السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مقتنيات محمد بن راشد..رسائل جمالية وفكرية

مقتنيات محمد بن راشد..رسائل جمالية وفكرية
29 ابريل 2015 21:30
بتمازج فريد بين الكلاسيكية ومقاربات المعاصرة وإسقاطات الحداثة، جاءت الدورة الثامنة لـ «معرض دبي الدولي للخط العربي»، الذي يعرض أعمالاً لـ 50 خطاطاً من مختلف الدول العربية والإسلامية والأوروبية، مقدمين خلاصة 3 مدارس تستلهم الخط العربي فنياً، الأولى تتبنى الشكل الكلاسيكي البحت للخط، والثانية تقدمه في إطار معاصر، فيما ترتكز المدرسة الثالثة على الحداثة والتجدد من خلال تقنية الخط الضوئي، ليشكل الحدث جسراً يربط بين تاريخ هذا الفن العريق وصولاً إلى الإبداعات الحديثة، ويكون منطلقاً نحو أساليب تعبيرية جديدة تحافظ على الطابع الأصيل لفنون الخط العربي وتضفي عليها مسحة من الحداثة والتجدد. يعد «معرض دبي الدولي لفن الخط العربي» من أبرز ملامح الدورة الثانية لـ «موسم دبي الفني»، مبادرة الفنون الشاملة التي انطلقت خلال شهر مارس. وتكتسب دورته الثامنة أهمية إضافية من خلال عرض مجموعة من مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تعكس جملة من القيم الفنية والأخلاقية والرسائل الفكرية التي يتبناها سموّه ويرى أن هذه النماذج تتوفر عليها. جدارية تعكس هذه المختارات الجميلة لثلاثة من الفنانين (علي عمر ارميص، خالد بن سليمان، ويوسف أحمد) جماليات الإبداع الفني. والأعمال عبارة عن لوحتين جداريتين وجرَّتين حرص مبدعوها على توظيف الخط العربي كثيمة فنية، علاوة على حمولاته المضمونية التي تغوص عميقاً في معاني الحكمة، وتعبر عن المعنى العميق لوحدانية الذات الإلهية، والزهد، فضلاً عن القيمة الجمالية البصرية التي يتميز بها الخط العربي. وتؤكد هذه الأعمال على المكانة العالية التي يحتلها الإبداع بشكل عام والفنون العربية الإسلامية بشكل خاص لدى سموه، وما يوليه للحركة الفنية والثقافية من عناية واهتمام، فضلاً عن الرعاية والتشجيع، وهو ما أوضحته لطيفة القمزي مديرة المشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون لـ «الاتحاد» بقولها: «إننا محظوظون بوجود قيادة عظيمة تهتم بالفن وتقدره وتحتفي بالثقافة وتعلي من قيمة جماليات الفنون بمختلف صنوفها، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يقدم الدعم المادي والمعنوي، لجميع فعاليات وأنشطة هيئة دبي للثقافة والفنون، وتأتي زيارة سموه للمعرض واطلاعه على معروضاته تأكيداً على إيمانه بهذا الفن واهتمامه به». وأضافت: «لا شك في أن فكرة عرض مقتنيات سموه تشكل رافداً أساسياً وداعماً قوياً ومساهماً في الترويج للمعرض»، مشيرة إلى أن العديد من أفراد الجمهور ومن الفنانين المشاركين في المعرض أبدوا اهتمامهم بالتعرف على هذه المقتنيات والاطلاع عليها، والتعرف إلى جماليتها. عناق الحرف واللون ما أن يقع بصرك على جدارية الفنان علي عمر ارميص حتى تدرك تماما أنك أمام عمل فني ناطق، تخاطبك الحروف والألوان التي قام الفنان بتوزيعها على سطح الكانفاس بدقة متناهية، وبحركة فنية مدروسة لا تعوزها الانسيابية وتدلل على الحرفية العالية التي يمتلكها الفنان في تعامله مع اللون. ففي اللوحة اشتغال على كثافة الألوان وتدرجاتها بحيث تخاطب عين المشاهد وتمتعه بصرياً، سواء من خلال المزج اللوني الفريد أو عبر التناغم الناجم عن حركة اللون باتجاه الآخر.. فأنت ترى ولادة جديدة للونين يقتربان من الأخضر ويميلان إلى الأصفر ويمطران كما الغمامة في أعلى الجدارية، لتتساقط ذرات من الألوان برقة بالغة وتتوزع في