الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الدارقطني.. إمام عصره في علوم الحديث

13 يوليو 2017 21:27
أحمد مراد (القاهرة) هو الإمام أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، عرف بـ«الدارقطني»، نسبة إلى دار القطن، وهي قرية في بغداد. ولد الإمام الدارقطني سنة 306 هجرية، ونشأ على حب العلم ومجالسة العلماء والإقبال عليهم وملازمتهم، وتتلمذ على أيدي عدد كبير من كبار العلماء والأئمة، أبرزهم الإمام الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي، والذي كان حافظاً متقناً. كما تتلمذ على أيدي أبو القاسم البغوي، وعلماء كثيرين في بغداد والكوفة والبصرة وواسط، حيث أخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري الفقيه الشافعي، وأخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن محمد بن الحسن النقاش وعلي بن سعيد القزاز ومحمد بن الحصين الطبري ومن في طبقتهم، وسمع من أبي بكر ابن مجاهد. وكانت بغداد في عصر الدارقطني تزخر بالشيوخ من أهل العلم والرواية، وكان العلماء المشهود لهم بالمعرفة والحفظ يفدون إليها من الأقطار الإسلامية كافة، فتعقد لهم مجالس التحديث والإملاء، ولهم تخصصات متعددة تمثل ثقافة عصرهم، وكان حريصاً على الإفادة منهم، وسماع مروياتهم، والأخذ عنهم، والتفقه بهم، وقد أتاحت له حافظته الواعية، وشغفه البالغ ودأبه في الطلب أن يستنزف علومهم، ويستوعب مروياتهم، إلا أنه وهو شديد الرغبة في الاستزادة من العلم لم يقنع بما أخذه عن شيوخها، فشد الرحال إلى عدد من البلاد الإسلامية ليلتقي فيها بالحفاظ وأهل العلم، حيث ارتحل إلى الشام ومصر ومكة والمدينة. ولم تمض سوى فترة قليلة حتى أصبح الدارقطني من كبار علماء عصره، ولاسيما في علم الحديث، حيث انفرد بالإمامة في علم الحديث في عصره ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، وتصدر في آخر أيامه للإقراء ببغداد، وكان عارفاً باختلاف الفقهاء ويحفظ كثيراً من دواوين العرب. قال ابن الجوزي عن الدارقطني: اجتمع له مع معرفة الحديث، العلم بالقراءات والنحو والفقه والشعر مع الإمامة والعدالة وصحة العقيدة. وقال ابن كثير: الحافظ الكبير أستاذ هذه الصناعة وقبله بمدة وبعده إلى زماننا هذا، سمع الكثير وجمع وصنف وألف وأجاد وأفاد، وأحسن النظر والتعليل والانتقاد والاعتقاد، وكان فريد عصره، وإمام دهره في أسماء الرجال وصناعة التعليل والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف واتساع الرواية والاطلاع التام في الدراية. وقال الخطيب البغدادي عن الدارقطني في كتابه تاريخ بغداد: فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى الحديث، منها القراءات، فإن له فيها كتاباً مختصراً موجزاً، جمع الأصول، في أبواب عقدها في أول الكتاب. وألف الدارقطني عشرات الكتب في علم الحديث وغيره من العلوم الشرعية الأخرى، ومن أبرز هذه المؤلفات: كتاب السنن، العلل الواردة في الأحاديث النبوية، المجتبى من السنن المأثورة، المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال، كتاب الأفراد، سؤالات الحاكم. توفي الإمام الدارقطني سنة 385 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©