الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هؤلاء صنعوا تاريخ آسيا المعاصر

هؤلاء صنعوا تاريخ آسيا المعاصر
7 يوليو 2010 20:41
صدر عن منشورات مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بالبحرين، مؤخرا كتاب موسوعي بعنوان “لوحات بيوغرافية من الشرق الأقصى” من تأليف الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الآسيوية الدكتور عبدالله المدني. وهذا المؤلف المتميز والذي يُعد الأول من نوعه في المكتبة العربية، هو عبارة عن كتاب من القطع المتوسط، يبلغ عدد صفحاته نحو 300 صفحة، مقسمة إلى 11 فصلا، وكل فصل يختص بدولة من دول الشرق الأقصى مثل اليابان، والصين، وإندونيسيا وماليزيا، وتايلاند، وسنغافورة، والكوريتين، والفلبين، وبورما، وكمبوديا. ويقول المؤلف عن فصول كتابه: “لقد قدمت داخلها لوحات هي عبارة عن تراجم مفصلة ودقيقة لشخصيات آسيوية سواء تلك التي أثرت إيجابيا في حياة بلدانها وشعوبها فاستحقت التبجيل والاحترام مثل العاهل التايلاندي “بهوميبون أدونياديت” وصاحب المعجزة السنغافورية “لي كوان يو”، أو أثرت سلبا فاستحقت اللعنة والازدراء مثل قائد جماعة أبو سياف “القذافي جنجلاني” و سفاح كمبوديا “بول بوت” ورفيقه الأعرج “تا موك”. ويضيف الدكتور عبد الله المدني عن كتابه “في اعتقادي إن المكتبة العربية تعاني نقصا شديدا في المؤلفات التي تتناول منطقة الشرق الأقصى وتحولاتها الكبيرة وتجاربها الحية الباعثة على الدهشة، كنتيجة للتهميش الطويل للمنطقة الآسيوية في الأدبيات العربية. أما الأكثر وضوحا من ذلك فهو أن هذه المكتبات تعاني من فقر شديد في المؤلفات التي تتناول السير الذاتية أو التي تترجم لشخصيات آسيوية صنعت الحدث وأثرت في مجرياته. ومن هذا المنطلق، وحرصاً مني على تقديم كتاب يخدم الباحثين والدارسين العرب ويسّهل عليهم الاقتباس منه أو الرجوع إليه كمصدر تاريخي في أبحاثهم الخاصة بآسيا”. وقال “قمت بإعداد هذا المؤلف الذي أخذ مني الكثير من الجهد، والبحث، والتنقيب، والاستفسار، والتنقيح، والصياغة، حتى صار يضم بين دفتيه مجموعة من اللوحات البيوغرافية التي يستعرض كل واحدة منها بالتفصيل سيرة شخصية من الشخصيات الآسيوية التي أثرت في شؤون بلادها، ومحيطها الإقليمي والدولي، بفعل وجودها في السلطة، أو اتخاذها لقرارات مصيرية، أو محاولتها الوثوب إلى الحكم، أو قيادتها لتيار جماهيري مؤثر، أو تزعمها لحركة تمرد”. ويصنف المؤلف عمله الجديد هذا ضمن كتب السيرة الذاتية بالإنابة، حيث يستطرد قائلا: “ يهدف الكتاب أيضا إلى قراءة تاريخ آسيا من خلال سيرة رموزها الخيـّرة والشريرة، وإلى قول أشياء أخرى منها كيف أن رجالا مهمشين فقراء عملوا في وقت من الأوقات في جمع الزبالة، وصلوا بجدهم وكفاحهم وصبرهم إلى هرم السلطة في بلادهم دون واسطة أو نسب أو حسب أو تزوير كما هو حال الرئيس الكوري الجنوبي الحالي “ميونغ باك”، وكيف أن زعماء حولوا بلادهم، بالتخطيط والذكاء والسياسات العقلانية والإرادة والتصميم، من شيء يكاد لا يذكر إلى معجزات تبهر أنظار العالم، مثلما فعل “لي كوان يو” في سنغافورة و”مهاتير محمد” في ماليزيا”. أما إلى أي مدى تكمن صعوبة إعداد مثل هذه المؤلفات فيجيب المؤلف: “إن كتابة سير الشخصيات لم تـَعد مجرد سرد إنشائي للمعلومات والأحداث والتواريخ، و إنما صارت من الفنون الأدبية التي لها اشتراطاتها الخاصة، فضلا عن حاجتها إلى موهبة خاصة، وتقنيات بلاغية معينة، و مقدرة فذة على صياغة المعلومة في قالب أدبي جذاب، وجرأة في المكاشفة والبوح، وذكاء في كيفية إيجاد تناغم ما بين العام والخاص، والذاتي والموضوعي، وجعل القارئ في حالة ترقب دائمة. وهي مواهب لا أدعي امتلاكها. لكن حسبي أني قمت بمحاولة متواضعة للخروج على الأشكال الصحفية التقليدية في رواية السير الشخصية الموجزة، والتي كثيرا ما تخضع للنظام الزمني أو الكرونولوجي مما يفقدها متعة القراءة التأملية أو خاصية الانجذاب العفوي للمادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©