الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع

السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع
28 ابريل 2013 14:46
أكد الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية عبدالرحيم علي أن الوطن العربي يمر بمرحلة حساسة وخطرة من الانهيارات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، ترجع أسبابها إلى وصول الإخوان المسلمين إلى حكم بعض الدول العربية التي قامت فيها ثورات استهدفت التغيير السلمي قبل هيمنتهم على السلطة بطرائق مشبوهة متعددة. وأشار الباحث إلى أن تاريخ الإخوان المسلمين في مصر مليء بالدم والعار حيث تلطخت به أثواب كل من تولى المسؤولية في تلك الجماعة الموغلة في الخديعة والغدر والتحالفات المشبوهة. وشدد عبدالرحيم علي على أن الإخوان المسلمين قدموا في استيلائهم على الحكم والسلطة في مصر أنموذجاً متخلفاً لكيفية قيادة الشعب وحكمه، واستعرض تاريخ تشكّل تلك الجماعة منذ ثمانين عاماً وتحركاتهم وأساليبهم في العمل السياسي داخل مصر منذ الملك أحمد فؤاد حتى تولي محمد مرسي الرئيس الإخواني مقاليد السلطة في مصر. جاء ذلك خلال ندوة ثقافية قدمت أمس الأول في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت عنوان “الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان” لمناقشة كتاب الباحث عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث في القاهرة الذي يحمل العنوان نفسه، واشترك في الندوة التي حضرها حشد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي العربي كل من المفكر والكاتب السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع، والكاتب في صحيفة “الأهرام” وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير صحيفة “الأسبوع المصرية” مصطفى بكري، ومدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران. منهج نقدي وقبل تقديمه للمحاضرين في الندوة قال الباحث السيد ياسين: “إن عبدالرحيم علي الباحث والكاتب المعروف ومؤسس المركز العربي للبحوث، المتخصص في دراسة حركات الإسلام السياسي كرّس سنوات طويلة من البحث العلمي الجاد في دراسة حركات الإسلام السياسي منذ فترة طويلة قبل أن تندلع ثورة 25 يناير في مصر”. وأضاف: “لقد تميزت كتب عبدالرحيم علي المتعددة التي أصدرها والتي قامت بتشريح الفكر المتطرف لجماعة الإخوان المسلمين بالتطبيق الإبداعي للمنهج التاريخي النقدي الذي يقوم على إقامة العلاقة الوثيقة بين النص والسياق كما يذهب إلى ذلك علم اجتماع المعرفة”. وقال السيد ياسين: “الواقع أن المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا في مصر عام 1928 يقوم على أساس عدد من المبادئ الأساسية أهمها العمل على إحياء نظام الخلافة الإسلامية، وقد ثبت هذا المبدأ في العقل الإخواني إن صح التعبير، وبخاصة أن التصريح الذي أدلى به المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بعد أن حصلت الجماعة على الأكثرية في انتخابات مجلس الشعب التي عقدت بعد ثورة 25 يناير ونصه: “يبدو أن تحقيق حلم حسن البنا في استعادة الخلافة الإسلامية قد اقترب” يؤكد ما ذهبنا إليه. الفردوس المفقود ويرى السيد ياسين أن حلم الجماعة هو استرداد “الفردوس المفقود” وهو نظام الخلافة الإسلامية الذي لا يخضع لأي قواعد منطقية، وأنه ليس في تراث الجماعة الذي يتسم بالفقر الفكري أي إشارات لكيفية اختيار الخليفة، وهل سيكون بالانتخاب؟ ومن سينتخبه؟ أو بالتعيين ومن سيعينه؟ وماذا سيفعل الخليفة في وجود عشرات من الحكام المسلمين على رأس دولهم سواء أكانوا ملوكاً أو رؤساء جمهوريات أو أمراء؟ وشدد بأنه ليست هناك إجابات مقنعة لأن الأجوبة الصحيحة أن ذلك لن يتم إلا بالانقلابات على الدول العربية والإسلامية القائمة ولو باستخدام العنف وهم الذين عن طريق منظرهم الأكبر ـ سيد قطب ـ من أسس العنف والذي كان هو ملهم الجماعات الإسلامية الإرهابية التي مارست الإرهاب ضد دول عربية شتى في معارك سقط فيها مئات القتلى والمصابين من الجماهير الإسلامية. وحدد السيد ياسين المبدأ الثاني من مبادئ الجماعة وهو أسلحة المعرفة ومعناه عدم الاعتداد بالمعرفة الغربية على أساس السطو عليها وأسلمتها. والمبدأ الثالث أن الشورى الإسلامية أفضل من الديمقراطية الغربية وإن كان الإخوان قد عدلوا مؤخراً عن هذا المبدأ على أساس أن الانتخابات الديمقراطية يمكن أن توصلهم إلى السلطة، كما فعلوا ما بعد ثورة 25 يناير. ويحدد السيد ياسين المبدأ الرابع برفض مبادئ الاقتصاد العالمي وتأسيس ما يطلقون عليه بالاقتصاد الإسلامي. السمع والطاعة أما المبدأ الخامس، بحسب السيد ياسين، فهو مبدأ السمع والطاعة مما يحول أعضاء الجماعة إلى مجموعة من العبيد الذين يخضعون خضوعاً كاملاً للمرشد العام، ومن لا يطيع يتعرض للفصل والإقصاء. ووصف السيد ياسين فكر الإخوان المسلمين بأنه فكر متطرف وانقلابي وانتهازي يقدم أنموذجاً متخلفاً لإحياء نظام الخلافة الإسلامية ولو بالعنف. وقال: “إن هذه الجماعة تتبنى فكراً متطرفاً مضاداً لحركة التقدم التاريخي، وأن مشروع الفكر المتطرف لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام العنف ضد الدول العربية والإسلامية القائمة”. وأضاف: “غير أن الفشل الذريع لتجربتهم القصيرة في مصر بعد الثورة التي سرقوها من الثوار الحقيقيين الذين فجروها تكشف بوضوح عن السقوط التاريخي لهذا المشروع الانقلابي المتطرف”. وأشاد السيد ياسين بآراء عبدالرحيم علي في كتابه هذا وإنجازه البحثي المتميز الذي ربط الوثيقة بالدلالة التاريخية والاجتماعية التي نظمت فيها، وبالنتائج التي خرج بها الباحث لكي يستطيع قارئ الكتاب أن يكون رأيه في جماعة الإخوان المسلمين. ملفات سرية بعد ذلك تحدث الباحث عبدالرحيم علي مؤلف الكتاب، فقدم تمهيداً وشرحاً مختصراً عن أبواب وفصول الكتاب وما اشتمل عليه من تتبع تاريخي للإخوان المسلمين وتحالفاتهم منذ تشكّلهم حتى استيلائهم على السلطة في مصر وبعض الدول العربية. وقال عبدالرحيم علي: “ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب وكل باب ينقسم إلى عدة فصول متعددة ومختلفة، حيث يعنى الباب الأول بالإسلام والانتهازية السياسية، وهو توصيف لكيفية قيام علاقاتها من عهد السراي والملكية حتى ثورة يوليو 1952 ثم السادات ثم حسني مبارك، وكيف تحافظ تلك الجماعات الإسلامية المتمثلة بالإخوان المسلمين على علاقاتها حتى تنتهز الفرصة لتنقض على السلطة في أي وقت يسنح بذلك، حيث استطاعت أن توصل الناس إلى قناعات وأفكار مزيفة كونها البديل السياسي لكل من مرّ على قيادة زمام مصر، وهي بذلك قفزت على المنجز الثوري الذي قام به شباب 25 يناير. وأشار عبدالرحيم علي إلى أن الباب الثاني من الكتاب تناول الملفات السرية للإخوان وهي خمسة ملفات أولاً: الإخوان وملف الأيديولوجيات، وثانياً الإخوان وملف الديمقراطية، وثالثاً الإخوان وملف التنظيم الدولي، ورابعاً الإخوان بين الديني والسياسي، وخامساً الإخوان والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية. وتطرق الباحث إلى علاقة الإخوان المسلمين بالعنف وكيف مارسوه