السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دبي تبدو حصينة ضد تداعيات الأزمة المالية العالمية

دبي تبدو حصينة ضد تداعيات الأزمة المالية العالمية
7 أكتوبر 2008 23:38
رغم أن الأزمة المالية العالمية أدت إلى انهيار العديد من المؤسسات المالية العالمية الكبرى، فإن تأثيرها على إمارة دبي يبدو أقل وطأة· وأكد تقرير لصحيفة (إنترناشونال هيرالد تريبيون) أن هذه المدينة المتألقة تبدو حصينة ضد تداعيات الأزمة المالية العالمية· وما زالت سماء دبي عامرة بالرافعات التي تستخدم في ورشات البناء والتي تستأثر بنحو 20 بالمائة من أعداد ما يستخدم منها في العالم أجمع، وما زالت المساحات الإعلانية في شوارع المدينة عامرة بالإعلانات التي تعرض لبيع مئات الشقق السكنية والمكاتب التجارية التي تنتجها عشرات المشاريع الكبرى· وقبل نحو أسبوعين، استقبلت دبي أفواجاً كبيرة العدد من السياح الذين أتوا إليها للاحتفال بافتتاح فندق ومنتجع (أتلانتيس) الوثير الذي بلغت تكلفته الإجمالية 1,5 مليار دولار والقائم فوق جزيرة النخلة الاصطناعية· ولم يسجل أي نقص في أعداد السيّاح من ذوي الوزن الثقيل والقادرين على دفع مبلغ يصل إلى 25 ألف دولار لاستئجار جناح فندقي لليلة واحدة· إلا أن هذا السائح سوف يستمتع برؤية أسماك القرش وبقية مظاهر الحياة البحرية من خلال واجهات زجاجية عريضة تغطي حوضاً مائياً بالغ الاتساع· ورغم هذه المناعة المدهشة لسوق دبي المالية، فإن الركود الذي انتشر في العالم الغربي غيّر قليلاً من صفاء هذا المشهد الباذخ الذي تظهر عليه مدينة البرج الأعلى في العالم والموطن الجديد لناطحات السحاب· وتجلّى هذا الأثر المحدود في تراجع معدل الإقراض، الأمر الذي انعكس سلباً على المؤسسات المالية ومشاريع البناء· وتتزامن هذه التداعيات مع تراجع سريع في أسعار النفط وهبوط عام في أسواق الأسهم منذ شهر يونيو الماضي شمل منطقة الخليج والشرق الأوسط برمتها· وبعد عدة أيام من التصريحات الرسمية من أن منطقة الخليج الغنية بالنفط يمكن اعتبارها معزولة تماماً عن المشاكل والأزمات المالية التي يهتز لها النظام المالي العالمي، عمد المصرف المركزي الإماراتي لرصد مبلغ 13,6 مليار دولار ووضعها تحت تصرف البنوك في إطار توفير حيّز أوسع من هوامش السيولة النقدية· ويعتبر هذا الإجراء مؤشراً مطمئناً للمؤسسات المصرفية من أن السيولة اللازمة لتغطية عملياتها بشكل آمن متوافرة سلفاً· وينقل التقرير عن خبراء مصرفيين في دبي إشارتهم إلى أن مشاريع البناء العملاقة ومراكز التسوق الكبرى التي لا مثيل لضخامتها عبر العالم، ومنحدرات التزلّج على الجليد الاصطناعي وغيرها من المظاهر الدالة على طموح اقتصادي غير مسبوق، سوف تواجه جميعها تراجعاً في الطلب ما لم يتم توفير خطوط التمويل والإقراض الكافية لاستمرارها· ومن المتوقع أيضاً أن تؤدي الأزمة الراهنة في قطاع القروض والرهن العقاري إلى تخفيض الطلب على العقارات من جانب المشترين الذين أصبحوا يواجهون صعوبات أكبر للحصول على التمويل الائتماني الكافي للشراء· ومن المنتظر أن يصبح هذا النقص في الطلب أكثر حدّة لو تفاقمت الأزمة المالية في الغرب· ووفقاً لذلك، فإن من المتوقع أن تبدأ أسعار المساكن والمكاتب التجارية التي تمكنت حتى الآن من الاحتفاظ بقيمة سوقية عالية، بالانخفاض خلال الفترة القريبة المقبلة· ويشير التقرير أيضاً إلى أن ثقة المستثمرين في دبي اهتزّت قليلاً بسبب عمليات الاحتيال التي اكتشفت موخراً في القطاع العقاري وتركت أثرها السلبي على طموحات دبي للتحول إلى عاصمة مالية إقليمية· ويقول جيلبيرت بازي المضارب العقاري ذو الأصل اللبناني والذي يعمل في دبي: إن الكثير من الناس هنا يشعرون بالقلق· وهم ينتظرون أن يتأكدوا مما إذا كان ما حصل في الولايات المتحدة يمكن أن يحصل هنا · وأشار إلى أن دبي كانت تشهد إقبالاً كبيراً على شراء العقارات من قبل الإيرانيين والروس والأوروبيين وغيرهم؛ وأضاف: كان الكل يجري وراء الشراء· ولم أكن أجد في نفسي حاجة للاتصال بهم، بل كانوا هم الذين يتصلون بي · والآن أصبح بازي يبحث عن المشترين في الفنادق والمطاعم· ويعلق على الحالة الجديدة بالقول: لقد نامت الأسواق · وبالرغم من كل هذه المظاهر السلبية، بقيت دبي تحتفظ بلونها الوردي الزاهي عندما عرفت كيف تتحكم بهذه الأزمة على النحو الذي جعلها بعيدة كل البعد عن الكوارث المالية التي هزّت المؤسسات المالية في الدول العظمى· ويتضح من التوجّه العام الذي تتبناه دولة الإمارات بشكل عام أنها عازمة على ضخ الأموال اللازمة في النظام المصرفي مهما بلغت للتصدي لأزمة السيولة النقدية· عن إنترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©