الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يابانيات يكتبن بـ «العربية» في الشارقة

يابانيات يكتبن بـ «العربية» في الشارقة
7 يوليو 2010 20:30
تنغلق مساء هذا اليوم الخميس أبواب معرض “فن القلم”، الذي يقيمه مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، التابع لدائرة الثقافة والإعلام في إطار «صيف الفنون» هذا العام. وقد اشتمل المعرض على 37 لوحة حروفية عربية أنجزتها تسع عشرة فنانة من بينهن ثلاث من الإمارات وخمس من اليابان وواحدة من كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا، وفيما توزعت الأعمال الأخرى على على فنانات من الباكستان وأغلب الدول العربية، في حين لم تحمل أي من الأعمال توقيعاً لفنان سوى اثنين من الباكستان وواحد من تركيا. بالتأكيد، ليس المعرض تلويحة احترام لهذا الجهد النسوي الملحوظ فحسب، بل إنه عرض لنتاج طلبة المركز، استغرقت بعض الأعمال التي عرضت فيه، على نحو ما بدت عليه، شهوراً طويلة تخللها الدأب والحدب والصبر الذي لا يعهد الملل واحتمال هذا النوع من الكدّ الذي تسببه الحاجة الماسة إلى ضبط التفاصيل الرياضية والهندسية، إنما بشغف. غير أن المعرض يطرح العديد من الأسئلة على مستقبل اللوحة الحروفية العربية، أقلّها على مستوى دولة الإمارات، عندما يلاحظ المرء أن خمس فنانات من بين واحد وعشرين فناناً هن من اليابان تنضاف إليهن واحدة من كوريا الجنوبية لتصير بذلك نسبة الفنانات اللواتي أنجزن لوحات حروفية عربية صميمية، وينتمين إلى ثقافة ما تزال الحروف فيها تصويرية، هي الرُبع، وأكثر قليلاً. فإذا جرى الأخذ بعين الاعتبار أن مركز الشارقة لفن الخط العربي ليس مفتوحاً للهواة وحدهم، بل يتخرج فيه المحترفون أيضاً، بالإضافة إلى هذا المستوى العالي من الاحتراف في إنجاز لوحة حروفية عربية، فإن السؤال الذي يطرق جدران الوعي مباشرة سوف يتعلق بالتأكيد بالبحث عن جذر لعلاقة تربط بين الثقافتين، العربية واليابانية من وجهة نظر الكتابة أولاً ثم الخط بوصفه فناً لا أداة نفعية تستهدف إيصال معنى ما في آخر الأمر. تأتي كيكاكو إينوي، ربة بيت، صبيحة كل يوم طيلة الأسبوع من بيتها في دبي إلى مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة لتلقي دروس في التطبيقات العملية لتتمكن من ضبط معرفتها في أنواع الخط العربي. يتكرر هذا الأمر منذ ثلاث سنوات لم تتوقف خلالها إينوي عن إنجاز أعمال حروفية عربية، لافتة للانتباه ضمّ ثلاثة منها معرض “فن القلم”. وعلى المرء أن يتذكر جيداً أن إنجاز عمل بالغ الدقة؛ وبالغ التعقيد يحتاج إلى شهور من العمل المتواصل في سياق وإحساس فنيين مترابطين معاً. بحسب ما قالت، حيث إن الحروفية العربية ليست قائمة على اعتبارات تتعلق بفن التصوير وحده كما هي حال اللوحة المسندية الحديثة، بل هناك تداخلات رياضية حسابية وهندسية شديدة الصرامة ينبغي توافرها ليتم إنجاز العمل، في الوقت الذي ينبغي فيه توافر الرفعة والثقافة العالية في الذوق الشخصي. ولعل هذا ما يجمع بين فنّي الخط العربي والياباني، على مستوى المنجز، أي أنهما فنّان يمكن النظر إليهما بوصفهما نوع من الموسيقى الصامتة، التي لا تخلو من الإيقاع والوزن ولا من ارتباطهما بمنظومة أفكار “سماوية”، إذا جاز التوصيف، فضلاً عن أن تذوقهما مرتبط بالعين والإحساس مباشرة قبل الإدراك الذهني للطبيعة المختلفة لكل من