منذ مقتل قاضي الخازندار ومروراً بمقتل النقراشي ومحاولات قتل جمال عبدالناصر والسادات “حادث المنصة العسكرية”، وقال: “حاولت أن أعتمد على وثائقهم ومقابلاتي لأكثر من 20 ساعة مع شخصيات منهم أو كانت منهم، وكذلك على الوثائق بخط أيديهم وعلى كتبهم أنفسهم، وبخاصة كتب محمود عبدالحليم وأبو شادي وعزيز كامل الذين كتبوا تجاربهم وهم أعضاء في الجماعة وما رووه عن هذه الفترة وبخاصة 1988”. وعن الملفات السرية التي كشفها الباحث عبدالرحيم علي أكد على العلاقة الخفية بين الإخوان المسلمين والأميركان، وعما رواه محمد مهدي عاكف وما اعترف به عن تطور علاقاتهم مع الأميركان. وتحول الباحث إلى رؤى الإخوان المسلمين ونظراتهم الفكرية إلى الأقباط والمرأة والقضية الفلسطينية وشكل الحكم والأميركان والديمقراطية وكيف يرون من خلال وثائقهم منذ 1974 إلى 1981 الذي نقلته صحيفتهم الدعوة كيف يمكن أن تكون دولة الإخوان. وقال: “عندما تولى محمد مرسي الحكم في مصر والغنوشي في تونس كنت أكتب حقائق عن كيف حكم هؤلاء الناس وكيف سيحكمون وكتبت ذلك منذ عام، وبعد ذلك قارنت أوراقي التي كتبتها مع ما حدث لاحقاً وكانت هناك مطابقة بين الأمرين وكأني كنت أتوقع ما سيحدث فعلاً”. وأضاف: “لقد اعترض الناس وقرائي على ما استنتجت وما كنت أكتب عن أفكار الإخوان الهدامة وأواجه بسؤال واستفسار محير يتهمني بأنني أكتب عن الضمائر غير المكشوفة للإخوان، ولكن اتضحت الحقيقة فيما بعد وبدأ الإخوان يكشفون عن زيفهم وفساد رؤاهم، وخطل أفكارهم ومشاريعهم الفاشلة التي جعلت الناس يعيدون أحكامهم إزاء ما توصلت إليه وما كتبته، حيث أصبح الكثيرون ممن اعترض عليّ في البدء يتفقون معي في آرائي ضدهم”. ويقول عبدالرحيم علي: “لقد طرحت في الفصل الأول الجانب التاريخي لمسيرتهم المخادعة وكيف استطاع الإخوان أن يطرحوا أنفسهم كبديل سياسي منذ حكم الملك أحمد فؤاد وعلاقتهم بالقصر على حساب حزب الوفد، حيث مال الإخوان المسلمين إلى الملك”. ويتبع الباحث علاقة الإخوان المسلمين بالملك فاروق ثم جمال عبدالناصر وعلاقتهم بالسجون التي زجوا بها وتصالحهم مع أنور السادات ثم علاقتهم بحسني مبارك وأخيراً توليهم السلطة متمثلة بمحمد مرسي. ويصف عبدالرحيم علي كل ذلك التاريخ بأنه حقب متوالية من الانتهازية التي توجت باستيلائهم على السلطة بعد ثورة 25 يناير، ورؤيتهم إلى هذه الثورة التي وصفوها بأنها دعوة خبيثة ومشبوهة ولا يعرفون من خلفها، ولذا فإنهم لا يشاركون بها وهم بعيدون عن صراعاتهم. ويتابع عبدالرحيم علي: “لقد أخذ الشباب الصدمة وامتصوها وتعاملوا معها بثورية عالية غير أن الإخوان المسلمين نزلوا في 28 يناير مع الشباب واختطفوا إنجازهم بعد ثلاثة أيام”. ووصف عبدالرحيم علي حكم الإخوان في مصر الآن بالحكم الفاشل الذي ازداد فيه جوع الإنسان المصري الفقير والانهيار الاقتصادي وتدني الاحتياطي النقدي وهذا - بحسب قوله - “ما جعل الرئيس المصري شحاذاً يسافر و”يشحت” ويرد خائباً”. وقال إن القتل والسحل أمام قصر الاتحادية يجعل الأمر لا يمكن السكوت عنه، ولهذا السبب نرى أن حسني مبارك قد استعاد قوته الذاتية على أقل تقدير إذ هو يجد هذا الانهيار دليلاً على أن حكمه كان أفضل من حكم مرسي بكثير. ويقارن علي بين قرارات حسني مبارك الذي لم يصدر أمراً بالقتل وبين قرارات محمد مرسي الذي جاء بوزير يجيد قتل المصريين. محاكمات شعبية وتوقع عبدالرحيم علي حصول محاكمات شعبية قادمة يحاسب عليها من قتل الشعب المصري، كما رأى أن نظام الحكم الإخواني في مصر آيل إلى الزوال، وأن كل نقطة دم