الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

(البوكر العربية): زعل مصري.. وغياب مغاربي

(البوكر العربية): زعل مصري.. وغياب مغاربي
24 ديسمبر 2009 00:30
لم يخل إعلان اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2010، من لغط أثير من داخل لجنة التحكيم حولها، بعد كثير من الغبار أثارته حملة بدت منسقة طيلة الأشهر الأخيرة، استبقت النتائج، وركزت على بعض الأسماء. فقد غابت عضو لجنة التحكيم الناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا عن مؤتمر الإعلان عن الأسماء الستة النهائية، في بيروت، بسبب تحفظاتها على الطريقة التي تم بها النقاش واختيار الأسماء كما قالت. شرحت أبوالنجا في تصريحات صحفية أسلوب عمل لجنة التحكيم من حيث وضع علامات لتقييم الأعمال المرشحة، ومن ثم اللجوء إلى التصويت، من دون إيفاء النقاش حقه، بسبب ضيق الوقت، ما يسيء إلى القيمة النقدية المفروضة. وأعلنت انسحابها من لجنة الجائزة، مع تأكيد احترامها لها. الرحبي ينفي وتواترت أنباء، عن أن عضو اللجنة الشاعر العماني سيف الرحبي، انسحب هو الآخر دون إيضاح الأسباب. وقد اتصل “الاتحاد الثقافي” بالرحبي الذي نفى تلك المزاعم، وقال إنه تغيب عن المؤتمر الصحفي لإعلان القائمة القصيرة بسبب وعكة صحية ألمت به. وقال الرحبي، إن لجنة التحكيم أدت عملها على الوجه الأكمل، ومن الطبيعي أن تلجأ إلى الأسلوب الديمقراطي، أي التصويت، عندما تتعدد الآراء. من جانبها، أطلقت المديرة الإدارية للجائزة الشاعرة اللبنانية جمانة حداد تصريحات غاضبة، ردا على الحملة التي استهدفت الجائزة في الأشهر الأخيرة، وما أسمته “الشائعات الرخيصة والاتهامات المجانية ومحاولات التهشيم” وما يطالها شخصيا وقالت هذا التهشيم “اعتدته وبات يمرّ بي مرور الروائح النتنة التي نسدّ أنوفنا حيالها”. وتركزت استهدافات الحملة على الجائزة خلال الفترة، على موضوعين اثنين: أولهما، قلّة عدد الأعمال المصرية ضمن القائمة الطويلة. فهي لا تزيد عن روايتين من أصل 16 رواية عربية مرشحة. وفي رأي عدد من الروائيين المصريين أن كم ونوع الأعمال المصرية، يقتضي زيادة عددها في القائمة الطويلة. أما الموضوع الثاني، فهو ما افترضه المهاجمون، من انحياز إدارة الجائزة إلى رواية اللبنانية علوية صبح “اسمه الغرام” الصادرة هذه السنة عن دار الآداب. وقولهم إن نية إدارة الجائزة، وبالتالي لجنة التحكيم، تتجه إلى منح هذه الرواية الجائزة الأولى، ما يقتضي عدم الاستمرار في اجتماعات اللجنة الشكلية. وربما كانت تلك الحملة وراء إخراج رواية “اسمه الغرام” من اللائحة القصيرة. الروايات الست يذكر أن الأدباء الستة الذين دخلوا في القائمة القصيرة هم: جمال ناجي (الأردن)، ربعي المدهون (فلسطين)، ربيع جابر (لبنان)، عبده خال (السعودية)، محمد المنسي قنديل ومنصورة عز الدين (مصر). ومن الملاحظ غيبة إبداعات دول المغرب العربي عن القائمة القصيرة على الرغم من وجود عضو تونسي في لجنة التحكيم. وقد أعلن رئيس لجنة التحكيم الكاتب الكويتي طالب الرفاعي أسماء اللائحة القصيرة خلال مؤتمر صحفي انعقد في إطار معرض بيروت الدولي للكتاب في البيال. وعلّق رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي قائلاً: “جرى نقاش حرّ وموضوعي، وكان الهدف الأهم هو الوصول إلى قائمة متوافق عليها من جانب جميع أعضاء لجنة التحكيم. هذه القائمة تمثّل رأي المحكّمين، مع الاحترام والتقدير لجميع الروايات المشاركة في هذه الدورة. وقد أذيعت أسماء الأعضاء في لجنة التحكيم، الذين ينتمون إلى البلدان الآتية: الكويت وتونس وعُمان ومصر وفرنسا. وهم طالب الرفاعي، روائي وقاص كويتي، رجاء بن سلامة، أستاذة محاضرة في كليّة الآداب والفنون