حسام محمد (القاهرة)
يقول الله تعالى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، «سورة فاطر: الآية 2»، ويعرف المسلمون بأن أركان الإيمان هي: «الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره»، وهكذا فإن من أهم صفات المسلم الإيمان بالقضاء والقدر.
تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: القدر هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه والقضاء هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع وعلى هذا، فالإيمان بالقضاء والقدر معناه الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه والمسلم الحقّ يؤمن بقضاء الله وقدره وبأنّ أمر الله كلّه خير له، فهو الرحمن الرحيم اللطيف بعباده، فالله سبحانه وتعالى ما ابتلاه إلا لأنه أحبه ولأنه يختبره وفي وقت الفرج لا ينسى أن يشكر ربه ويحمده على نعمه، ليس المؤمن هو من يغير تفكيره وعبادته لخالقه مع تغيير الظروف، أي أن يخف دعاؤه وصلاته وقت السراء ويذكر ربه وقت الضراء فقط، بل المؤمن من يذكر ربه ويدعوه في كل الظروف خيرها وشرها، والله تعالى يقول: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ...)، «سورة البقرة: الآية 286»، يجب أن يعتقد أن جميع أفعال العباد وكل حادث في الكون هو بقضاء الله وقدره، ولكن مشيئة الله أن يكون للإنسان مشيئة حرة هي أساس التكليف والابتلاء ومناط الثواب والعقاب، وبسببها يكسب الإنسان الخير أو الشر فيُثاب على الخير.
عدد اليوم