مصرية اهدرت وتسبب بها الإخوان المسلمين سيقابلها محاكمة عادلة، ينتصف فيها الشعب للأمهات والأخوات الثكالى بأبنائهن وأخواتهن والذي سيأخذ حقهن ممن سحل المصريين في التحرير وأمام الاتحادية. ويؤكد الباحث أن كل من انتخب الإخوان المسلمين في مصر يقدمون اعتذارهم حتى أن بعضهم قدم نفسه لتلقي العقوبة من الشعب بضربه بالأحذية لقاء ما أقدم عليه من انتخابه لهذه الحركة الفاسدة. ويرى الباحث أن رصيد الإخوان المسلمين قد انخفض حتى وصل إلى 15% بسبب الانهيار الاقتصادي وسحل الناس في الشوارع ومحاولة السيطرة المطلقة على مؤسسات الدولة المصرية العريقة التي بنيت عبر التاريخ، ومحاولتهم الدؤوبة لهدم الجيش المصري وأعمدة الدولة وبخاصة مؤسسات العدل والقضاء. وكشف عبدالرحيم علي عن نوايا الإخوان المسلمين في الإمارات وعن علاقاتهم بتنظيم الإخوان الدولي الذي يديره خيرت الشاطر المعني بنواياهم المدمرة، ووصف تنظيم الإخوان المسلمين الذي يدار عبر تنظيمين وهما: أولاً: تنظيم دولي ينطوي تحت خيمته أبناء البلد أو القطر الذي يوجد فيه هذا التنظيم كأن يكونوا قطريين إن كان التنظيم قطرياً، وإماراتيين إن كان التنظيم إماراتياً. وثانياً: الإخوان المصريون الذين يقيمون في الخارج والمنضمون إلى رابطة الإخوان المسلمين في الخارج، وبعضهم من قبض عليهم في تلك الخلايا المشبوهة. وأشار إلى محمود عزت وخيرت الشاطر والأخير هو المسؤول الأول عن تحركات الرابطة في الخارج، وأن صلات جماعة الإخوان المسلمين في الدول غير مصر ترتبط تلقائياً بالمرشد في مصر وتعتبره الجهة المسؤولة عنها، وهم يدينون بالولاء، وغايتهم الكبرى هي خلخلة الأمن والأمان في الدول التي يتواجدون فيها، ولهذا فإن خيرت الشاطر يتولى عدة مهام في إدارة تحركات الرابطة في الخارج ومنها استلام الأموال والتكليفات التي يصدرها عبر بناء معلومات دقيقة عن البلد الذي يتواجد به الإخوان ومحاولتهم المستمرة في إثارة المشاكل والتشهير بالحكومات الرشيدة التي تحكم تلك البلدان. السقوط المتوقع وتوقع عبدالرحيم علي سقوط حكم الإخوان المسلمين خلال الثلاثة الأشهر المقبلة بسبب ارتكاباتهم، مستعرضا ما حصل بعد فوزهم من متغيرات، ومنها: أولاً، المتغير الدولي الذي أدار ظهره للإخوان المسلمين بمعدل 180 درجة وبخاصة ما صرح به جون كيري وزير الخارجية الأميركية أمام الكونجرس والذي وصف نظام الإخوان في مصر بأنه نظام سيئ، وأن هذا النظام لا يعرف شيئاً عن قوانين الحكم وقد امتنع عن منح النظام مساعدات تصل إلى مليار دولار أميركي، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي. وثانياً، أن القوات المسلحة لم تعد كما كانت، إذ هي الآن في حالة استقلالية عن نظام الحكم وأن رأي الجيش يتلخص في عدم خذلانه الشعب المصري وأنه يحمي الشرعية. وثالثاً، أن هناك تحركات جماعية كل يوم ضد نظام الإخوان كون الدولة تعاني من اقتصاد منهار وأمن متردٍ، وما حصل من خطف لأكثر من 600 سائح أوروبي في أبو سنبل لدليل على حالة الانهيار، وكذلك ظهور الطائفية كما حصل في بني سويف. وأشار إلى أن الكثيرين ممن هم في بطانة محمد مرسي قد بدأوا يقفزون من المركب الغارق في لجة السياسة الإخوانية المتخلفة، وخير مثال على ذلك ما أقدم عليه أحمد مكي بالتخلي عن موقعه. وبتفاؤل قال: “إن ثورة متوقعة قادمة لابد أن تتفاعل في مصر وتتعاطف معها القوات المسلحة ولن نذهب إلى انتخابات برلمانية مزيفة”. بكري: انقلبوا على شعاراتهم الكاتب وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري، توجه في مستهل كلمته بالشكر