جميع أركان هذه التحفة الفنية. وتنضاف إلى كل ما سبق، دلالات العبارة/ الحكمة الشعرية التي خطها ارميص في القلب تماماً ليحقق التواصل الفكري أيضاً مع المشاهد: إذا المرء لم يعتق من المال نفسه تملّكه المال الذي هو مالكه ألا إن مالي الذي أنا منفق وليس لي المال الذي أنا تاركه تتأمل بعينك وروحك ما ينطوي عليه هذا الشعر، وترتشف لذةً جمالية ناجمة أيضاً عن الاقتران بين الكلمة واللون. لتدرك أن جمالية الكلمة واللون صنوان، وإذا ما التقيا في عمل واحد فذاك هو الإبداع. وفيما يقوم الفنان ارميص بإدهاش عينك عبر خطابه البصري، يقدم لك الشاعر الكبير أبو العتاهية دهشة قلبية رائقة، فتتعانق بين حروف الشعر وصورة الرسم دهشتان تحملان الروح إلى عالم صوفيّ يحفّه البهاء. هنا، تشعر أن الفن بحق، هو رسول للروح. وفي جماليّته المعهودة خط الفنان ثلاثة حروف عربية هي: الميم والثاء والألف بخط الطغراء، وجاءت نقاط الثاء الثلاثة إلى أقصى يمين اللوحة، وكأنها ثلاث كرات أرضية تدور حول المركز قبل أن يوقفها حرف الألف الذي ينتهي باللون الأبيض في إشارة إلى أن النقاء لا بد أن ينتصر. وختمت اللوحة بعين الميم التي هي أقرب ما تكون بالقاعدة. وتظهر الجدارية الأسلوب المتميز الذي عرف به الفنان علي عمر ارميص، في أعماله الفنيّة التي يوظف فيها الخط العربي كقيمة بصرية ومضمونية مفتوحة على عوالم معاصرة، حيث يجمع في لوحاته مقتطفات من الأدب العالمي، وخصوصاً من الشعر والنثر العربي الإسلامي، ويستخدِمها للبحث في القيم الإنسانية مثل العدالة، والسلام، وحقوق الإنسان، وحماية البيئة والمسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية. ويعتمِد الفنّان على مزج النص والألوان والأشكال، والإيقاع لتكوين تراكيب بصرية وموسيقيّة قوية. تتميز لوحات علي عمر بوجود لغة بصرية قوية، فهي تتحدّث ببلاغة لأشخاص يستطيعون قراءة النصوص العربية، وأيضاً لأولئك الذين لا يستطيعون. وقد أضاف عمله دينامية جديدة وحيوية لعالم الفن الإسلامي، بحيث وُصِفت أعماله بأنها «الجسر بين فجوة الثقافات واللغات». الواحد جلّ جلاله من بين مقتنيات صاحب السمو حاكم دبي جرّتان فخاريتان للفنان خالد بن سليمان، الذي لم يكتف باحتراف صناعة الفخار فقط، وإنما حول الجرة إلى عمل فني يحمل أجمل الأفكار التي تخالج صدور المؤمنين، محاولاً تجسيد تلك العلاقة الخاصة جداً والسامية بيننا وبين الخالق سبحانه وتعالى، وإذ يفعل يعبر عن كل إنسان مؤمن، فنحن جميعاً نقر بوحدانية الله، الواحد الأحد الفرد الصمد، سبحانه وتعالى بذاته، وتفرد بملكوته. وهي الفكرة السامية التي أراد بن سليمان أن يعبر عنها مستخدماً لفظة «هو» بكل ما تحمله من قدسية، إلى جانب لفظ الجلالة «الله» والآية القرآنية الكريمة «الله لطيف بعباده». والجرتان مختلفتان في الحجم، واحدة طولية الشكل والأخرى دائرية. وفي حديثه لـ «الاتحاد» أكد بن سليمان أن تكرار لفظ الجلالة «الله» ساعده على التركيز، فيما جاء تكرار كلمة (هو) ومن ثم كتابتها في قلب العمل الفني تأكيدا على وحدانيته وتفرده عزّ وجلّ بالألوهية والملكوت. للفن عين أخرى يذهلك الفن الذي يجعلك ترى الأشياء المعتادة في غير صورتها، فقد ترى الشمس غير دائرية، وتظن أنك تراقب الغروب وأن ثمة طائراً ما شامخاً عنيداً يمر مسرعاً بالقرب من غروبك الذي تتابعه بشغف ليسد عين الشمس الآفلة فتشيح بوجهك عن الغروب إليه. هذا ما تراه في جدارية الفنان القطري يوسف أحمد، التي تتوالد فيها الألوان أو تتناسل من بعضها البعض، فهناك البني الذي يتدرج إلى العسلي وبينهما البرتقالي، وآخر مزيجا من