الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأجواء الماطرة تعيد العائلات إلى الحدائق وتزيد الإقبال على رحلات البر

الأجواء الماطرة تعيد العائلات إلى الحدائق وتزيد الإقبال على رحلات البر
28 ابريل 2013 23:58
تلبدت السماء بالغيوم خلال اليومين الماضيين في شتى أنحاء دولة الإمارات، خاصة العين مدينة الخضرة والجمال، ما أخجل عين الشمس من الظهور، حين يهطل المطر من جديد ليغسل وجه الوجود، وقلوب الناس، وكأنهم عادوا للوجود من جديد حين تداعب وجوههم حبات المطر المتساقطة، فخرجوا إلى الحدائق والبر مرة أخرى، بحثاً عن الشعور ببرودة الشتاء قبل قدوم حر الصيف. (العين) - العديد منا يجد في المطر حياة وطمأنينة، خاصة أننا في منطقة صحراوية قليلة الأمطار، واختلفت مشاعر الناس وانطباعاتهم حول الأمطار، وارتبطت مشاعرهم تلك بآمالهم وتطلعاتهم وما يختلج في نفوسهم، وماذا ينتظرون من هذه الأمطار، فالانطباعات كانت متباينة، نتيجة لتباين واختلاف البشر، لكنهم اتفقوا أن المطر حياة وأمل. وتستهوي الأمطار المواطنين والمقيمين، الذين تنتابهم حالة من الفرح بالغيث مستبشرين بالنعمة، ويتبادلون التهاني عندما ينهمر المطر، ويسعون للخروج إلى المناطق الصحراوية والبرية القريبة من أطراف المدينة ليستمتعوا بالأجواء الماطرة والآثار التي يخلفها هطول الأمطار على الرمال وجريان الشعاب والأودية، وسط أجواء يغمرها الفرح والطمأنينة، حيث يلهو الشباب بسيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية الرباعية، فيما تتجول بعض الأسر بسياراتها في هذه الأجواء غير العادية التي تخلفها الحالة الجوية السائدة من تلبد الأجواء بالغيوم والأمطار والبرق والرعد. لعب الأطفال في حين تفضل بعض الأسر الخروج إلى الحدائق المفتوحة مثل منطقة مبزرة وحديقة الجاهلي والطوية وغيرها من الحدائق العديدة التي تضمها مدينة العين للاستمتاع من جانبهم بتلك اللمسات الجمالية التي تضفيها مياه الأمطار المتساقطة على الأشجار والمزروعات، بالإضافة إلى لعب الأطفال على المسطحات الخضراء. ناصر الظاهري، موظف وطالب في الوقت ذاته، تستهويه هذه الأجواء، ما يدفعه للخروج خارج المدينة إلى البر المترامي الأطراف مع مجموعة من الشباب للتخييم ولو ليوم واحد، ويمارسون في الهواء الطلق الرطب قيادة السيارات ذات الدفع الرباعي والدراجات، مشيراً إلى أنها أجواء نقتنصها للترويح عن أنفسنا. وتقول شيخة محمد جميلة: تعجبني هذه الأجواء لكن يتملكني الخوف، خاصة عندما يشتد صوت المطر ورؤية البرق وسماع دوي الرعد، كما يتملكني الشعور بالوحدة. ويضيف سالم علي: انتظر مثل هذا اليوم بشغف، وأشعر بالانطلاق والطمأنينة والأمان، أشعر أن الكون من حولي مختلف وقد أصبح جديداً لامعاً، حتى الكثبان الرملية تحولت من اللون الأصفر إلى اللون البني الداكن في هذه الأوقات، أحب أن أتسلق «العراقيب» أي التلال الرملية مع مجموعات التحدي بين الشباب، فالأقدام لا تغوص في الرمال كالعادة، تصبح صلبة، كما أحب أن أقود سيارتي لأشق تلك التلال البعيدة، التي قد لا أتمكن من وصولها في جو آخر. المناطق البرية أما محمد سالم، فيرى أن هذا الجو الساحر كأنه يجلو النفوس ويغسلها، فهذا الجو ننتظره من العام للعام، ليجتمع الناس، وتراهم في المناطق البرية المعروفة أفراداً وجماعات، تحللوا من جمودهم وباتوا في صفاء، تشعر بهذا الصفاء في التحيه التي يلقيها عليك الآخرون أثناء مرورهم بك، والأكثر تجسيداً لهذا الصفاء عندما تكون في أزمة، كأن تغرس عجلات السيارة في الرمال، وتجد العديد ممن تأخذهم النخوة العربية الأصيلة للمساعدة حتى من دون أن ينتظر جواباً منك، تضامن وتآزر الناس يكشف صفات قد لا تتجسد أمامك في الأيام العادية ويشعر علي الشامسي بسعادة حين يرى المطر، وينتابه شعور غامر بالفرح، لا يدري لماذا، لكنه يستدرك بالقول، ربما لأننا في منطقة صحراوية تندر فيها الأمطار، ينتابنا هذا الشعور، أشعر أن الأرض تفرح بالتقائها حبات المطر، تضمها بشغف ولا تترك منها شيئاً، ما أحبه عند انحسار المطر رؤية النباتات تنمو على الرغم من خلو الأرض من أي بذور، كما أن هذا ما يشعرني بأن المطر يبعث الحياة من جديد لهذه الأرض. ويقول أحمد سليم: إنني أشعر بسعادة حين أرى المطر، واقف تحت المطر، وأشعر بسعادة كبيرة وحبات المطر تصافح وجهي، وأشعر بعطش طوال العام لهذه اللحظات، ألعب مع الأطفال تحت زخات المطر، وأتمنى استمراره لأطول وقت ممكن، أشعر بأن الأشجار تغتسل فأوراقها تصبح نظيفة ولامعة، أشعر بأنها تحمد الله على تلك النعمة كالبشر تماماً. صوت المطر أما سعيد سلطان فيطرب لصوت المطر فوق سطح كراج السيارة، مشيراً إلى أنه يشعر بأن حبات المطر تصنع سمفونية جميلة على ذلك السطح، فهي تعلو باشتداد زخات المطر بغزارة، وتصبح لطيفة دافئة عندما يصبح المطر خفيفاً ما يشعره بسعادة، ويشير إلى أنه يحب رؤية السماء ملبدة بالغيوم، ويرجو الله أن ينعم علينا بنعمة المطر ولا يحرمنا منه. وأوضح خالد سلمان أن المطر هو حكاية بحد ذاتها لكل إنسان، حكاية منسوجة بالأمل والسعادة واستعادة الروح، فالمطر يعني الحياة من وجهة نظري، مشيراً إلى أنه يحب مشاهدة قطرات ماء المطر على الأعشاب والأشجار والورود التي تصطف في مناظر جمالية في الحدائق، وقال إنها فرصة للأطفال للعب تحت هطول المطر، خاصة أن الأجواء هذه نادرة وتكاد تعد أيامها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©