إلى أبناء الإمارات على كل ما قدموه للشعب المصري من حفاوة واستقبال وقال: “إنكم أشقاؤنا الأعزاء” ودعا بالرحمة إلى روح حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقال: “كان يرحمه الله في حرب أكتوبر عام 73 قد قال كلمته الشهيرة: “إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”، ففتح خزائن دولته من أجل المعركة التي اعتبرها معركة كل العرب”. وقال بكري: “ثقوا أن كل مصري يعرف دور الشيخ زايد رحمه الله وما يقدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وما يجود به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أفعال كبيرة وجليلة للأمة العربية”، وأضاف: “إن ما يجري سحابة صيف وعلاقة شعبينا المصري والإماراتي علاقة دم تتجاوز ما يثار هنا أو هناك من خلافات سياسية ومشاكل عابرة عبور سحابة”. وتطرق بكري إلى ما قدمه عبدالرحيم علي في كتابه واعتبره خبيراً بالإسلام السياسي وبالإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كتاب اللحظة الحاضرة، ونوه بما قدمه المؤلف من وصفة تفسر الأحداث التي نمر بها هذه الأيام. وتحدث بكري عن الانتهازية السياسية والداخلية عند الإخوان وعلاقتهم بأميركا منذ 2003 من خلال جهود سعد الدين إبراهيم الذي مدّ جسور التعاون والتصالح بينهم وبين أميركا، بحسب قوله. وحدد بكري وجهة نظره في الإخوان المسلمين بعدد من النقاط وهي: أولاً أن كافة الشعارات التي رفعها الإخوان المسلمين في ظل الأنظمة السياسية عندما كانوا معارضة قد انقلبوا عليها بل أنكروها وتنصلوا منها. وقال إن شعارهم في حرب إسرائيل وأميركا ووصف الأخيرة بالشيطان الأكبر كان كاذباً، إذ أنهم عندما وصلوا إلى السلطة تعانقت أيديهم مع الشيطان الأكبر واتفقوا بليل في 21 نوفمبر من العام الماضي على تصالح حماس وأميركا برعاية محمد مرسي متناسين فعل أميركا في العراق وفلسطين، وما جاء في البند الثاني من اتفاقهم أن المقاومة تعتبر من الأعمال العدائية. ويتساءل مصطفى بكري: “هل المقاومة ضد الاحتلال يا جماعة الإخوان المسلمين تعتبر عملاً عدائيا؟”. وقال: “لقد بيعت حماس وبيعت المقاومة وتوقفت المقاومة الفلسطينية بفضل الإخوان المسلمين”. وثانياً: كانت شعارات الإخوان المسلمين ما قبل الثورة المصرية في 25 يناير تتلخص في احترام الآخر والدفاع عن الديمقراطية وصندوق انتخابي نظيف ولكن عندما وصلوا إلى السلطة تنكروا لكل شعاراتهم، واعتذر من كان يدافع عنهم حيث اعتذر علاء الأسواني وأحمد ماهر وحمدي قنديل وتأسفوا للشعب المصري. وثالثاً: عندما نتحدث عن قوى المجتمع المصري نجد أن المصريين الآن قد راجعوا أنفسهم على مدى 11 شهراً واكتشفوا أن الرئيس يقول كلاماً ويناقضه في اليوم الثاني، وهذا ديدن الإخوان المسلمين، ومثال ذلك ما صرح به عن توافقية الدستور والتي تنصل منها بعد 48 ساعة، وثانياً احترامه للمحكمة الدستورية وقد هاجمها بعد أيام. وتوقع بكري أن الإخوان المسلمين في مصر سيكونون لجنة “حماية الثورة” على غرار ونسق لجنة حماية الثورة في إيران وأن شروط الاستبداد في حياة مبارك كانت أكثر هوناً. وأضاف: أن الإخوان المسلمين يقفون مع فصيل فلسطيني وينسون القضية الفلسطينية، ويقفون مع فصيل سوري وينسون القضية السورية، وبهذا أصبحوا خطراً على الإسلام ذاته”. ويتساءل بكري: هل هناك أمل؟ ويجيب نعم هناك أمل، ويتساءل: هل ذهبت مصر؟ وينقل رؤية البسطاء الذين يقولون “وحشتينا يا مصر”. زهران: يجيدون العنف ويبرعون بنقله إلى الدول العربية الأخرى في مستهل حديثه أشاد مدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران بالدور الذي يلعبه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأثنى على كتاب عبدالرحيم علي الجديد، وعلى كتبه السابقة التي قدم فيها رؤى تحليلية للخطاب السياسي الإخواني الذي وصفه بالعاجز والمتخلف والتي وصلت إلى ما يقرب من 12 كتاباً تشكل له شرطه الفكري في محاولة للتعرف على المشروع السياسي الإسلامي. وقال زهران إن المسألة متنوعة بين الكتاب والمؤلف والموضوع، وأن الموضوع/ القضية، تتمثل في التفات العالم إلى مفصل الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في بعض الدول العربية بطريقة الغدر ونقض العهود، وقال: “عندما نناقش الكتاب فإننا نناقش فكر الإخوان المسلمين، وأننا أمام مشروع مدمر، حيث يقدم عبد الرحيم علي في كتابه محاولة للتعرف على 3 أسئلة وهي أولاً قصة الإخوان وكيف بدأوا وما هي وثائقهم وتحالفاتهم وتاريخهم؟ وثانياً محاولة لتقييم أداء الإخوان المسلمين حيث يحكي القصة برؤية تقييمية وإلى أي حد كانوا انتهازيين؟ وثالثاً يحاول الكتاب أن يكون طرفاً في المعرفة ومساهما فعليا وقويا في المعركة ضد الإخوان المسلمين أينما وجدوا. وأشار زهران إلى حيدة الباحث العلمية وانحيازه السياسي الذي يحاول أن يلتزم بما يقصه من سيرة هؤلاء الذين أصبحوا نقمة على مصائر الشعوب التي اختارت أن تعيش بسلام بعيداً عن هرطقة الفكر الإخواني المتخلف. وشدد على تقييم عبدالرحيم علي لأفكار الإخوان المسلمين بعين الطائر وهذا التقييم مفيد للمعركة السياسية ضد الإخوان بأفكارهم المدمرة. وتوقف زهران عند توصيف الانتهازية السياسية التي أطلقها الكتاب عن الإخوان والتي تتمظهر بـ”تحالفاتهم الانتهازية وحرصهم على استبدال الآخرين وبخاصة علاقتهم بعبدالناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري، وتحالفاتهم معهم التي ما يلبثون أن يتراجعوا عنها كل مرة ونقض عهودهم معهم”. وتناول زهران ما أسماه الانتهازية الداخلية عند الإخوان وخاصة في مسألة الديمقراطية، والتي تبرز في عدم ديمقراطية البناء الداخلي لتنظيمهم، وكذلك الإخوان والعنف والتي يثبت فيها الكتاب أن العنف ديدن الإخوان المسلمين وأنهم آفة مدمرة، تهدم ما تبنيه الشعوب التي تطمح إلى الاستقرار والرفاهية، وقال: “إن الإخوان المسلمين يطمحون إلى انتقال العنف على أيديهم من مكان لآخر، ومن ميدان إلى ثانٍ حتى وصلوا إلى أفغانستان”. وأكد زهران أن الكلام عن المفاهيم والمرجعيات وسيد قطب “منظرهم الأول وقائدهم” وعن الديني والسياسي يعتبر مهماً جداً وضرورة كشفه ودراسته. وشدد على أن الكتاب مفيد جداً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة وبمحاولة هؤلاء البائسة للهيمنة السياسية إلا أن فشلهم يقودهم إلى نزول السلم يوماً بعد آخر. وقال إن الكتاب مفيد أيضا بالمعركة السياسية لأن وضع الإخوان في مصر قادهم إلى تكشف خساراتهم وافتضاح نواياهم وخطل أفكارهم، وأن مجيئهم إلى الحكم زادت منفعته لأنه كشف فشلهم في إدارة الدولة العصرية بدليل خسارتهم في انتخابات أربعة وهي انتخابات اتحادات الطلبة والصيادلة والصحفيين والبيطريين. ويرى زهران أنه بوصول الإخوان المسلمين إلى السلطة خسروا سمعتهم التي وصلت إلى الحضيض منذ 9 شهور، وأن تغلغلهم في بنية مجتمعات الدول العربية الهادئة سوف يكلفهم الكثير، وأن موضوع اجتثاثهم سوف يأخذ بعض الوقت وأنهم يخسرون السلطة في مصر وفي الدول العربية التي وصلوا فيها للحكم وأنهم سيخسرون كل شيء فيما بعد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©