الثلاثة، لكنما الألوان تزاوجت فيما بينها وشهدت ولادات جديدة. كما تمثل اللوحة أيقونة مليئة بالدلالات والمعاني بدءاً بالعنوان الذي يشغل موقعا فاعلاً داخل فضاء اللوحة ويمنح القارئ فيضا من الاستنتاجات والتأمل في ماهية الـ «هو» التي ربما تكون بيانا على عظمة الخالق جل وعلا في أسمائه الحسنى فهو الرحمن والرحيم والخالق العظيم (الله لا إله إلا «هو») – (قل «هو» الله أحد). إضافة إلى الكثير من الصور الأخرى التي يستنتجها المتذوق مما يعطي اللوحة بعدا لامتناهياً من الأخيلة. فمن خلال هذه اللوحة الفنية يقدم لنا الفنان يوسف أحمد فنا سلك فيه منحى اختزال الأشكال والحروف إلى دلالات ذات مقاصد والذي يعتبر نوعا من الفن الصوفي حيث أصبح الحرف كأداة تعبيرية عن جمالية التأمل وإيضاح للعلاقة ما بين الذات (أي الفنان) والموضوع (أي العمل الفني). وتتوفر الجدارية على جماليات معينة عرفت أو اشتهرت بها لوحات الفنان الذي يستوحي أعماله في الغالب من الصحراء، وألوانها، ومن البيئة القطرية والخط العربي وتمتازُ بتعدّد وسائطها وألوانها وأشكالها. فالخطوط تمتّد على طول القماش والخشب وتمتزج الحروف والتكوينات بأشكال هندسية جذابة. قيم ودلالات تتوفر هذه الاختيارات على قيم فنية تمتلك منطقها الجمالي الخاص، النابع من الخط العربي، الذي يعبر عن الثقافة العربية الإسلامية، وعن لحظة مزدهرة فيها على نحو خاص. وللخط العربي ذاكرة عريقة، ممتدة حضارياً في عمق وجدان الإنسان العربي والمسلم وقادرة في الآن نفسه على مخاطبة أبناء الثقافات الأخرى، فالخط العربي يتحلى بقيمة بصرية تجعله قابلاً لأن يكون تكويناً تشكيلياً قائماً بذاته منفكّاً عن المعنى المباشر للكلمة. ومن الميزات الكبرى للخط العربي أنه فن جمعي وليس فرديا، كما يتفق أغلب نقاد الفن التشكيلي، وهو يمتلك من القدرات والسمات الفنية ما يجعله بالفعل قادراً على إثارة الوعي بالتجاور، حيث تبرز نماذجه المختلفة وخطوطه المتنوعة بُنية متنوعة، عميقة، لكل منها مجرى يطبعها بسمتها الخاص، لكنه يربطها في الوقت نفسه مع النماذج الأخرى.. فالديواني والجلي والكوفي والتعليق والنستعليق وغيرها من الخطوط المعروفة تلتقي جميعاً في فلسفة هذا الفن الروحية القائمة على النقطة، وذاكرته المشتركة العائدة إلى أربعة عشر قرناً ترسخت فيها لهذا الفن تقاليد عريقة لا بد أن يلمّ بها الخطاط وهو ينتج عمله. في ضوء هذا كله، تقدم الأعمال المقتناة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، اقتراحاتها الجمالية التي تنتمي إلى رؤية معاصرة في فن الخط العربي، ولا تقف عند حدود القواعد والأصول الموروثة والثابتة.. فالخط ميزان الحرف لكن الفنان أيضاً ميزان اللوحة وبصيرتها الذاهبة إلى فكرتها متسلحة بوعي التجديد والإضافة.. ولا شك في أن هذه الأعمال، كما هي الحال في كل عمل فني، تنتمي إلى المنطق الجمالي في الفنون الإسلامية، الذي يتغيّا بشكل عام تنظيم التجربة الإنسانية في عمومها، وترتيب علاقة الإنسان بالكون وخالقه على وجه الخصوص، علاوة على كونها تعكس الخصوصية الثقافية العربية والإسلامية. إن تجربة الكتابة العربية ممثلة هنا فن الخط العربي، وما يحمله من دلالات التبجيل وربما التقديس، من غير ما قطيعة مع المنجز الحداثي الكوني، تصل العربي المعاصر بطرفي المعرفة، الدينية والدنيوية، وتقوي عوده الثقافي، وتتولى مهمة تصليبه (من صلابة) أمام التحديات الهائلة التي تواجهه في هذا الزمن القاسي.. إن التوقف أمام عبارة الزاهد الكبير أبو العتاهية لا تدعو الإنسان فقط إلى ترك أوشال الدنيا وفانِياتها، وإنما تأخذه