الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مودعو البنوك والأسواق يتطلعون إلى حل سياسي للأزمة المالية

مودعو البنوك والأسواق يتطلعون إلى حل سياسي للأزمة المالية
8 أكتوبر 2008 00:24
تواجه الحكومات الغربية والبنوك المركزية مطالب بتبني تحرك منسق بعد أن خفض البنك المركزي الاسترالي أسعار الفائدة بشكل حاد للتصدي للأزمة المالية العالمية، وتأتي هذه المطالبات وسط تحركات متسارعة ولكن منفردة لكل من أوروبا والولايات المتحدة واليابان في مواجهة مشكلات القطاع المصرفي، ووسط توقعات بارتفاع تكلفة الأزمة وانتقادات لبطء ردود الأفعال الغربية· وحذر صندوق النقد الدولي أمس من أن القطاع المالي في الولايات المتحدة سيتكبد خسائر قدرها 4ر1 تريليون دولار مشيرا إلى أن أزمة القطاع العقاري لم تصل إلى نهايتها بعد· إلى ذلك أظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز أمس أن وزراء المالية لدول الاتحاد الاوروبي اتفقوا على رفع مستوى ضمانات الودائع إلى 50 ألف يورو (67930 دولارا) بالمقارنة مع 20 ألف يورو في ظل القواعد الحالية· وأوضحت الوثيقة أن الوزراء اتفقوا على رفع السقف إلى هذا المستوى وهم يدركون أن الكثير من الدول عازمة على رفع الحد الادنى إلى 100 ألف يورو، وستتقدم المفوضية الاوروبية قريبا باقتراح رسمي لاصلاح القواعد الاوروبية لضمان الودائع· كما ضخ البنك المركزي الأوروبي أمس 250 مليار يورو (338 مليار دولار) كقروض أسبوعية للبنوك التجارية بسعر فائدة 99ر4% في إطار جهود احتواء أزمة السيولة النقدية في أسواق المال· وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقديم قروض مماثلة بقيمة 190 مليار يورو الأسبوع الماضي بفائدة قدرها 96ر4%، ويضخ البنك المركزي الأوروبي الأموال على الأسواق نظرا لتردد البنوك في تقديم قروض لبعضها البعض في ظل حالة الغموض التي تحيط بأسواق المال العالمية حاليا· ويزيد سعر الفائدة على هذه القروض عن السعر الرسمي للفائدة الأوروبية وقدره 25ر4%، كما يضخ البنك قروضا بقيمة 50 مليار يورو أسبوعيا إلى النظام المصرفي· وانتقد روبرت زوليك رئيس البنك الدولي أمس الأول مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى قائلاً إنها لم تعد فعالة وينبغي ابدالها بمجموعة توجيه تضم قوى اقتصادية صاعدة جديدة مثل الصين والهند والبرازيل· وفي كلمة قبل اجتماعات لوزراء مالية المجموعة مقررة في واشنطن مطلع الاسبوع القادم قال زوليك إن الأزمة المالية الأميركية ''جرس إنذار'' وتظهر الحاجة إلى مزيد من التعاون عبر الحدود بين مجموعة أكبر من البلدان· وقال: ''مجموعة السبع ليست فعالة'' مشيرا إلى مجموعة الدول الغنية التي تضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا واليابان· وأضاف ''نحن بحاجة إلى مجموعة أفضل من اجل عهد مختلف''، وتابع ''ينبغي للتعددية الجديدة ·· التي تناسب أيامنا ·· أن تكون شبكة مرنة ·· وليست نظاما ثابتا أو مركزيا· ''ينبغي تعظيم قوى التعاون والترابط بين الأطراف والمؤسسات العامة منها والخاصة''· وقال: إن مجموعة التوجيه ينبغي ان تضم وزراء مالية الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا والسعودية وروسيا· غير أنها لا ينبغي أن تقتصر على أي عدد من الدول بل ينبغي أن تكون مرنة وتتطور مع مرور الوقت· وأضاف أن النظام العالمي الجديد ينبغي أن يحترم سيادة الدول لكنه يتطلب ''شعورا بالمسؤولية المشتركة''· وقال: إن المجموعة ينبغي أن تجتمع بشكل منتظم إما وجها لوجه أو عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة وبمساعدة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تحديد المشكلات التي تظهر واقتراح الحلول· وذكر زوليك الذي خدم في مناصب رفيعة خاصة بالسياسة الخارجية والاقتصادية في عهد ثلاثة