هذين الفنّين. وحقيقة الأمر أنه لم يُتَح لي ولزميلي المصور الفوتوغرافي المتوكل مبارك زيارة كيكاكو إينوي في محترفها بدبي للاطلاع على كامل تجربتها، لكننا رأيناها من بين أربع سيدات يابانيات منشغلات بصنيعهن في محترف المركز بجدية بالغة كانت سوف تحول دون التقاط الصور اللازمة، لولا لطف وكرم أخلاق إينوي. كنّ يتدربن على الخط النسخي، على الأرجح، وبعيداً عن تحقق التوافق الهندسي الصحيح مع الطاقة التعبيرية التي يمنحها الخط النسخي، فقد كان اللافت للنظر في تدريباتهن هو تلك الاستطالة في الحروف العربية أفقياً وعمودياً، إلى حدّ يبدو أنه غير منطقي بالقياس إلى حقيقة الخط النسخي. بالمعنى العلمي للكلمة. لكن يبدو أن منشأ هذه الاستطالات هو الخط الياباني ذاته، برشاقة استطالاته وانحرافاته الجمالية وقوة الحضور التعبيرية وتناغماته الخاصة به. لا يقتصر هذا الأمر على هذه التدريبات التطبيقية وحدها، بل يجد تعبيره الأكثر وضوحاً في الأعمال المتميزة للسيدات اليابانيات الجديرات بلقب فنانات حقيقة، التي تشكل جزءاً مهماً من معرض “فن القلم”، دون إفراط في المبالغة. وبالمماثلة، عِوَضاً عن القياس، فإن ما يثيره في الإحساس والمخيلة وما يبعثه من أفكار للناظر إلى أعمال المعرض، فإن ما تبثه أعمال كيكاكو إينوي الثلاثة من إشارات وعلامات للناظر إليها تختلف تمام الاختلاف عن صنيع الفنان سميرة الزين من الإمارات، مثلاً لا حصراً. والأرجح أن الاختلاف ذو منشأ ثقافي بالأساس، إذ إنه على الرغم من ذلك التشابه في عناصر اللوحة الحروفية العربية في صنيع كل من إينوي والزين، إلا أن هناك افتراقاً واضحاً في الحساسية الفنية الشخصية، والمسعى الكامن وراء إنجاز كلٍّ من العملين بوسع الناظر إليهما أن ليلتقطه للتو. بينما لوحة سميرة الزين هي صفحة من الكتاب الكريم تماماً، سواء بنوع الخط المستخدم فيها، وكذلك بطبيعة الزخرفة الممتدة أفقياً وبالخلفية الترابية التي توحي بالقِدَم وربما الأزلية أيضاً ثم ذلك التوازن القائم على التناغم بين عناصر التكوين إجمالاً وأخيراً إبراز الآية القرآنية بلون مختلف وسط هذا التناغم كله، مما يعني أن محاولة للفت انتباه العين باتجاه الكلام الإعجازي قبل الاستمتاع باللوحة وملاحظة عناصرها، فهنا كما لو أن الغلبة هي للكلام. أما في لوحة الفنانة اليابانية، فإن الأمر يبدو للناظر على نحو مختلف حقاً. إن عمل إينوي قائم بالأساس على نوع دقيق وخاص من التوازن بين الحروف والأشكال الزخرفية التزينية من حولها، التي هي آسيوية المنشأ وليست عربية بالضرورة، إلى أن حدّ لوحتها الحروفية العربية هي تأليف موسيقي جامع وفقاً لذائقة شخصية تلزم معايير فن الخط العربي وطبيعته الهندسية، مما يعني أن الفنانة هنا إن لم تَعِ تماماً موقع الخط العربي بالنسبة للثقافة العربية فقد أحست به على الأقل. أيضاً، فإن نزعة التزيين لدى إينوي، التي قد لا يكون مبالغاً فيها بالنسبة إلى التزيين في لوحة سميرة الزين، لا تستهدف أو تتطلب وعياً دينياً بالمعنى المطروح في الثقافة العربية والإسلامية، ذلك أن الصبوة لديها جمالية بالمطلق، على العكس من لوحة سميرة الزين، مثلما هي حال أي لوحة حروفية عربية كلاسيكية، فإن لها هدفاً نفعياً يتوجه بالأساس نحو الخالق حتى لو كان العمل يقوم على الوعظ والتذكير وجدهما. يمكن إدراك ذلك ليس من الكلام وحده فقط، بل من تلك الألوان في