مؤتمر الاستثمار والتطوير العقاري يدعو إلى زيادة الحيطة في إدارة المحافظ العقارية

دعا المؤتمر الدولي للاستثمار والتطوير العقاري المنعقد على هامش معرض ''سيتي سكيب دبي'' إلى زيادة الوعي والحيطة في إدارة المحافظ العقارية المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا· وقال كمال لازار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سويكورب، ورئيس المؤتمر ''في ظل الأزمة الائتمانية الناتجة عن سوء إدارة عمليات الائتمان العقاري خاصة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الانهيار الحاد في أسواق المال حول العالم، فإننا نواجه ما يراه الكثيرون كخطر يهدد اقتصاديات المنطقة بشكل عام، وقطاع التطوير العقاري بشكل خاص''· وأضاف ''إن نتائج الأزمة الائتمانية في الأسواق المالية للدول المتطورة، والتي كانت نتيجته حركات تصحيح شديدة لمؤشرات أسواق المال، تتسبب بأضرار أكبر في أسواق المال الناشئة بشكل عام وأسواق منطقتي الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتحديد· وأكد أن سوق العقارات في الشرق الأوسط يتمتع بمناعة نسبية أكثر، كما أنه يبدو مهيأ بشكل أفضل لتحمل الهبوط الحالي في سوق العقارات العالمية· وعلى الرغم من هذه الأزمة الاستثنائية، فإن هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن ملاحظتها في أسواق المنطقة، والتي يمكن أن توفر فرصاً رائعة في حال تم التعامل معها بطريقة صحيحة وبأسلوب أكثر وعيا· وفي هذا الصدد، قال كمال لازار ''نحن على ثقة من أن أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام، وأسواق منطقة الخليج، تضم العديد من الفرص الإيجابية التي يمكن استغلالها من خلال مشاريع المنتجات السكنية المتنوعة بأسعار مدروسة في المنطقة· فمن المغرب والجزائر إلى مصر والسعودية والعراق، مشاريع الإسكان ذات الأسعار المعقولة هي مفتاح النجاح''· كما تناول كمال لازار الحاجة إلى التعامل بشكل صحيح مع أوضاع السوق، حيث قال ''لقد أصبح من المهم جداً بالنسبة للجميع تبني منظور على المدى الطويل لهذا القطاع الحيوي والرئيسي، الذي ساهم في حفز ودعم النمو الاقتصادي في جميع دول المنطقة''· وفيما يتعلق بالعوامل التي تساهم في استمرارية نمو القطاع العقاري في المنطقة، قال لازار ''لقد ساهم انخفاض معدلات الفائدة والارتفاع الهائل في عائدات النفط والغاز بشكل واضح في سرعة نمو وتطور هذا القطاع· وبفضل هذا الدعم المتواصل غير المشروط، فإن عمليات التصحيح المتوقعة في أسواق المنطقة لن تكون بالغة الحدة كما أنها لن تحدث بشكل سريع ومفاجئ، كما حدث في الأسواق الأخرى· ويتميز سوق المملكة العربية السعودية بإمكانيات هائلة، تعود غالباً إلى ارتفاع نسبة الشباب، والارتفاع المتواصل في الطلب على المساكن· '' واختتم كمال لازار كلمته بنداء حثّ فيها مؤسسات الاستثمار في المنطقة على إعادة تحديد أهدافها، حيث قال: ''وفيما تشهد المنطقة عوامل تدعو على التفاؤل، فإنني على ثقة بأننا اليوم بحاجة إلى تجميع مكاسبنا وإعادة تقييم استراتيجياتنا التطويرية بشكل عام، واستراتيجيات القطاع العقاري بالتحديد''· من جانبه ألقى وسيم سيفي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ''تمويل''، الضوء على أبرز قضايا قطاع التمويل العقاري في منطقة الشرق الأوسط، خلال جلسة نقاش بعنوان ''الرمال المتحركة في أسواق العقار بالشرق الأوسط''· وتناول سيفي مسيرة سوق العقارات في المنطقة، والتوقعات المستقبلية لقطاع التمويل العقاري والتحديات التي تواجه مزودي خدمات التمويل العقاري، كما كشف النقاب عن نظرة ''تمويل'' المستقبلية لسوق العقارات في الإمارات والتي تشهد نمواً مستقراً بناءً على الطلب المتزايد من قبل المستثمرين والمستخدمين على حد سواء· وقد أظهرت نتائج دراسة حديثة لـ ''تمويل'' حول العرض والطلب على العقارات في دولة الإمارات، أن حالات التأخير المتوقعة في التسليم خلال 2008 و 2009 قد تتجاوز 20 ألف وحدة، مما قد يؤخر تحقيق المعادلة المتوازنة بين العرض والطلب حتى ·2011 وتبعاً للدراسة، فإنه من المحتمل أن يصل حجم الطلب على التمويل العقاري إلى ما يعادل نسبة 40% من قيمة مبيعات العقارات بحلول عام ،2011 ومن المتوقع أن تبلغ القيمة الإجمالية للعقارات على المخطط والعقارات المعاد بيعها 430 مليار درهم بحلول ·2011 وقال سيفي ''يعد النمو السكاني وقيام عدد متزايد من الشركات الجديدة هنا، من أهم مقومات نمو سوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة· فالسوق الإقليمية بشكل عام لا تزال في مرحلة التوسع، غير أن أزمة الائتمان العالمية فرضت على المزودين صعوبة في الحصول على الأموال بسبب عدم وجود توافق زمني بين مدة استحقاق تلك الأموال ومدة استحقاق التمويل الذي يوفرونه لعملائهم، الأمر الذي يستدعي الحاجة إلى هيئات إعادة تمويل عقاري وأدوات تمويل طويلة الأجل''· وشهد اليوم الأول من المؤتمر الدولي للاستثمار والتطوير العقاري جلسة مناظرة تحت عنوان ''Hot Debate'' تولى تحكيمها السيد جوناثان ديمبلبي، الكاتب والمحاور الشهير في مجال الشؤون الحالية والسياسية· وقد تناولت الجلسة أبرز المواضيع وأكثرها جدلاً على الساحة العقارية العالمية·