حميد علاوي يتلمس الأسطورة في مسرح توفيق الحكيم

الشارقة (الاتحاد)- في كتابه “توظيف الأسطورة في مسرح توفيق الحكيم” يتلمس الباحث الأكاديمي الجزائري الدكتور حميد علاوي الكيفية التي وظف بها الكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم الأسطورة لإثراء نصوصه المسرحية، حيث يعتمد علاوي، مناهج نقدية عدة، تفسيرا وتحليلاً، ليخلص إلى أن الحكيم استثمر العديد من النصوص الأسطورية “الغربية” بعد أن نقلها إلى سياقه الثقافي العربي/الإسلامي، على نحو يشف عن حساسية فنية عالية؛ أبرز خصائصها تجاوز المعتاد والمكرر لتأسيس الجديد والمغاير، جمالياً وفكرياً. الكتاب الصادر حديثا عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ويقع في 250 صفحة من القطع المتوسط، يستغرق منذ بدايته في إبراز أهمية توظيف الأسطورة في المسرح ويقرأ جملة من الأعمال المسرحية الغربية والعربية مبرزاً القيمة الإضافية لاستثمار الأسطورة، كما ينفتح الكاتب في هذا الإطار على أزمنة إبداعية شتى، مستعيناً بالعديد من المصادر ليؤكد حيوية الحضور الأسطوري في النصوص الابداعية. وكل ذلك في أربعة فصول هي “حضور الأسطورة في مسرح توفيق الحكيم”، “بجماليون.. حيرة الاختيار بين الفن والحياة” و”مسرحية أوديب بين الحقيقة والواقع” و”مسرحية ايزيس.. وفاء للمبدأ أم انتصار للقضية”. في الاستهلال، يعود الكاتب إلى مصادر عدة “مقالات ودراسات وكتب” للحكيم أو حوله، ويعرفنا على ما يمكن تسميته “فلسفة توفيق الحكيم” في “توظيف الأسطورة” كما يعرض لعناوين الكتب التي أنجزت حول تجربة صاحب “عصفور من الشرق” ويبين كيف يختلف كتابه عنها. اما النصوص التي يختبرها الباحث فهي “بجماليون”، “أوديب الملك”، “ايزيس”، وهو يقرأ حضور الأسطورة في متنها بمداخل منهجية عدة: اجتماعية ونفسية وميثولوجية.. ويستعيد تجارب لمؤلفين من الشرق والغرب كتبوا ذات النصوص ـ خاصة بجماليون وأوديب ـ ويبرز الفروق التي أحدثها توفيق الحكيم في نصوصه مقارنه بأولئك. على رغم ان المكتبة العربية غنية بالدراسات المتعلقة بتجربة توفيق الحكيم إلا ان ما كُتب حول مسرح الحكيم تخصيصاً هو أقلّ ومن هنا يمكن اعتبار هذا الكتاب مهماً وانه يمثل مساهمة إضافية في إثراء سيرة الكاتب المصري الراحل؛ وقد سبق لحميد علاوي أن أنجز كتابا بعنوان “نظرية المسرح عند توفيق الحكيم”.