الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يلمح إلى رفض اتفاقية الجزائر مع إيران

العراق يلمح إلى رفض اتفاقية الجزائر مع إيران
24 ديسمبر 2009 03:40
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس في جلسة المجلس النواب، إن اتفاقية الجزائر مع إيران لعام 1975 عقبة رئيسية في التفاهم بين البلدين. وفي حين أكد استمرار تواجد القوات الإيرانية على الأراضي العراقية رغم انسحابها من بئر 4 في حقل الفكة النفطي، تضاربت الأنباء حول احتلال بئري 11 و13 في نفس الحقل. ونفى السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي احتلال بلاده بئرا نفطية عراقية، محملا القوات العراقية مسؤولية الأزمة بين طهران وبغداد. ونقلت مصادر من داخل البرلمان العراقي لـ”الاتحاد” عن زيباري القول أمام البرلمان أمس إن “اتفاقية الجزائر الموقعة بين العراق وإيران تشكل العقبة الرئيسة بين البلدين، حيث يطالب الجانب الإيراني تفعيلها ويرفضها البرلمان العراقي”. وقالت إن زيباري طالب بجلسة سرية للبرلمان الذي ناقش أمس احتلال بئر الفكة من قبل إيران. وقالت المصادر أن زيباري أكد للبرلمان أن الإيرانيين انسحبوا من مواقعهم في بئر 4 في الفكة وأنزلوا العلم منه، لكنهم ما زالوا متواجدين على الأرض العراقية، وأن “عددهم 10 عناصر إضافة إلى مدرعتين وأسلحة خفيفة وليست قوة هائلة”. وأشارت المصادر البرلمانية إلى أن زيباري قال إن “هناك تجاوزات من دول أخرى كتركيا والكويت والسعودية وغيرها”، لم يتم التفاعل معها بنفس المستوى. من جهته أكد ميثم لفته عضو مجلس محافظة ميسان حيث تقع بئر الفكة أمس استمرار وجود القوات الإيرانية قرب البئر النفطية رقم 4. وقال لفتة وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة إن “الإيرانيين ما زالوا داخل الأراضي العراقية”. وأكد عبد الكريم المحمداوي أمين عام حزب الله في العراق وأحد شيوخ ميسان لـ”الاتحاد” احتلال إيران لبئرين آخرين. وقال “إن المشكلة استمرار إيران بالسيطرة على البئر 4 في الفكة، أما الآبار الأخرى وهي بئر رقم 11 وبئر 13 شمال الفكة فهي ساقطة عسكريا، لأن إيران لا تسمح لأي جهة فنية أو عسكرية عراقية بالوصول لهما”. وطالب الحكومة “بمعالجة قضية هذين البئرين مع قضية بئر 4”. من جانبه نفى المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد ما تناقلته وكالات الأنباء من احتلال بئري 11 و13 في الفكة. وقال لـ”الاتحاد” إن هذه المعلومات غير صحيحة، مؤكدا أن البئر رقم 4 عراقي، وأن الوزارة بانتظار عمل اللجان التي ترتبط بعدة جهات من بينها وزارة الخارجية واللجان الفنية المشتركة بين البلدين لوضع الدعامات وترسيم الحدود. وذكر أن البئر طرحت ضمن جولة التراخيص الأولى التي جرت في يونيو الماضي. وقال جهاد إن الحقل المشترك الوحيد بين العراق وإيران هو حقل (أبو غرب) في ميسان وبقية الحقول كمجنون والفكة وبدرة هي عراقية. بالمقابل وصف السفير الإيراني في العراق تواجد قوات بلاده قرب البئر الرابع في حقل الفكة بأنه “أمر طبيعي”. ونفى “دخول أي قوة عسكرية إيرانية إلى الأراضي العراقية”، وقال إن “القوات العراقية زحفت باتجاه المنطقة، بعدها تقدم الإيرانيون ثم انسحب الجانبان إلى مواقعهما” الحالية، محملا القوات العراقية مسؤولية الأزمة. وأشار إلى وجود “مخفر حدودي إيراني على بعد مئة متر من البئر”. وقال قمي إن “هذه ليست المرة الأولى وقد تكررت هذه الأعمال مرارا العام الماضي”، مؤكدا أنه “ليس هناك خلاف حول الحدود بين العراق وإيران والقضايا الحدودية تتحرك بالاتجاه الصحيح”. وأضاف أن “هناك عملا مشتركا بين وزارتي الخارجية للبلدين وستحسم الأمور وتحل المسألة على جناح السرعة”. ولفت قمي إلى أن “بلاده ملتزمة باتفاقية الجزائر وغيرها من الاتفاقيات الدولية الموقعة بين العراق وإيران حول الحدود المشتركة بين البلدين”، مشددا على أن “موقف طهران لن يتغير من هذه الاتفاقيات مهما حصلت من تغيرات في الحكومات العراقية”. وأشار إلى أن “هناك لجنة فنية مشتركة بين الجانبيين تتولى تجديد الدعائم الحدودية بين البلدين”. وأكد قمي أن “هناك اتفاقيات ومعاهدات بين البلدين تحدد مسألة الحدود بين البلدين وتشمل أمورا مهمة بينها الآبار النفطية المشتركة والأنهار المشتركة والعلاقات الاقتصادية والأمنية”. وحول الحقول النفطية العراقية وبينها حقول بدرة في محافظة واسط القريبة من الحدود مع إيران أكد قمي أن للعراق حرية التصرف بها كبلد مستقل. وقال إن “موقف إيران واضح والعراق بلد مستقل ويتحرك في إطار تأمين مصالحه”. على الصعيد الشعبي وزعت يوم أمس منشورات في محافظات ميسان والبصرة وذي قار تدعو إلى مقاومة التدخل الإيراني. وانتشرت الشرطة العراقية في مناطق الجنوب خاصة في مجنون الحدودي. فيما احتج العديد من قادة الكتل السياسية مع شيوخ عشائر ومواطنين في بغداد وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©