والإنسانيات في منوبة، من تونس؛ سيف الرحبي، شاعر وكاتب عُماني، شيرين أبو النجا، أستاذة أدب إنجليزي ومقارن في جامعة القاهرة، من مصر، وفريدريك لاجرانج، باحث أكاديمي في العربية والعبرية بجامعة السوربون في باريس. وتحتفل الجائزة هذه السنة بعامها الثالث، وهي تهدف إلى مكافأة التميز في الكتابة العربية الإبداعية المعاصرة، إلى جانب توفير أكبر عدد ممكن من القرّاء العالميين للأدب العربي الجيد. وقد أُطلقت الجائزة في أبوظبي، في أبريل 2007، بالتعاون مع جائزة البوكر البريطانية، وبدعم من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي. وتأهل للجائزة هذه السنة 115 كتاباً من 17 بلداً عربياً هي: مصر، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، المملكة العربية السعودية، اليمن، البحرين، عمان، المغرب، ليبيا، السودان، تونس، والجزائر. وكانت أعلنت اللائحة الطويلة من 16 عملاً في القاهرة خلال نوفمبر الماضي. ويحصل كل من المرشّحين الستة النهائيين على 10000 دولار، أما الرابح فيفوز بـ 50000 دولار إضافية. ويحظى كتّابها بالقدرة على الوصول إلى جمهور واسع من القرّاء على الصعيدين العربي والعالمي في آن واحد، وعلى تأمين عقود ترجمة لأعمالهم. الفائزان السابقان بالجائزة، بهاء طاهر عن “واحة الغروب”، ويوسف زيدان عن “عزازيل”، لم يُنشر عملاهما بالإنكليزية فحسب في بريطانيا، في داري “سبتر” و”أتلانتيك”، بل حصلا على عدد كبير من عقود الترجمة العالمية جرّاء الجائزة”. يذكر أخيرا أن هوية الفائز بالجائزة النهائية سوف تعلن خلال حفل رسمي في أبوظبي، مساء الثلاثاء 2 مارس 2010، وهو اليوم الأول من “معرض أبوظبي الدولي للكتاب”. وفي ما يلي أضواء على الروايات الست المرشحة: عندما تشيخ الذئاب، جمال ناجي منشورات وزارة الثقافة، عمان، 2008 يختار الروائي الفلسطيني الأردني جمال ناجي تقنية تعدد الوجوه والأصوات، فينسحب الراوي العليم ليفسح المجال أمام شخصيات متعاقبة، تروي أحداثا ومشاهد تتكرر وتختلف وتتنامى من شخصية إلى أخرى. رواية تصور الهشاشة البشرية والتعالق المعقد بين الجنس والدين والسياسة، وتقدم لوحة حية عن عوالم الوعاظ والجمعيات الخيرية والساسة، وأسرار الارتقاء الاجتماعي من الحارات الفقيرة إلى مراكز السلطة والثراء في عمان. الشخصية الرئيسية في الرواية لا تتكلم وتبقى لغزا رغم انكشافها الجزئي: عزمي الوجيه. فهل هو الذئب الوحيد الذي لا يشيخ؟ السيدة من تل أبيب، ربعي المدهون المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2009 يتناول الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون في روايته قضية الصراع الفلسطيني – العربي - الإسرائيلي ويختار لحظة مشحونة بالهواجس والتوتر والريبة حدَّ الانفجار. البطلان هما وليد دهمان العائد من مغتربه الأوروبي بعد سنين طويلة لزيارة أهله في غزة عبر مطار بن جوريون في تل أبيب، والإسرائيلية دانا أهوفا التي تشاء المصادفات أن تجلس في المقعد المجاور لمقعده. هكذا يبدأ التماس بينهما، وما يشبه الحوار المتقطع الذي يأخذ القارئ إلى أصقاع نائية في الذاكرة والتاريخ والذات البشرية. رواية تحاول مقاربة الحقيقة في تعقدها ولبسها وغموضها، ولا تركن إلى أحكام أيديولوجية جاهزة. أميركا، ربيع جابر المركز الثقافي العربي، بيروت ـ الرباط، 2009 تستحضر رواية اللبناني ربيع جابر ملحمة هؤلاء الذين دفعهم الفقر وروح المغامرة إلى ترك سوريا الكبرى في السنوات الأولى من القرن العشرين حاملين ”الكشة” عبر السهول والجبال، يندمجون تدريجيا في نسيجها الاجتماعي ويشاركون في حروبها. يركز السرد على سيرة مارتا التي تقرر الذهاب وحدها إلى نيويورك من أجل العثور على زوجها بعدما انقطعت عنه