الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شارلي شابلن ولوريل وهاردي·· قصة ولادة الفن السينمائي الكوميدي

شارلي شابلن ولوريل وهاردي·· قصة ولادة الفن السينمائي الكوميدي
31 يناير 2009 23:46
مثّل ابتكار آلات تسجيل وعرض الصور المتحركة في أوائل القرن العشرين البداية الأولى لظهور السينما كفنّ تثقيفي وترفيهي ذي تأثير بالغ القوة على المشاهدين· وما هي إلا فترة قصيرة، حتى بدأت سماء هذه الفن الجديد تتألق بنجوم كتب لهم أن يسجلوا أعمالاً أصيلة لا تنسى· تنوّعت مشارب هذا الفن واتجاهاته منذ بداياته الأولى، فظهر فن الدراما والكوميديا وأفلام الرعب وغيرها· وكان الفنان الأميركي الكبير ذو الأصل الإنجليزي شارلي شابلن قد اشتهر بأنه المؤسس الأول لفن الكوميديا المتحركة الصامتة، وسجّل فيها مآثر كبيرة تجلّت بعدد كبير من الأفلام الضاحكة· وهو يحمل لقب (سير) الذي يمنح للشخصيات المبدعة أو أصحاب الإنجازات الكبيرة في خدمة الإمبراطورية البريطانية· ولد شارلي 16 أبريل 1889 وتوفي في 25 ديسمبر ،1977 وكان من أشهر الممثلين منذ البدايات الأولى لصناعة السينما في هوليوود، وكان أيضاً مخرجاً قديراً· وفضّل شارلي في كل أعماله أن يتقمّص شخصيّة نمطية متميّزة هي شخصيته الصعلوك شوم شْفٍِ'' التي تعكس سلوك رجل مشرّد لا يحتكم إلى الأساليب السلوكية المعتادة في الصرف مع الأحداث والظروف وإن كان متطبّعاً بأخلاقيات الرجل الشريف· وكان يرتدي معطفاً ضيقاً وسروالاً مهلهلاً وربطة عنق على شكل عقدة مربوطة بطريقة عشوائية· واشتهر بشاربيه الذين يشكلان مستطيلين متوازيين وضيّقين؛ وهما يمثلان إحدى علامات شخصيته الفارقة· وسرعان ما تمكن شابلن من تحقيق النجاح في أفلامه المتوالية، وفي وقت كان فيه مشهد الصور السينمائية المتحركة يندرج ضمن أعاجيب العلم والتكنولوجيا· وما لبث أن تحول بعد ذلك إلى مخرج سينمائي· ويختلف رواة سيرة حياة شارلي شابلن حول كل من تاريخ ومكان ولادته· حيث يعتقد البعض أنه ولد في لندن، ويرى آخرون أنه ولد ببلدة فونتيبلي الفرنسية· ولكن الأمر المؤكد أن أباه تشارلز تشابلن وأمه هانا هاريت هيل، المعروفة باسم ليلي هارلي، كانا يعملان في المسرح الموسيقي· وما لبث الوالدان أن تطلقا عقب ولادته لينشأ في رعاية أمه التي عانت من مشاكل اجتماعية كثيرة· ولمّا عجزت والدته عن إيجاد عمل لائق عام ،1896 اضطرت لإيداع شارلي وأخيه غير الشقيق سيدني تشابلن في ملجأ الفقراء في لامبث، ثم انتقلوا بعد ذلك بعدة أسابيع إلى مدرسة هانويل للأطفال الأيتام والمعدمين· ثم توفي والده بسبب إدمان الكحول عندما بلغ شارلي عامه الثاني عشر· وأدت هذه المصائب المتلاحقة لإصابة أمه بانهيار عصبي اضطرت معه لدخول مصحّة كين هيل للأمراض العصبية في كولسدن بالقرب من كرويدن· وما لبثت أن توفيت في عام 1928 في الولايات المتحدة بعد عامين من وصولها إلى هناك مع شارلي الذي أصبح حينها تاجراً ناجحاً· هجرة إلى