الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدودة الشريطية

الدودة الشريطية
29 ابريل 2015 21:00
الصحفي: كيف اكتشفت أنك كاتب؟ الكاتب: من المعاناة الممتدة في الزمن.. ومن خوض تجربة العصيان  ضد ما يعكر صفاء المخيلة وبراءة اللحظة. الصحفي: هل استطعت أن تقبض على سر هذه اللحظة؟ الكاتب: اللحظة عندي وحشية ومنها أستقي عالما بريئا. الصحفي: ماذا يعني لك المكان؟ الكاتب: المكان إن لم يصبح مكانة لا يعول عليه.. كما يقول ابن عربي. أشعر بانفصالي الحقيقي عن الأمكنة. المكان هو غربة. أبدا لا أعول علي مكاني كثيرا. إنه يمتحنني باستمرار.. يمتحنني في فراغه.. الذي أحاول أن أعبئه بوجودي. لكنني لم أستطع إلى الآن أن نصير واحدا. الصحفي: ماذا عن قريتك.. حيث ولدت. الكاتب: لقد ولدت هناك مع الوحوش البرية، التي أيقظت في نفسي الخوف الجمالي.. الخوف من الكلمة والإنسان والأمكنة  المغروسة في الامتداد الخفي لانتمائي. الصحفي: الخوف الجمالي.. أشعر أنني يقظ حقا تجاه هذا المصطلح.. ولكن ماذا تستطيع  أن تقدم  لخوفك هذا؟ الصحفي: لا أنتظر أن أقدم شيئا.. أنا متمسك بظلي.. أكثر مما أتمسك بقامتي. الصحفي: لمن تكتب؟ الكاتب: لها. الصحفي: هل الهاء عائدة هنا: للحرية.. للمرأة.. للأرض. الكاتب: سأخيب ظنك حقا. الصحفي: خيبة الظن إيمان لليقين. الكاتب: كتابتي الأولى والأخيرة هي للدودة الشريطية.. التي تستوطن أمعائي منذ كنت صغيرا. أنت متفاجئ أليس كذلك؟ ماذا أفعل؟ تلك النهمة لم أستطع أن أتخلص منها.. لقد صارت تمصني في نومي ويقظتي وفي جوعي وشبعي ووجودي وعدمي وحبي وكرهي وفي صمتي وكلامي. فهل لديك واحدة في أمعائك تشبهها؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©