الأخبار. تأتي الرواية تحيةً من الباقين إلى الذين رحلوا في أراضي المهجر، متخطين ما كانت ظروفهم تقدّره لهم من مصير، حتى يصنعوا هوياتهم الجديدة بأيديهم وعزيمتهم. ترمي بشرر، عبده خال دار الجمل، بغد ـ بيروت، 2009 يأتي قص الكاتب السعودي عبده خال حاملا تكملة لعنوان الرواية: ترمي بشرر “كالقصر”. قصر بهيج هو جنة جحيمية، ترمي بشررها على جحيم الحارات البائسة في جدة، فيمتد الحكي جسرا بين عالم سيد القصر ومن تحولوا دمى بشرية وعبيداً، من اجتاحهم القصر وسلبهم بحرهم وقوارب نجاتهم. رواية ساخرة فاجعة تصور فظاعة تدمير البيئة وتدمير النفوس بالمتعة المطلقة بالسلطة والمتعة المطلقة بالثراء، وتقدم البوح الملتاع لمن أغوتهم أنوار القصر الفاحشة فاستسلموا إلى عبودية مختارة من النوع الحديث. يوم غائم في البر الغربي، محمد المنسي قنديل دار الشروق، القاهرة، 2009 يحيي الروائي المصري محمد المنسي قنديل فترة الاكتشافات الأثرية والنضال الوطني في مصر، ويضمنها ملحمة فتاة تهرب بها والدتها من زوجها المغتصب، وتودعها ديرا في أسيوط بعد أن تغير اسمها وتدق على ذراعها الصغيرة صليبا. ثم يتداخل مصير الفتاة وقد أضحت مترجمة، مع مسيرة شخصيات تاريخية مثل هوارد كارتر واللورد كرومر وعبد الرحمن الرفاعي. ويتداخل القص الشيق مع التوثيق الدقيق في وصف الأمكنة والأزمنة. وراء الفردوس، منصورة عز الدين دار العين للنشر، القاهرة، 2009 تتناول رواية الكاتبة المصرية منصورة عز الدين الطبقة البورجوازية في الريف، وذلك من خلال شخصية سلمى التي تعمل محررة في جريدة أدبية وتحاول أن تتخلص من ماض طويل محمّل ذكريات أليمة وصوراً سلبية عن الذات، مما شجعها على كتابة رواية خاصة بها، تسرد فيها تاريخ العائلة، تاريخ الحب، تاريخ الجسد، تاريخ الحراك الطبقي داخل القرية، تاريخ الجنون، تاريخ الكتابة: وكأن الذات قد انشطرت قسمين، قسماً يراقب ويسرد والآخر ينقب بهستيريا عن مكنونه لتخرج الرواية. بعد بيان أول، أصدر مجلس أمناء الجائزة بيانا ثانيا أوضح فيه موقفه من اللغط الذي رافق إعلان اللائحة القصيرة، جاء فيه: “تابع مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) التغطية الإعلامية المكثفة والتعليقات التي رافقت وتلت إعلان لجنة التحكيم عن أسماء الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة، ويود المجلس أن يؤكد على أن العديد من التكهنات الإعلامية والاتهامات الموجهة للجنة التحكيم غير صحيحة ولا علاقة لها بآليات سير العمل في الجائزة. فهذه الآليات تقوم أساساً على تفويض لجنة التحكيم بالمسؤولية الكاملة والحصرية لاختيار الروايات التي تصل إلى القائمة الطويلة، ثم القصيرة، ثم اختيار الرواية الفائزة في نهاية الدورة”. وأكد المجلس على تجديد ثقته الكاملة باستقلالية وأهلية كافة أعضاء لجنة التحكيم لجائزة هذا العام 2010، وفي مقدمتهم رئيس اللجنة الدكتور طالب الرفاعي. مشيرا إلى إن المهمة التي أوكلت إلى لجنة التحكيم “تمثلت في اتخاذ قرارات اختيار الروايات الفائزة بناءً على قيمتها الأدبية وبغض النظر عن جنسية كاتبيها، أو دينهم، أو نوعهم، أو عمرهم، أو توجههم السياسي”. وأعرب المجلس عن ثقته بأن هذه الدورة ستنتهي في الثاني من مارس القادم بفوز مُستحَق لواحدة من روايات القائمة القصيرة. وكان المجلس قد أعرب في بيان مقتضب عن أسفه للموقف الذي اتخذته الدكتورة شيرين ابو النجا وشعرت فيه بضرورة انسحابها من لجنة التحكيم لسنة 2010. وأشار إلى إن قرار أعضاء اللجنة في اختيار اللائحة القصيرة كان قراراً جماعياً، توصل إليه وتوافق عليه جميع الأعضاء، بمن فيهم الدكتورة شيرين أبو النجا، بعد مناقشات طويلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©