رؤساء جمهوريين أنه ينبغي للرئيس القادم للولايات المتحدة أن يشجع على توسيع المشاركة العالمية في الوقت الذي يتعامل فيه مع تبعات الأزمة المالية· إلى ذلك اكد رئيس الوزراء الياباني تارو آسو أمس ان النظام المالي في بلاده ''صلب'' لكنه حذر من تعرض ثاني اقتصاد في العالم لتدني الصادرات في خضم الازمة العالمية، وقال آسو أمام لجنة نيابية: إن ''النظام المالي لليابان صلب لكن الازمة العالمية ستؤثر كثيرا على الاقتصاد الحقيقي'' للبلاد· جاء ذلك فيما واصل المركزي الياباني أمس ضخ السيولة في الأسواق لليوم الـ15 على التوالي، حيث ضخ أمس تريليون ين (69ر9 مليار دولار) في سوق المال للتخفيف من الاضطراب بسبب الأزمة المالية العالمية· ويأمل مستثمرون ان تحذو البنوك المركزية في اوروبا والولايات المتحدة حذو استراليا، ودعا مسؤولون اميركيون لرد فعل عالمي ''قوي ومنسق'' لإنعاش القروض المصرفية الواهنة ولكن مثل هذا الموقف الجماعي لا يزال بعيد المنال· ووجهت انتقادات لرد فعل الاتحاد الاوروبي المتشرذم تجاه الازمة والاسلوب الذي سلكته كل دولة منفردة لضمان الودائع، وقال وزير المالية السويدي اندريس بورج: ''ينبغي ان نتوصل لحل مشترك لأن الحل الذي تتبناه دولة ربما يمثل مشكلة لدولة أخرى''· والازمة المصرفية التي بدأت في وول ستريت أغلقت فعليا أسواق الاقتراض بين البنوك وغيرها من أسواق الاقراض لتقترب الدول الصناعية من حالة من الكساد· ولا تزال اوضاع الاقتراض بين البنوك ضعيفة، وهذه أسوأ ازمة يتعرض لها النظام المصرفي في 80 عاما واندلعت شرارتها نتيجة انهيار سوق الاسكان في الولايات المتحدة وتزايد الديون غير المسددة· وينتاب المواطنين في جميع أنحاء العالم القلق بشأن حماية مدخراتهم والحفاظ على وظائفهم مع انهيار بعض أسس التمويل العالمي، وقال اقتصاديون إن اوروبا والولايات المتحدة قد تقتديان بخطوة خفض أسعار الفائدة في استراليا· كما عرضت المانيا ضمانا شاملا للودائع المصرفية وتعهدت كوريا الجنوبية باستخدام احتياطياتها الرسمية البالغة 240 مليار دولار لمساعدة بنوكها في تأمين سيولة كافية بالعملة الصعبة· ويقول بريان ريديكان الاقتصادي في ماكوير: ''إذا كانت ثمة حاجة لخفض أسعار الفائدة لمستوى اكثر حيادا فلماذا نهدر الوقت· انها مرونة ينبغي ان تضعها البنوك المركزية الاخرى في الاعتبار''· ويقول اشلي ديفيز محلل العملة في يو·بي·اس في سنغافورة: ''القضية المهمة هي تنسيق السياسيات بما أن السياسات المنفردة للدول التي تهدف لتعزيز الثقة في المؤسسات المحلية قد تؤدي فعليا لتفاقم الخطر المؤسسي''· وثمة تكهنات بأن الصين حيث تمثل سندات الخزانة امريكية نصيب الاسد من احتياطياتها من النقد الاجنبي التي تبلغ 1,81 تريليون دولار وهو أكبر احتياطي في العالم يمكن ان تلعب دوريا رئيسيا في أي رد فعل عالمي، غير ان ليو مينج كانج الرئيس المسؤول عن الرقابة علي الجهاز المصرفي نفي أن بكين ستهرع لانقاذ الولايات المتحدة بضخ أموال هناك· ولم تفلح كافة التحركات السابقة في تحسين التوقعات حول مستقبل الاقتصاد العالمي حيث توقع خبير أميركي أمس الأول أن تكون السنة القادمة ''قاسية جدا'' بالنسبة لسوق العقارات على مستوى العالم· وأدلى كيفن لينش العضو المؤسس لشركة تاونسند الأميركية للاستشارات الاستثمارية بتصريحاته لدى زيارته معرض إكسبو ريال العقاري المقام حاليا في ميونيخ، غير أن جورج شوه أحد خبراء الاقتصاديين في مصرف دويتشه بنك الالماني صرح بأن هناك مؤشرات على إمكانية التعافي من الأزمة· وقال: إن بعض المستثمرين استغلوا تدني الأسعار في شراء العديد من العقارات، وأضاف الخبير الالماني أن تراجع حدة التقلبات في أسعار البترول والمواد الخام سيساعد مساعدة فاعلة في الاستقرار
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©