العملين، فبينما تصنع إينوي تناغماً بين اللونين الأزرق والأسود في لوحتها بهدف استكمال عناصر “تأليفها الموسيقي”، فإن سميرة الزين تجعل من ذلك التناغم مضبوطاً على إيقاع يحمل إشارات صوفية على الأغلب، فالترابي مثلما هو الأزرق هما لونان صوفيان بامتياز. أضف إلى ذلك الأصفر الذهبي والتكرار في الوحدات الزخرفية التي تصبو باتجاه الأعلى، في حين تلتف الزخارف حول عمل إينوي بالكامل فتحيط به من جهاته الأربع. وربما أن الأصل في ذلك، أي في الافتراق بين الصنيعين، هو ثقافي المنشأ، بالتالي، وبناء عليه، يمكن القول إنه افتراق بين نوعين من خطين باتا في ثقافتيهما مدخلاً لفهم طبيعة كل من هاتين الثقافتين الشرقيتين والكامنتين في وجدان الأفراد من العرب واليابانيين على السواء. لكنّ الحديث هنا عن طبيعة الاختلاف بين هاتين الثقافتين العريقتين اللتين تنتميان للعالم القديم هو أمر أهل الاختصاص، وكل ما يمكن الإشارة إليه هو أن فن الخط الياباني هو فن عريق وشديد الغنى والتنوع بتنوع صانعيه الكبار على امتداد تاريخه الذي يعود رسوخه بوصفه فناً قائماً بذاته إلى القرن السادس الميلادي فقط. غير أن المقاييس الهندسية التي فيه ليست بصرامة تلك التي في فن الخط العربي، أضف إلى ذلك توافر اللمسة الخاصة من قبل الفنان التي ينبغي على العمل أن يحملها، في حين لم تحمل اللوحة الحروفية العربية اسم صاحبها إلا نادراً وحديثاً. كذلك، فالمقاييس والاعتبارات الجمالية في النظر إلى الأعمال المنجزة في الفنّين مختلفة، في حال لو ابتعدنا قليلاً عن الاعتبارات الجمالية المطلقة التي تجيب عن سؤال مدوّخ من نوع: ما الذي يجعل الجميل جميلاً؟ كي يكون العمل حروفياً عربياً وفنياً معاً، ينبغي التزامه بالمقاييس الهندسية الصارمة التي قد تجعل من الفنان في البعض من مراحل عمله حِرَفياً تماماً يُحدث توازناً بين شطري اللوحة وجانبيها العلوي والسفلي، فإن هناك تفاوتاً في حجوم الحروف ينبغي أن تتوافر عليه اللوحة في فن الخط الياباني، وبالفعل فإن ذلك، بالإضافة إلى عناصر أخرى، هو ما يمنح العمل الفني قيمته بوصفه عملاً فنياً يصبو إلى الكمال، ويمنحه الحياة وليس الإيقاع وحده. ففي الثقافة اليابانية، فإن الخط موسيقى وتأليف لوحة حروفية هو تأليف لمقطوعة موسيقية، الأمر الذي يجعل من الخطّاط عازف بيانو. وبالعودة إلى معرض “فن القلم”، هذا المنجز النسائي الكبير، فإن المرء يحسب أن هذا الفن، أي فن الخط العربي وزخرفته، سوف يؤول إلى النساء وليس من الضرورة أن تكون هؤلاء النساء من العربيات المسلمات بل من الواضح أن عظمة هذا الفن قد تركت أثراً بيِّناً على نساء من ثقافات أخرى ومعتقدات أخرى أيضاً. ويعزز من ذلك، على ما يبدو، أن هذا الفن المتطلب وقتاً وجهداً ذهنياً وتخييلياً وتركيزاً عالياً، أن النساء أكثر مقدرة على الاستغراق في تفاصيله، وإنهن إن لم يكن الآن من معلميه وأساتذته الكبار فإنهن سوف يكن كذلك يوماً ما، في أية حال. ..