هوليوود اعتلى شارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في لندن عام 1894 م بدلاً من أمه· وفي عام ،1900 عندما بلغ الحادية عشرة، ساعده أخوه في الحصول على دور كوميدي في إيمائية سندريلا في مسرح (مضمار لندن)· وفي عام 1903 شارك في مسرحية ''غراميات كوكيني''، ثم لعب دور بيلي، الطفل بائع الصحف، في مسرحية ''شارلوك هولمز'' للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي، واستمر فيه حتى عام ·1906 وعمل بعد ذلك في استعراض سيرك المحكمة المنوع في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجاً في شركة فريد كارنو الكوميدية مصنع المرح · وتشير السجلات الرسمية للمكتب الأميركي للهجرة إلى أن شارلي شابلن قد يكون وصل إلى الولايات المتحدة في 21 أكتوبر من عام 1912 م· ليعمل بعدها في شركة كارنو حيث كان يعمل آرثر ستانلي جيفرسون، الذي أصبح يعرف فيما بعد ب''ستان لوريل'' والذي شاركه غرفة كان يقيم فيها في نزل رخيص· ثم عاد لوريل إلى إنجلترا فيما بقي شابلن في الولايات المتحدة· وجاءت إحدى اللحظات القدرية في حياة شارلي عندما شاهد المنتج ماك سينيت أداءه المتميز، وعينه للعمل في الاستوديو الخاص به في شركة أفلام كيستون· واصطدم شابلن بصعوبات جمّة في بداية عمله بالتمثيل إلا أنه تمكن من التعايش مع البيئة الجديدة ليبدأ بذلك مشوار نجاحه· ولا يشك المحللون بأن سرّ هذا النجاح يكمن في قدرته الإبداعية على تطوير شخصية الصعلوك التي أسرت الكثير من اهتمام المشاهدين، ورسمت الابتسامة على وجوه الملايين؛ وهي التي دفعته إلي الارتقاء التدريجي في سلم الشهرة حتى تحول بسرعة عجيبة إلى مخرج، كما أصبح أحد أشهر الممثلين الكوميديين في عصره· ويبدو من التطور السريع لدخل شابلن من العمل في الأفلام، السرعة التي ذاع فيه صيته عالمياً، وكذلك مهارة أخيه سيدني في إدارة أعماله· ففي عام 1914 كان يتقاضى من شركة أفلام كيستون، 150 دولاراً أميركياً أسبوعيا· وبين عامي 1914 و ،1915 تقاضى من استديوهات إساناي في شيكاغو بولاية إلينوي 1250 دولاراً أسبوعياً و10 آلاف دولار علاوة توقيع العقد· وبين عامي 1916 و ،1917 تقاضى 10 آلاف دولار أسبوعياً و 150 ألف دولار علاوة توقيع· وفي عام 1917 وقع عقداً مع شركة فيرست ناشونال بمليون دولار، فكان أول ممثل يحصل على مثل هذا المبلغ· وفي تلك الفترة، عمد إلى تأسيس شركة شارلي شابلن للأفلام، وهي شركة إنتاج خاصة به جعلته واحداً من الأثرياء· ومن أقواله الشهيرة: (كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا: حديقة ورجل شرطة وفتاة جميلة)، وبعد تمثيله لشخصية هتلر في فيلم الديكتاتور الأعظم )شوم اْمفُّ ىكُّفُُّْ( قال: (أنا مستعد لأن أفعل أي شيء حتى أقف على رأي هتلر في هذا العمل)· وقال بعد أن غادر أميركا وعاد إلى وطنه: (لا توجد لدي أي حاجة في أمريكا بعد الآن· ولن أعود إليها حتى لو ظهر فيها يسوع المسيح من جديد)· لوريل