الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تعابير صامتة» .. أو نحن النساء الموجودات هنا

10 مايو 2014 22:51
تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) يفتتح في السادسة والنصف من مساء اليوم في «تو فور 54» معرض «تعابير صامتة» في دورته الثالثة الذي يقيمه مركز «إيواء» لضحايا الاتجار بالبشر الذي يستمر حتى منتصف الشهر الحالي. يهدف المعرض، بشكل أساسي، إلى لفت الاهتمام بهذه الفئة من النساء اللواتي توجر بهن ولجأن إلى «إيواء» مدفوعات برغبتهن في حياة أخرى كريمة، مثلما يهدف إلى جمع التبرعات التي أمكن للمركز حتى الآن أن يرفعها إلى مائة وخمسة وأربعين ألف درهم، الأمر الذي جعله يفتتح مقرين له في رأس الخيمة والشارقة للنساء، وآخر للرجال في أبوظبي. وكذلك يسعى المركز من خلال «تعابير صامتة» إلى رفع مستوى الوعي الاجتماعي بقضية الاتجار بالبشر في الدولة ولفت الانتباه إلى التأثيرات السلبية التي يخلفها مثل هذا السلوك على مستوى العائلة والمجتمع. يضم المعرض قرابة أربعين لوحة من إنتاج سبع عشرة امرأة من ضحايا الاتجار بالبشر، تم اختيارها من بين تسعين لوحة أنجزتها هؤلاء النسوة خلال أشهر من إقامتهن في «إيواء»، حيث أثبت تعليمهن التعبير عن ذواتهن عبر الرسم والتصوير وإنجاز ذلك في لوحات يراها الناس ومن الممكن شراؤها.. أثبت أن ذلك يمنحهن أملا في المستقبل ويجعلهن أكثر إيجابية ومقدرة على مواجهة الآثار السلبية للتجارب التي مررن بها بحيث يعدن إلى مجتمعاتهن بأقل قدر ممكن من الخسائر الذاتية. وتشرف الفنانة التشكيلية جنيفر سيمون على «تعابير صامتة» مثلما أشرفت على اختيار الأعمال التي تعرض بدءا من اليوم، هي التي قضت قرابة ستة أشهر في تعليم السيدات والفتيات الضحايا أصول فن الرسم بمساندة كبيرة من يسرا قدورة المشرفة على المأوى والتي تولت الترجمة بين الفنانة والضحايا طيلة هذه الفترة إلى حد أنها باتت تعرف بينهن بـ«ماما يسرا». وتنقل ميثاء المزروعي، الناشطة الاجتماعية ومديرة الاتصال في مركز «إيواء» عن النساء الضحايا خلال التجربتين السابقتين من «تعابير صامتة» مدى الفخر الذي يشعرن به داخل ذواتهن في الوقت الذي يرين الناس ينظرون بإعجاب إلى رسوماتهن حيث يمكن لهن رصد ردود الأفعال الناتجة عن النظر إلى رسوماتهن وإدراكها جيدا، ثم يصبح هذا الشعور بالفخر مصدرا للاعتداد بالذات عندما يسعى أحد الناظرين إلى الأعمال إلى اقتناء إحدى اللوحات التي غالبا ما يتراوح سعرها ما بين الثماني مائة درهم إلى الألف وخمسمئة. ويضطلع مركز «إيواء» لضحايا الاتجار بالبشر لأول مرة بتنظيم هذا المعرض بدعم من «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي قامت بتنظيم المعرض لدروتيه السابقتين، حيث تم إنتاج الأعمال المشاركة في هذا المعرض خلال ستة أسابيع فقط. ويجدر لفت الانتباه إلى أن هناك الكثير من الطرق المرعبة التي جرى من خلالها «اختطاف» نزيلات «إيواء» ثم إجبارهن على القدوم إلى الدولة والعمل في البغاء أو السخرة، فيعمل أحد الأصدقاء أو الأقارب أو حتى أحد أفراد العائلة على إقناعهن بالرحيل إلى أرض الدولة سعيا وراء حياة أفضل لتجد الواحدة منهن أنها قد انزلقت إلى دوامة أخرى لم تكن تتوقعها الأمر الذي يتسبب بصدمة نفسية قاسية تجعلهن يقمن جداراً منيعاً بينهن وبين المجتمع. (أبوظبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©