الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغييرات الضرورية لحرب أفغانستان

7 يوليو 2010 21:37
يركز الموقف الرسمي لإدارة أوباما في تفسير تداعيات تعيين الجنرال بترايوس كقائد جديد للقوات الأميركية في أفغانستان على التقليل من شأن هذا التغيير في مجريات الحرب. فبالنسبة للمسؤولين الأميركيين لا يعني تغيير القيادة تبدلًا جوهرياً في الاستراتيجية العامة للحرب، بل يعني فقط "توحيد الجهود" وتنسيق المهام، لاسيما كما يقول المسؤولون في الإدارة أن بترايوس كان أحد المشاركين في بلورة الاستراتيجية التي انتهجها سلفه الجنرال "ماكريستال". لكن رغم ذلك يتعين الإقرار بأن بعض التغييرات لابد منها نتيجة التعيين الجديد واستبدال القيادة العسكرية في أفغانستان. والحقيقة أنه في حرب متعثرة تعاني فيها الجهود الأميركية مشاكل متعددة، من الطبيعي ترقب تغير ما يعكس مجريات الأمور ويحسن الوضع. هذا فضلا عن الاختلاف الموجود بين الرجلين، بترايوس وماكريستال، من حيث كون الأول أكثر دراية بالأمور السياسية والدبلوماسية من سلفه، بل الأرجح أيضاً أن يركز على تلك الجوانب لخدمة المجهود الحربي وتسخيرها لتحقيق المهمة الأميركية في أفغانستان بعد مرحلة من التخبط. ولمعرفة المزيد حول الموضوع واستقاء آراء غير رسمية، توجهت إلى "ديفيد كيلكولين"، الضابط السابق في الجيش الأسترالي الذي عمل مستشاراً لبترايوس منذ العام 2005 ويعمل حالياً كمستشار للوكالات الأميركية للمساعدات الخارجية، وقد وافق على التحدث معي على أن ما سيقوله رأياً شخصياً، قائلا: "إن الأمر الأساسي الذي لم نحسن القيام به هو صياغة استراتيجية سياسية في أفغانستان تعمل على تحويل حكومة غير شرعية إلى أخرى شرعية". ويتوقع "كيلكولين" تركيز بترايوس على الرئيس الأفغاني، كرزاي، ودفعه إلى تشكيل "حكومة مسؤولة تحترم حقوق الإنسان وتقوم بالإصلاحات الرئيسية". ورغم المطالب المتكررة التي تقدمت بها الولايات المتحدة من أجل الإصلاح، إلا أنها وطيلة الفترة السابقة لم ترق إلى صدارة الأولويات، واليوم -يقول "كيلكولين"- يمثل هذا التركيز الجديد على الإصلاح "تغييراً في الاستراتيجية"، مضيفاً: "إن الهدف الذي أعلنته القوات الأميركية، ومعها قوات حلف شمال الأطلسي، كان تسويق الحكومة الأفغانية لدى الشعب الأفغاني وضمان تواصلها معه. لكن حمداً لله أننا لم ننجح في دعم حكومة غير شعبية لا يحبها الناس"، وهو ما يعني ممارسة المزيد من الضغوط على كرزاي في الخفاء على الأقل والاستمرار في الإشادة به في العلن، مثل قيام بترايوس بحجب جزء كبير من المساعدات الأميركية ورهنها بالإصلاحات الضرورية التي يتعين على الحكومة الأفغانية القيام بها. هذه العملية أتقنها بترايوس في العراق ومارسها بنجاح مشهود يؤكده "كيلكولين" الذي يقول: "من أكبر التحديات التي واجهها بتراويس في العراق هي التعامل مع مجموعة من السياسيين لم يكونوا مستعدين للقيام بما هو مطلوب، فأرغمهم بترايوس على ذلك". أما كرزاي، يواصل الضابط الأسترالي، فقد "كان يعتقد بأنه هو من يتحكم في القوات الأميركية، والواقع أنه سيتعرض بعد شهرين من مغادرتنا لو تركناه دون حماية". ومن التغييرات الأخرى التي يمكن لبترايوس القيام بها؛ تخفيف القيود التي تجعل من الصعب استهداف عناصر "طالبان" عبر الضربات الجوية، دون أن يعني ذلك التخلي عن مبدأ الحرص على تقليل الإصابات في صفوف المدنيين. وفي هذا الصدد يقول "كيلكولين" إن "القواعد الصارمة التي تم التركيز عليها فسرت على نحو ضيق، وكانت تنطوي على مسحة قانونية مبالغ فيها بالإضافة إلى بعدها الاعتذاري"، وهو تصريح لافت لأنه يأتي من رجل انتقد الضربات الجوية الأميركية على باكستان لما تسببه من ضحايا في صفوف المدنيين. وأخيراً يشير الضابط الأسترالي إلى تغيير جوهري آخر في استراتيجية الحرب بأفغانستان يتمثل في مراجعة موعد الانسحاب الذي حدده أوباما في يوليو 2011، وهو التغيير الذي بدأت فعلا تظهر بعض معالمه، لاسيما بعد تصريح أوباما الذي قال فيه: "نحن لم نقل إننا سنطفئ الأضواء ونغلق الأبواب، بل قلنا ستكون بداية لمرحلة انتقالية". أما بترايوس فقد ذهب في نفس الاتجاه عندما قال إن موعد 11 يوليو 2011 ينطبق فقط على "القوات الإضافية" التي تم إقرارها السنة الماضية والتي لا تتجاوز 30 ألف جندي، كما أضاف أن الانسحاب مشروط "بالظروف على أرض الواقع"، مما يفتح المجال أمام إعادة النظر في الانسحاب إذا لم تُستوف تلك الظروف. وعموماً، يقول "كيلكولين"، فإن "النجاح في عملية مكافحة التمرد تستغرق في المتوسط بين 12 و15 سنة، وهو مرتبط بالوقت الذي يتطلبه بناء المؤسسات الحكومية، وما دمنا قد مكثنا في أفغانستان تسع سنوات فالمتبقي هو أربع إلى سبع سنوات"، مما يعني أن الانسحاب لن يكون قبل عام 2014. دويل ماكمانوس كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر برتيب خاص مع خدمة "إم سي تي إنترناشونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©