وهاردي ·· الثنائي الضاحك استخلف شارلي شابلن في فن الكوميديا السينمائية الصامتة، الثنائي الناجح لوريل وهاردي· وكان لوريل ذو الأصل الإنجليزي قد حقق نجاحاً بعد أن التحق بشركة فريد كارنو حيث درس علي يدي شارلي شابلن وبدأ المشوار في أميركا منذ عام 1910 وحتى 1912 واستقر هناك وظهر في العديد من الأفلام الصامتة قبل ظهوره الأول مع الأميركي أوليفر هاردي عام ·1918 وقضى لوريل 35 عاماً لصناعة 182 فيلماً، وقاده فيلمه ''صندوق الموسيقى'' عام 1932 الذي قام ببطولته مع هاردي إلى جائزة الأوسكار· ولتخليد أعمالهما عبر الأجيال بدأت بعض الأستديوهات في إعادة إنتاجها وتم تسجيل بعض أفلامهما على أقراص (دي في دي) للمرة الأولى، وهي قامت بتوزيع 2 مليون نسخة من أفلام بيعت لإحدى الشركات الكبرى· ورغم مرور سنوات طويلة على رحيلهما، إلا أنهما مازالا الأكثر حضوراً في قلوب الملايين، لما تحمله أعمالهما من جاذبية شديدة تركا من خلالها بصمة واضحة في تاريخ الفن السابع· وأقيم مؤخراً مزاد علني لمقتنيات الكوميدي النحيف لوريل خلال مشواره الطويل حضره عدد كبير من الجمهور· وقام جيفرسون وودز أحد أقارب الفنان الراحل لوريل وهو البطل النحيف للثنائي الكوميدي لوريل وهاردي، ببيع مجموعة هائلة من الصور والتذكارات الخاصة بالكوميدي الشهير في مزاد علني بشمال إنجلترا تضمنت وثائق ولقطات عائلية تعرض مشوار حياته بداية من جذوره المتواضعة في شمال إنجلترا بيولفرستون حتى بداية مشواره الفني في قاعة جلاسجو للموسيقى، وقد جذب المزاد مشترين من جميع أنحاء العالم، خاصة انه يحتوي على مجموعة فريدة من الخطابات والهدايا كان من بينها أصيص أزهار مطلي بالفضة أهداه إليه والده في أغسطس ،1932 وقد بيع بمبلغ 9000 دولار، وتعتبر أغلى قطعة يتم بيعها في المزاد كما تم بيع صورة للوريل وهاردي بدون برواز ترجع إلى عام 1947 بمبلغ 1900 دولار· وقد وصل قيمة ما حققه المزاد من مبيعات إلى 36800 دولار في الوقت الذي قدر فيه المزاد هذه المجموعة بتسعة آلاف دولار فقط، وهو ما يعكس قيمتها الفنية العالية لانتمائها إلى أشهر ثنائي كوميدي في هوليوود· وكان من ضمن المشترين ستوديوهات يونيفرسال، ومتحف لوريل وهاردي في يولفرستون، القرية التي ولد فيها لوريل المتوفى عام 1965 بينما توفي هاردي عام 1957 · وكان والد لوريل يشعر بالفخر لنجاح ابنه لذلك احتفظ بالصور التي كان يرسلها له كما كانت تفعل أخته بياتريس وابنها وكونوا سويا أرشيفا يجمع صورا نادرة· تجدر الإشارة إلى أنَّ والد لوريل كان يرفض عمله في هذا المجال، مما دفعه إلى كتابة مونولوج موسيقي كوميدي أقنع ألبرت بيكارد، الذي كان يمتلك حانة موسيقية، ليسمح له بالأداء في أحد الليالي بدلا من أحد الهواة· وليحتفظ بهذا السر قام بتغيير اسمه إلى ستان لوريل وقد تم استقباله بحفاوة؛ وبعد أن حقق هدفه بدأ والده يشجع طموحاته الفنية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©