الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات أميركية تحاول إقناع العراق بتغيير أساس تسعير النفط

24 ديسمبر 2009 00:14
تحاول شركات تكرير النفط الأميركية إقناع العراق بالتخلي عن استخدام خام غرب تكساس الوسيط كأساس لتسعير شحناته من النفط إلى الولايات المتحدة واستخدام مؤشر للخام عالي الكبريت، بحسب مصادر نفطية. ومن شأن هذا التحول، الذي قالت أربعة مصادر لـ"رويترز" إن مؤسسة تسويق النفط العراقية "سومو" قد تقوم به خلال أشهر قليلة، أن يؤدي إلى تسعير نحو 20 بالمئة من واردات النفط الأميركية على أساس مؤشر أرجوس للخامات عالية الكبريت وذلك بعد أن اتخذت السعودية والكويت نفس الخطوة في الفترة الأخيرة. وأظهرت بيانات رسمية أن الواردات الأميركية من السعودية والكويت والعراق بلغت 1,7 مليون برميل أو ما يعادل 19 بالمئة من اجمالي واردات الخام الأميركية في سبتمبر والتي بلغت 9,2 مليون برميل. وقال مصدر قريب من المحادثات "سومو قالت إنها لا يمكنها التغيير قبل فبراير على أقرب تقدير ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن تتحول إلى مؤشر أرجوس قريباً". وقد يساعد تغيير الخام القياسي الذي يجري على أساسه تسعير النفط أن يخلق أسواقاً جديدة للمشتقات تعتمد على الخامات عالية الكبريت في خليج المكسيك الأميركي. ومؤشر "أرجوس" هو مؤشر لثلاثة خامات عالية الكبريت تستخرج من البحر قبالة سواحل الولايات المتحدة. وبتبني مؤشر "أرجوس" تبتعد الدول المصدرة عن تسعير خامها المتجه للولايات المتحدة على أساس خام غرب تكساس الوسيط القياسي الذي ظل المؤشر الرئيسي لأسواق الخام الأميركية طوال عقود. ويرتبط مؤشر "أرجوس" جزئياً بمؤشر غرب تكساس الوسيط إذ يستخدمه كأساس لتقييم الخام عالي الكبريت. وقالت المصادر إن "سومو" - على عكس المصدرين الآخرين - لم تبلغ المشترين الأميركيين رسمياً نيتها التحول إلى مؤشر "أرجوس" في التسعير، ولكن المشترين يتوقعون أن يحدث ذلك قريباً. وأضافت المصادر أن تغيير أسلوب التسعير قد يتطلب بضعة أشهر إذ تدرس "سومو" حركة مؤشر "أرجوس" وتناقش شروطاً مثل فروق الشحن مع عملائها الأميركيين. وشحن العراق 428 ألف برميل يوميا للولايات المتحدة وهو ما يضعه في المركز الثامن بين الدول المصدرة للولايات المتحدة. وزادت شعبية الخامات عالية الكبريت مثل التي يضمها مؤشر أرجوس - مارز وبوسيدون وجنوب جرين كانيون - بين شركات التكرير الأميركية خلال السنوات الأخيرة وبخاصة في ساحل الخليج وهو أحد مناطق التكرير الرئيسية نتيجة انخفاض أسعارها عادة مقارنة مع النفط منخفض الكبريت. وغالبا ما تشحن دول الخليج العربية المصدرة خامات متوسطة الكبريت للولايات المتحدة ولكنها تسعر شحناتها منذ سنوات عند سعر تفاضلي لخام غرب تكساس الوسيط ونقطة تسليمه الرئيسية هي كوشينج بأوكلاهوما. ونتيجة التقلبات غير المعتادة في أسعار خام غرب تكساس الوسيط هذا العام أصبحت شركات التكرير الأميركية لا تستطيع التنبؤ بتكاليف شحنات دول الخليج العربية إلى الولايات المتحدة. وفي مناسبات عديدة جرى تداول خامات مؤشر "أرجوس" بعلاوة سعرية نادرة على سعر خام غرب تكساس الوسيط قبل أن تعود لتخفيضات كبيرة مرة أخرى. وأزعجت تلك التقلبات السعرية كلا من الدول المصدرة للخام وعملائها على حد سواء. والاعتماد على مؤشر "أرجوس" لتسعير الخام قد يجعل الواردات المنقولة بحراً إلى ساحل الخليج الأميركي أقل عرضة للتأثر بتقلبات الأسعار التي تنتج عن اختناقات اقليمية في كوشينج. وتحفز الشعبية المتزايدة للخام عالي الكبريت - وتكريره أصعب من تكرير النفط منخفض الكبريت - عقود الخام عالي الكبريت الجديدة. وبدأ تداول بعض هذه العقود هذا الشهر والشهر الماضي في بورصات مثل نايمكس وانتركونتيننتال وشمل التداول عدة عقود جرى تسعيرها مقابل مؤشر أرجوس. وقالت المصادر إنه رغم تحول "أرجوس" السريع إلى مرجعية مهمة لواردات الخام الأميركية فمن المستبعد أن تتحول دول أخرى معظم صادراتها النفطية للولايات المتحدة من الخام عالي الكبريت مثل المكسيك وفنزويلا إلى استخدام المؤشر في القريب.
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©