود مسؤول اعداد نفسي يقدر على السيطرة على اللاعبين · واضاف: سبق ووضعت منذ اكثر من عامين تقريباً خطة كاملة لإعداد المنتخب الإماراتي نفسياً ليس بالنسبة للمنتخب الأول فقط بل ايضاً مع بقية المنتخبات والمراحل السنية ولكني لم ارسلها لمسؤولي الإتحاد لقناعتي انها لن تلقى الصدى المتوقع في ذلك الوقت ولكن بعد موقف اتحاد الكرة الذي اهتم بالبعد النفسي وسار على نهج الأندية العالمية الكبرى فالوضع يبشر بالخير وأنا على استعداد لتقديم خدماتي بالمجان وارسال خطة الإعداد للاتحاد ليبدأ في تنفيذها على الفوز· وشدد الدكتور سبيته على ان إدارات الأندية أو حتى اتحاد الكرة لم يترك للإداري حرية القيام بدور المعد النفسي أو حتى المدرب الأجنبي وهو ما ينطوي على مغالطات كبيرة قد تكون لها اثار نفسية مدمرة على اللاعبين· وقال: بالنسبة للإداري قد يتدخل بصورة تؤدي لتراجع حماس اللاعب بأن يعده مثلاً بحل مشكلة ما أو بالعمل على زيادة راتبه ولم يفعل وبالتالي على الإداري أن يلتزم بمهام عمله فقط ويدرك انه غير مسؤول أو متخصص في إعداد اللاعبين نفسياً، اما المدرب فعادة يكون محملا بثقافته الغربية والتي لا تتماشى مع عقلية اللاعب العربي بشكل عام والإماراتي على وجه الخصوص لاسيما ان معظم اللاعبين غير متعلمين وتنقصهم ثقافة التعامل الاحترافي وقد يتعامل المدرب بطريقة يعتقد انها إعداد نفسي ولكنها تأتي بنتائج عكسية وتقع المشكلات النفسية بين اللاعب والمدرب· وأكد الدكتور سبيته ان المشكلة تكمن عادة في عدم وجود المدرب القدوة أمام اللاعبين حتى في مراحل الناشئين والتي يتم خلالها اغفال عنصر الإعداد والتثقيف النفسي للاعبين في تلك المرحلة المهمة لاسيما ان الجميع اغفل دور المدرب المواطن الذي لم تهتم إدارات الأندية بفرضه على الأجهزة الفنية للفريق الأول، بل عادة ما يتم اللجوء اليه وقت الطوارئ والأزمات وفيما قبل ذلك لا يتذكره احد· وقال: لا ألوم الاتحاد لأن هذه الثقة المفقودة وليدة زمن طويل وليست وليدة اللحظة الحالية· خسارة كوريا نفسية تحدث الدكتور سبيته عن ضعف الإعداد النفسي للمنتخب وللاعبين وقال: بسبب غياب الإعداد النفسي الكافي خسرنا من كوريا الشمالة والسعودية رغم اننا كنا أصحاب الأداء الأفضل، وتحليل ذلك من وجهة نظري ان اللاعبين لم يكن لديهم الجرأة الكافية لتحمل المسؤولية داخل الملعب واقصد بالمسؤولية هنا مسؤولية الإخفاق في كرة ما أو تسديدة ما والسبب هو الضغط النفسي من قبل المدرب السابق على اللاعبين ما دفعهم للشعور بأن المدرب أصبح الأمر الناهي الذي لا يراجعه أحد وبالتالي فقدوا الثقة في أنفسهم اضافة إلى ان المدرب ربط اللاعبين أو بمعنى اخر حد من مهاراتهم وقدرتهم الشخصية على الإبداع والأداء بحرية داخل الملعب وهو ما كان واضحا على وجوه اللاعبين وخلال ادائهم في الملعب· وأضاف: كل ما حدث يتحمله ميتسو الذي استقال بعد ان ترك جروحا غائرة في نفوس اللاعبين والمنتخب الإماراتي يحتاج إلى إعادة اعداد نفسي· وقال: هناك احباط جماهيري عام من اخفاقات المنتخب وانا بشكل شخصي لم أتوقع اي تغيير، كما ان الإحباط الذي يصيب الناس بشكل عام سببه بسيط وهو ان الناس تتوقع اكثر مما يقول به الواقع وبالتالي تصدم من النتيجة، لذلك كل ما ارتفعت الطموحات والتوقعات زادت حسرة سقوط المنتخب، وكنا نتوقع ان تفوز الإمارات على كوريا على الأقل 4 /صفر وبالتالي حدث جرح كبير في نفس المنتخب· لم يكن أفضل مدرب في تاريخ الإمارات ميتسو يتحمل 70% من الإخفاق بسبب قتله إبداع اللاعبين عن تحليله لأزمة ميتسو ورحيله عن المنتخب وما قاله المدرب إنه افضل مدرب في تاريخ الإمارات، قال سبيته: ميتسو ليس أفضل مدرب في تاريخ الإمارات، لكنه محظوظ لأن لديه أفضل جيل من اللاعبين حالياً ولكنهم يحتاجون فقط لأن يعيشوا الشعور بأن هناك ثقة جماهيرية ورسمية في قدراتهم وما يستطيعون ان يقدموه مع الأبيض· كما ان ميتسو لم يكن وحده وراء نجاح منتخب الإمارات في مرحلة من المراحل بل كان اللاعبون انفسهم هم اصحاب هذا الفضل لكن المشكلة ان اللاعبين لم يكن لديهم رغبة في الاستمرار على نفس وتيرة الأداء وبالتالي لم يكونوا على مستوى توقعات المدرب نفسه في المرحلة الأخيرة، وأرى ان ميتسو يتحمل ما يقرب من 70 % مما حدث لأنه ربط اللاعبين، ويكفي انه قتل الإبداع الفردي لديهم وابلغ مثال على ذلك تراجع مستوى إسماعيل مطر عن السابق لأن المدرب حد من هامش الإبداع لديه وفرض على اللاعبين طريقته ولم يعط حرية الإبداع للاعب وبالتالي سلب ميتسو مساحة الإبداع الفردي للمنتخب
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©