الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غارة جديدة على الجنوب والسودان يتهم أوغندا

غارة جديدة على الجنوب والسودان يتهم أوغندا
27 ابريل 2012
جوبا، الخرطوم (الاتحاد ، وكالات) - أكد مسؤولون عسكريون من جنوب السودان أمس أن طائرات سودانية قصفت مجدداً مناطق في جنوب السودان عند الحدود مع السودان، والتي تشهد منذ أسابيع تصعيداً في أعمال العنف بين البلدين. وأفاد الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اجوير بأن طائرات من طراز انطونوف ومقاتلات من طراز ميج سودانية هاجمت الليلة قبل الماضية قرية شوتشار في ولاية الوحدة الحدودية بين شمال وجنوب السودان من دون سقوط ضحايا حتى الوقت الراهن. وتابع المسؤول أن القوات المسلحة السودانية “لم تتوقف عن عدوانها وأن قصفها” استهدف خصوصا مواقع مربيي ماشية رحل. ولم يتسن التحقق من اتهامات جنوب السودان الجديدة من مصدر مستقل بينما ينفي السودان أي هجمات على أراضي جارته الجنوبية. اتهمت حكومة الخرطوم أمس الحكومة الأوغندية بالتورط في شن الغارات الجوية في جنوب السودان بالاتفاق مع حكومة جوبا، مجددة نفي أي مسؤولية من جانبها في حملات القصف التي قوبلت بإدانة دولية وإقليمية واسعة النطاق. وقالت وكالة أنباء سودانية تتبع للأجهزة الأمنية إن “دولة الجنوب وأوغندا توصلتا إلى اتفاق أمني تقوم من خلاله الأخيرة بقصف المواطنين بمدينة بانتيو بعد إحضار ممثلين للأمم المتحدة في محاولة لإدانة الحكومة السودانية في الأحداث”. ونقل المركز الصحفي السوداني (اس.ام.سي) عن “مصادر مطلعة”، لم تسمها، قولها “إن الاتفاق الجنوبي الأوغندي تم لاستغلال الهجوم ضد الخرطوم وتوجيه التهم لها، خصوصا وأن الضربة تزامنت مع زيارة سيلفا كير إلى الصين للتأثير على القيادة الصينية لجهة إصدار إدانة ضد الخرطوم والعمل على شرخ العلاقة السودانية مع الصين، بالإضافة إلى نيل عطف المجتمع الدولي”. وطبقاً للمصادر نفسها فإن “الضربة الأوغندية وجهت إلى منطقة بانتيو التي تعرف بمعارضتها لحكومة الحركة الشعبية بالجنوب، وإذا كان للجيش السوداني نوايا في ضرب أراضٍ جنوبية لقام بضرب قيادة الفرقة الرابعة للجيش الشعبي التي تبعد كيلومترات من مكان القصف ببانتيو”. وتعتبر هذه الغارات أحدث جولة من التصعيد بين الدولتين عقب تمكن القوات السودانية من استعادة السيطرة على حقل هجليج النفطي الحدودي كانت قوات جنوب السودان احتلته هذا الشهر. وقوبلت هذه الغارات برد فعل دولي وإقليمي غاضب، إذ حمل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي الجيش السوداني المسؤولية. وقالت سوزان رايس، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن الغارات التي شنتها القوات السودانية أخيراً أوقعت 16 قتيلا وأكثر من 30 جريحا. وقال الاتحاد الأفريقي، في بيان أصدره عقب اجتماع لمجلس السلم والأمن الأفريقي: إن على الخرطوم وقف غاراتها الجوية على ولاية الوحدة الجنوبية الغنية بالنفط. وطالب بيان الاتحاد الأفريقي البلدين بوقف الأعمال العدائية على الفور، وسحب قواتهما من المناطق الحدودية المتنازع عليها، والاحتفاظ بها داخل حدود كل دولة. كما دعا البيان الخرطوم وجوبا إلى التوقف عن إصدار التصريحات النارية والدعائية التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد النزاع. وقد دارت معارك مكثفة بين جيشي شمال وجنوب السودان منذ نهاية مارس على طول حدود البلدين المشتركة في ولايتي الوحدة وكردفان في حقل هجليج النفطي، واشتدت اعتباراً من العاشر من أبريل، عندما استولى جيش جنوب السودان على هجليج التي تزعم دولة جنوب السودان تبعيتها لها. وبالنهاية سحبت جوبا قواتها من هجليج نزولاً عند ضغط المجتمع الدولي لكن القصف السوداني الذي اعتبره رئيس جنوب السودان سيلفا كير إعلان حرب، متواصل في المنطقة. وتتهم الخرطوم باستمرار جوبا بدعم حركات التمرد الناشطة في منطقة دارفور (غرب) التي تشهد حرباً أهلية، وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديتين، الأمر الذي ينفيه جنوب السودان. وفي بانتيو، هددت سلطات ولاية الوحدة الثلاثاء بـ”الرد” على القصف السوداني، فيما يخيم شبح الحرب الشاملة بين البلدين اللذين خاضا حرباً أهلية استمرت عقوداً حتى العام 2005.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©