الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرماني يعيد موضة العشرينيات مستلهماً مختلف الثقافات

أرماني يعيد موضة العشرينيات مستلهماً مختلف الثقافات
28 ابريل 2013 20:29
وسط ترقب وانتظار لما ستأتي به منصات ميلانو لموضة «الملابس الجاهزة» للموسمين المقبلين، جاءت العديد من العروض العالمية بصياغة جديدة للطراز الكلاسيكي التقليدي في الأزياء، وكأنها تحاول أن تحيي سمات من زمن الماضي الجميل، منتصرة لصور الأناقة والبساطة والأنوثة الطاغية عند النساء آنذاك، حيث كانت المرأة تحاط بهالة من الرقي والتكلف في الملابس، وربما يعتبر ما أبدعه المصمم الإيطالي جورجيو أرماني في هذه التشكيلة الشتوية الأخيرة أبلغ إشارة على هذا الاتجاه، واضعا ملامح رؤيته وطرازه الخاص مع شغفه بالنهل من مختلف الثقافات حول العالم، واضعا أفكاره البديعة في قالب منسجم ومتسق يمزج ما بين الكلاسيكية والحداثة، والأناقة والعملية، الترف والبساطة، معبرا بها عن نمطه المدهش وبصمته المتفردة في تناول الأزياء. أزهار البياتي (الشارقة) - قلة فقط من المصممين المتمكنين تحقق المعادلة الصعبة جامعةً بحرفية عالية ما بين النمط الكلاسيكي في الأزياء وروح الحداثة والمعاصرة في آن واحد، ولعل المصمم الإيطالي المخضرم جورجيو أرماني واحدا منهم، حيث تمكن ومن خلال أسلوبه المتفرد في التصميم من إنجاز هذا الغرض، وتجسيده عبر عرضه المميز في أسبوع «ميلانو» لموضة موسمي خريف وشتاء 2014/2013، عاكسا ملامح من أفكاره ورؤاه الخاصة لاتجاهات الموضة العالمية في المواسم المقبلة. نظافة القصة كان مزاج المصمم في مجموعة «إمبريو أرماني» يميل لناحية العودة لفترة العشرينيات من العصر الماضي، حيث يكون التركيز على نمط القصات وبساطة الخطوط مع اعتماد الترف والأناقة الشديدة، بصحبة تفاصيل أخرى مساعدة أسهمت فيها الإكسسوارات بشكل فعال، حيث شكلت نظافة القصة وهندستها التركيبية في كل قطعة صورة مدهشة للكلاسيكية الراقية والتكلف المثير، منفذة بأقمشة وخامات تحمل عناصر غنية من الثراء والنعومة والترف، تولفت فيما بينها وامتزجت مظهرة نتاجا متفردا ونسقا عجيبا من الفن والجمال، عاكسة أيقونات في منتهى الرقيّ والابتكار، وهذا يتضح بجلاء من خلال تركيز أرماني على لف حنايا القوام بشكل مثير وساحر، وكأنه يغلف هدية نفيسة وتحفة قيمة، مبينا حرفيته الواضحة في هذا المجال، ولافتا عبر طراز قصاته الخلاقة خصوصيته في التصميم. طاقة الألوان فضّل أرماني لهذه الباقة جملة من الألوان والظلال، مستلهما تدرجات غنية من جماليات الأحجار الكريمة، مظهرا من خلالها حميمية كبيرة وطاقات مدهشة من الجاذبية والفرادة، معززا من خلالها سحر الشرق وفنونه، مع وهج أفريقيا وصخبها، مسطرا من خلال أيقوناته الفاتنة درجات قوية وجذابة من الألوان، جاء من ضمنها البرتقالي الناري، والأحمر الروبي، والأخضر الزمردي، والأصفر الكهرماني، مع شطحات من البيج العاجي والبني الأبنوسي، بالإضافة إلى تموجات متصاعدة من الرمادي تتعالى بشفافية لتصل لنقاوة الأبيض الثلجي، أو تنحدر بقوة لقتامة الأسود الفحمي، لتظهر إما بهيئتها السادة المجردة، أو تمتزج بأشكالها وخطوطها الهندسية المتداخلة مع بعضها البعض بنقوش وزخارف، وعلى مجموعة من الخامات والأقمشة التي تتميز بملمس وثير ونعومة حريرية، تعكس أطيافا من الضوء أثناء الحركة والمشي، وكان على رأسها البروكار المزخرف، الحرير الساتان، القطن الطبيعي، التفتا الشانجان، مع بعض من الشيفون الرقيق، وشيء من التول الشفاف، يثريها ويزيدها غنى بريق متلألئ من الشك بالقصب والخرز، مع ألق الكريستال. دور محوري لعبت الإكسسوارات دورا محوريا في عرض أرماني الأخير، فقد وظفها المصمم بذكاء ومهارة، فجاءت مكملة لكل قطعة وموديل، وكأنه وضعها لتصبح هي الأخرى جزءا مهما من المظهر والإطلالة العامة، مشكلة فيما بينها تناسقا متناغما لناحية التصميم واللون، ولتؤكد بدورها أيضا على مفهوم المجموعة وموضوعها الكلي، وكأنها تشير لتراث الشرق الأقصى مع رموز وتمائم القارة السوداء، حيث ظهرت أنماط مختلفة من الصولجان الياباني المرصع بالستراس، لتزين إما منطقة الصدر أو الوسط أو لتربط الفستان وتعلقه بالعنق، بالإضافة لعدة أشكال لعقود وأساور وأقراط تذكرنا بطراز الأفارقة، لتصاغ بالأحجار الملونة والخرزات الكبيرة من الخشب والعاج مع الزخرفة الإثينية المثيرة هنا وهناك، كما ظهرت أيضا موديلات متنوعة من القبعات المبتكرة، ترافقها حقائب أنيقة من نمط «الكلاج» اليدوية بتطعيم بارز بالمجوهرات والكريستال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©