حسام محمد (القاهرة)
زادت في الفترة الأخيرة ظاهرة الإفتاء دون علم لدرجة اضطرت الكثير من الدول العربية والإسلامية إلى سن قوانين تمنع الإفتاء دون الحصول على ترخيص، خاصة بعد أن أصبحت ظاهرة الإفتاء دون علم كالمرض الفتاك الذي ينهش في جسد الأمة حيث تتناقل الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفتاوى الشاذة والغريبة على لسان من يدعون العلم الشرعي وتثير جدلا واسعا بين عامة المسلمين خاصة أنها لا تمت لأساس الدين بصلة، وهكذا أضحى شرع الله لدى الجهلاء لقمة سائغة فيحللون الحرام ويحرمون الحلال دون الاستناد إلى أسس دينية قبيل الإفتاء في أي موضوع ورغم صدور قوانين تحريم تلك الظاهرة إلا أن الفضاء الإلكتروني مازال يحمل لنا كل يوم فتاوى شاذة وغريبة.
الإفتاء بغير علم
![]() |
|
![]() |
وحول كيفية مواجهة تلك الفتاوى الشاذة والغريبة وهل القوانين تنجح في هذا الأمر يقول د. واصل: في البداية لابد أن نوجه مناشدة إلى أصحاب الفضائيات بعدم فتح الباب إلا لمتخصص حتى إذا أخطأ يمكن الرجوع للمؤسسة التابع لها لمراجعته، ولا تستغل الفضائيات الفتاوى في جذب المشاهدين وبالتالي جلب الإعلانات، حيث تقوم هذه القنوات بالمتاجرة بالدين من أجل الإعلان لأنهم يعلمون أن المشاهدين يحبون المادة الدينية ويجتمعون حول التلفاز لمشاهدة البرامج الدينية، مشيراً إلى أن أي متخصص يفتي قد يخطئ ويمكن أن تراجعه مؤسسته العلمية التي ينتمي إليها، على عكس هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم أنهم دعاة وليس هناك من يحاسبهم خاصة وقد أوضحت الصورة في الفترة الأخيرة أن هذه الفضائيات لا يعنيها بث الفكر الديني الصحيح بقدر ما يعنيها رفع نسبة المشاهدة والأرباح وهذه النسب لا تتحقق إلا من خلال الإثارة التي يقوم بها هؤلاء الدعاة، ونحن لا ننكر على أحد أن يقوم بالدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن ليس معنى ذلك أن تصبح الدعوة مستباحة لكل من يجد نفسه متميزاً بلباقة الحديث أو قارئاً لبعض الكتب فينصب نفسه داعية ومفتياً ويجلس ليحلل ويحرم دون وعي بأصول الأحكام وتخريجاتها وتشريعاتها، فهذا أمر من شأنه أن يؤدي إلى بلبلة دينية كبيرة داخل المجتمعات الإسلامية.
![]() |
|
![]() |