وفنانو الإمارات وكوريا يقدمون رؤى في الحداثة والتجريب والتراث من سيول إلى أبوظبي الطبيعة تنطق بالألوان كان احتفالاً بذكرى الصداقة، التي انطلقت قبل 30 عاماً، كان عرساً من امتزاج الألوان، وبهجتها، وبريقها الآسر، كان رمزاً للحب والسلام والتواصل، حيث احتشدت جدران قاعات المركز الثقافي في المسرح الوطني التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالأعمال التشكيلية وفضاءاته بالأعمال النحتية. فما بين أفق الطبيعة والزهور البيضاء والحمراء، والعالم التجريدي الذي لابد أن تحدق بكل ما يمتلك من تأويلات حتى تصل الى معناه، ولابد لك من أن ترحل الى واقعية صارمة وحقيقية، كأنك تلمسها بيديك، بينما تجد أعمالاً تكعيبية يغيب فيها المعنى الى أعماق بعيدة، حيث بناها العميقة موصدة بالشفرات والرموز. تبصر عالم القرى الكورية الساحر، وطرز الأبنية القرميدية المنسرحة مع حافة الجبل المحني فوقها، والبياض الناصع الذي يجسد شتاء كوريا الثلجي حتى أغصان الأشجار العارية، والظلال البعيدة والطرق الضيقة عند الغابات المتداخلة، هناك تبدو الفسيفساء في قمة تكوينها الخرافي، والمنمنمات تتعشق مع بعضها كأنها تنسج زرداً فوق ماء البحيرة، في الوقت الذي بدت فيه وجوه لرجال ونساء (بورتريهات) تتساءل في حيرة عن هذا الوجود الكوني المنظم أو الوجود الإنساني الذي يكتنز اللوحة. ذلك كله نجده في معرض “لقاء الجمال والسلام والحب” الذي أقيم الأسبوع الماضي في أبوظبي بالتعاون بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وسفارة جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدولة. اشترك في المعارض 142 فناناً كورياً و6 فنانين إماراتيين، قدموا ما يقرب من 145 عملاً فنياً عرضت عالماً لونياً مبهجاً ورؤى مدارس متنوعة ما بين الحداثة والتجريب والتقاليد الفنية الموروثة، فبدا الامتزاج عبقاً برائحة صندل الماضي وابتكار الحاضر طمعاً في رؤية عصرية تمثل مستقبلاً آتياً، وتوزعت الأعمال الى 24 عملاً نحتياً و21 لوحة تشكيلية. كما ضم المعرض 12 لوحة تشكيلية لستة فنانين من الإمارات وهم فهد الجابر وخلود الجابري وعبدالقادر الريس ونجاة مكي ومطر بن لاحج وعبدالرحيم سالم، هؤلاء الفنانون الذين شكلوا بصمة لافتة في خريطة الفن التشكيلي الإماراتي. كانت جهود خلود الجابري وفهد الجابر والفنانة الكورية لي مي سوك واضحة في طريقة تنظيم المعرض، وفي عرض اللوحات التي جمعت كل المدارس الفنية في العالم ما بين الواقعية التقليدية والكلاسيكية والتجريدية والرمزية والتكعيبية والانطباعية. قسم المعرض إلى قاعتين، الأولى رئيسية ضمت الأعمال التشكيلية جميعها وأخرى مجاورة احتوت الأعمال النحتية والخزفيات، فكان البرونز والحديد مطواعاً بأيدي الفنانين، يحكي رموزاً، وينطق في لغة يعرفها الجميع، هذا بالإضافة الى الاشتغال المتعدد الوجوه بين المكس ميديا والصورة الفوتوغرافية والاكرليك على الجمفاص، والاكريلك على البورد والطباعة بالديجتال والزيت على الجمفاص والمائيات والكومبيو تكرفي، وهو ما تكونت منه الأعمال التشكيلية، أما الأعمال النحتية فقد نفذت وببراعة بالاستيل والخشب والاكرليك والفولاذ والرخام والقماش. إنها عناصر الوجود حين تجتمع لتروي قصة فنان أراد أن يسردها مجسدة في جسد يحتل فراغاً. ألوان الطبيعة مما يشغلني حقاً ذلك السؤال الأبدي الذي سأله الإنسان الأول وهو: هل الطبيعة تتكلم؟ من قال إن الشجرة، أو الورقة على الغصن، أو الزهرة الحمراء أو تلك البيضاء المعلقة على طرف الذؤابة المياسة لغصن رطيب أخضر لا تنطق بلغة خاصة؟ من قال إن لسعة الشوكة المدببة ربما تكون احتجاجاً تريد أن تقوله الشجرة المستفزة؟ كل ذلك أقرأه في لوحة الفنانة Choi Jeong - Ah والمعنونة بـ Wild Flower بحجم 72X90 سم بالرسم على الورق 2010 حيث يتشكل فضاء خلفي يملأه السواد في عمق اللوحة من أجل أن تبرز شفافية الوردة في عالم من الحلم، والفراشات الزرقاء والحمراء وذات اللون البرتقالي تطير في فضاء من ظلمة الطبيعة، وكأن هذه الظلمة تشكلت من شدة تعانق الأشجار في غابة اللوحة المرسومة في العمق. كذلك في رسمة الفنانة (هان كيونك زا) Han kyoung Za والمعنونة The Space of Thought وبحجم 53X45 سم من الماكس ميديا 2010 حيث يحتشد الاخضرار القاتم وتدرجه حتى الأخضر الفاتح في أرق شفافيته فيطغي على فضاء اللوحة كله بينما تبرق الزهور البنفسجية في إشعاع غريب صادم، إنها لوحة ليس فيها محددات شكلية صارمة، بل نجد ضربات فرشاة قاسية من أعلى اللوحة حتى أسفلها ومن عمقها البعيد الذي تمزقه المساحات البيضاء، بينما تبدو الزهور في أوج تألقها وكأنني أرى روحها لا شكلها المحدد. ماذا أرادت Hwang Shin - Young في لوحتها الرائعة Dreaming of Wilderness في حجم 33X33 سم حيث يطغى الاحمرار الدموي على جسد الصخور، بينما تخرج الأغصان الخضراء من بينها لتشع روح الوردة الصفراء في مواجهة الشمس. بل ماذا أرادت Hur Eun - Nyong في هذه اللوحة الخضراء بأدنى درجة للاخضرار وكيف يمكن تفسير لوحة الفنانة Hong - Seung - Hee من المكس ميديا على الجمفاص 53X45 سم وهي تعتمد أقصى درجات الاخضرار. هنا نقول إن كلا الفنانتين هذه التي رسمت لوحتها بالأخضر القاتم وتلك التي رسمت لوحتها بالأخضر الفاتح إنما أرادتا أن تعبرا عن لحظة حلم في الطبيعة شعرت به ذواتهما لحظة أن وضعت فرشاة الرسم على اللوحة صبغها المتنوع الرؤى. كذلك في لوحة الفنانة Jung - Kyung - Hee التي عنونتها بنص تساؤلي If You Go there... Spring بحجم 40X24 سم من الزيت على الجمفاص فقد كانت ثمة جزيرة مليئة بالأشجار وقاربان في الماء وفضاء أخضر وأشجار وماء البحر، فيقول لك الرسام إنه فضاء أخضر، هذا ما يقوله الربيع، بل حين تذهب هناك ترى الربيع الذي لا يعرف قاموسه غير لغة الاخضرار. وفي عملين أولهما للفنانة Kim Eun - Jin والمعنونة بـ Growing بحجم 49X53 سم من المكس ميديا 2009 نرى الزهرية كيف تنمو مع احتفاء بالتفتح، حتى السواد يبدو جميلاً، والاصفرار الموات يبدو منحسراً والاحمرار متطلعاً الى الأعلى، وثاني العملين زهرية للفنانة Lee - Young - Ae والمعنون بـ Wild Rose بحجم 45X53 سم والمرسوم بالزيت على الجمفاص 2009 نرى هذا الاحتشاد الزهري والمرسوم ببياض ملكة الليل وباخضرار أغصان بينها، وبسندانة خضراء وكل ذلك في فضاء أحمر كأنه جدار قرميدي. توزيع للألوان قل نظيره جمالاً، وتجسيد لمكونات اللوحة قل نظيره مشابهة، وحساب للحجوم قل نظيره دقة. الفن التجريدي عندما أتحدث عن التجريد في الرسم الكوري يصبح لزاماً عليّ أن أبتدئ بلوحة الفنان Zhang Soon - Mann والمعنونة بـ Barcode go Rawnd Ho 3 in 3 Dimensions بحجم 120X60 سم وهي بالكمبيوترفي 2009، حيث نرى التجريد بكل تجلياته، الخطوط كأنها بشرة الجسد أو بصمة إبهام الأصابع، أما الألوان فقد أضفت بعداً جمالياً، وشكلت تكملة في اللوحة، تكملة للمعنى، ثمة بهجة تنطق من هذا التشابك، نحس بها في إطار هذا التداخل. في منحوتة الفنانة Yoon Sun المعنونة بـ Some Pigure Different Though بحجم 10X20X50 سم من الخشب 2007 نرى عينين (بيضاء وسوداء) وأذنين زرقاوين، هل هما شخص واحد (الأذنان الزرقاوان تقولان ذلك) هل هما شخصان مختلفان (العينان البيضاء والسوداء تقولان ذلك).. ما هما إذاً؟ في لوحة للفنان Lee Jin Hyu والمعنونة بـ Despues.. Que بحجم 65X53 سم من الماكس ميديا على الجمفاص 2010 تساؤلات عن مقبض معلق على جدار وحبل يشد جسداً مربعاً وكتابة بالإنجليزية ووجه مستطيل يحدق الى الأسفل بأنف ممزق وبرأس مليء بالأسئلة. كذلك في لوحة الفنانة Lee Ji Young والمعنونة بـ Who Iam Mask بحجم 60X72 سم من الكمبيوتر والمكس ميديا 2010 نرى جسداً وظلاً له ورأساً شكل أربعة أمثال حجم الجسد.. رأس ينظر لظله، يتساءل، متحيراً، أين الطريق، هل هو ظلك أم أنه الغيمة المختفية هناك وراء فضاء اللوحة، استخدم الفنان اللون الأسود بتدرجاته للجسد والأصفر الناصع والمائل الى السواد في فضاء اللوحة. في لوحة الفنان Lee Jong المعنونة بـ Amoon Rise بحجم 38X38 سم من الاكرليك على الجمفاص 2010 نرى التجريد ورموزه بأقصى غاياته، القمر مشرقاً باصفراره والغيمة السوداء تحيله الى نصفين، وفضاء اللوحة بعيداً عن ازرقاق السماء صار بنفسجياً. الفن التكعيبي غلب هذا المنهج على اشتغالات الفنانين الكوريين في النحت إذ يظهر في العمل النحتي للفنانة Kim Yang Se On المعنون بـ Live in The Same House بحجم 40X35 سم من الاستنليس ستيل 2010 البيت بكل زواياه وانحناءاته وتحدبه وسطوحه المنسرحة وفراغاته التي يريد الفنان أن يجسد معاناتها. كذلك في عمل الفنانة Kim Yeon المعنون بـ Voyage to The Light بحجم 55X47X180 سم من الاستنليس ستيل 2010 نجد قارباً وظلاً وضوءاً ساطعاً على جدار، حيث الزوايا المكعبة المبهرة والبريق الشفيف للسواد والإضاءة التي تبرز الجسد. التماثيل تنطق يدهشك هذا الاصفرار الذي يشع من الاستينستيل في تمثال المسافر Travel بحجم 47X40X40 سم للفنان Yun Jae Kyoung الذي يبهرنا بجلسة المسافر فوق الحقائب وهو يحدق في الأفق البعيد، بينما نجد ثمة شالاً أحمر اللون يطير في الهواء، معلقاً في رقبة هذا الذي ينتظر الذي يأتي ولا يأتي. المقبل نحوه ولا يراه. في تمثال المسافر تحس بانسيابية مذهلة، انسيابية السفر مجسدة في الجسد، في كل جزء منه، باليد المنحنية، القابضة على الحقيبة وبالجزء العلوي من جسد المسافر وبالفخذين والساقين وهما يشكلان كرسياً للانتظار، الحقيبة تنتظر، والأفق ينتظر، والجسد الآدمي ينتظر، والظلال القريبة تنتظر أيضاً. في تمثال بعنوان The Face بحجم 38X15X22 سم من الـ Mable resin 2009 للفنانة Kim Sun Young نرى طيراً جالساً فوق وجه رجل بلا عينين وبفم وأنف فقط، يجلس هذا التمثال على قاعدة سوداء وتتساءل ما المغزى؟ هل أراد الفنان أن يعوض تلكما العينين المطفأتين بعيني الطائر وهو يحدق في فضاء بعيد عوضاً عن الرجل؟ هل أراد أن يقول إن الرؤية بالعينين ليست هي الرؤية الحقيقية وإنما رؤية العقل الذي رمز إليه بالطائر وهل هي رؤية العالم. أسئلة كثيرة. في تمثال للفنانة Han Kay Wan المعنون بـ Shape - 3 وبحجم 7X28X47 سم من البرونز المطلي بالأخضر 2008 لا نرى جسداً، إنه فراغ سوى الرأس واليدين والقدمين.. أجمل ما فيه روح التوازن بين هذه الأعضاء ونقاط الالتقاء وغياب الجسد. حضر من فناني كوريا مع لوحاتهم الفنانون ان جين وشوجان هي وجن جويونك وهن كي ون وكم هي كونك وكم سونك بوك ولي مي سوك والفنانة بارك جي يونك ويونك يل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©