إلى روحية عميقة، صافية، تجعل كل ما حوله من الفساد يتساقط مثل ورق شجر ميت... خبير الخط يعتبر علي عمر ارميص من قِبل عديد من القيّمين وخبراء الفن كأحد رواد الفن الإسلامي المعاصر في العالم. عُرضت أعماله في متاحف مختلفة من الشرق الأقصى إلى أقصى الغرب، بما في ذلك المتحف البريطاني (لندن)، ومتحف أشموليان (أكسفورد)، وفي متحف «ويرلد» في (روتردام)، وفي مؤسسة سميثسونيان في واشنطن، والجاليري الوطني الأردني للفنون الجميلة في عمان، والمتحف الوطني في ماليزيا - كوالالمبور. كما عُرضَت أعماله أيضاً في مجموعات خاصة مثل: «مجموعة الأعمال الفنيّة البريطانية في لندن»، وفي مجموعة أمير ويلز، وفي المجموعة الملكية لسلطنة عمان، ومجموعة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في دبي، وفي معرض التراث العربي في الخبر (المملكة السعودية)، وكذلك في البنوك الدولية وشركات النفط. سيرة مبدع وُلد الفنان المبدع خالد بن سلمان في تونس، وترعرع في مدينة نابل الشهيرة بصناعة الفخار. درَس في كلية الفنون الجميلة والعمارة في تونس ومدرسة مسانة في برشلونة. أسّس الاستوديو الخاص به في تونس وعمِل مع فناني السيراميك والفخار اليابانيين أمثال يو فوجيوارا وأركارا تويوزو بدعوةٍ من متحف إديميتسو للفنون في عام 1982. وانتُخب عام 1990 عضواً في الأكاديمية الدولية للخزف في جنيف في سويسرا. عرضت أعماله في أهم وأرقى صالات العرض العالمية في ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، وفي بيناليات عالمية ومتاحف عدّة منها: المونيكار، بيكاسو، ميرو، و أرتيجاس. حاز عدّة جوائز، مثل جائزة الثقافة الوطنية في تونس وحصل في عام على جائزة الشرف في ترينالي زغرب للخزف. رحلة بحث * يعتبر الفنان يوسف أحمد أحد روّاد الحركة الفنية الحديثة في قطر، ظهرت موهبته الفنية منذ الصغر، ثم طوّرها بالدراسة الأكاديمية المتخصصة، حيث سافر إلى مصر لدراسة تعليم الفن في جامعة القاهرة (حلوان حالياً). * عاد إلى قطر في 1976 وشغل منصب رئيس الفن والمعارض في وزارة الإعلام القطرية. * سافر إلى الولايات المتّحدة عام 1979 لإكمال الماجستير في الرسم، وتعرّف آنذاك على تقنيات الطباعة، ومنها الطباعة على الحرير والنقش، وفي نفس الوقت، أضاف بعداً جديداً على أعماله بإدخال الألوان والمواد والتقنيات الجديدة في إنتاج أعمال كبيرة الحجم. * عند عودتِه إلى قطر، عمل مدرساً في جامعتها لمدة 20 عاماً، وكوّن مع محمد علي عبدالله وحسن الملا المجموعة الفنّية (الأصدقاء الثلاثة). * أثناء رحلة تدريسه، عمِل الفنان مع الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني على جمع واقتناء الأعمال الفنيّة العربية المهمة من داخل قطر وخارجها، ما ساهم في وضع اللبِنة الأولى لمتحف المستشرقين ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث. أصالة وحداثة يشتمل المعرض، الذي تقام فعالياته على مدار شهر كامل، نحو 70 ورشة عمل لكافة الفئات العمرية يقوم فيها خبراء الخط العربي بتعريف الزوار بهذا الفن البديع وأساليبه المتنوعة ومضامينه العميقة بالنسبة للمجتمع، ومن بينها، ورش متخصصة في تعليم فن الكتابة بالخط العربي، ورسم الحروف، والخط الكوفي، وممارسة الخط العربي كهواية، واستخدامات الخط في التصاميم الحديثة، وتطويعها للخروج عن نمطها التقليدي ليصبح هذا الفن قريباً من الثقافات الفنية المعاصرة للمجتمعات العربية والإسلامية، ولضمان إيصاله لأكبر عدد من الثقافات العالمية، مع المحافظة على جوهر أصالته الكلاسيكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©