الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة بقيمة 70 مليار دولار لإنقاذ بنك هيبو ريال ستيت الألماني

6 أكتوبر 2008 23:52
توصلت الحكومة الألمانية والمصارف وشركات التأمين الكبرى في البلاد في وقت متأخر أمس الأول إلى اتفاق بشأن خطة إنقاذ بنك ''هيبو ريال ستيت'' العقاري المتعثر، وجرى خلال الاجتماع الاتفاق على خطة الإنقاذ التي تكلف 70 مليار دولار (50 مليار يورو)· وتأتي تلك الخطة في أعقاب الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن خطة إنقاذ مالي سابقة للبنك كانت ستكلف 50 مليار دولار (35 مليار يورو) عقب انسحاب مصارف أخرى من الصفقة· وذكرت وزارة المالية الألمانية أن بنك ''هيبو ريال ستيت'' سيحصل على خط ائتمان بقيمة 30 مليار يورو، وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت أمس: إن برلين ''لن تسمح للصعوبات التي تواجهها إحدى المؤسسات المالية'' بأن تلحق الضرر بالنظام المصرفي برمته''· يشار إلى أن بنك ''هيبو ريال ستيت'' المتخصص في تقديم القروض للمشروعات التجارية وبناء المنشآت العامة ، يمثل أكبر خسارة في ألمانيا جراء الأزمة المالية التي انتشرت من نيويورك في الشهر الماضي· وكافح مسؤولون من الحكومة الالمانية والبنك المركزي وهيئة للتنظيم المالي لإنقاذ بنك ''هيبو'' ومقره ميونيخ بعدما انسحبت بنوك وشركات تأمين من خطة إنقاذ قادتها الحكومة بعد ظهور مشاكل مالية· وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحفي أمس الأول: ''تقول الحكومة الالمانية اليوم انها لن تسمح لمشاكل مؤسسة مالية واحدة أن تصبح مشكلة للنظام المالي بأكمله''· وقالت الحكومة الالمانية أيضا انها ستضمن حسابات الودائع الخاصة في إطار رد فعلها على الأزمة المصرفية، وقال تورشتن البيج المتحدث باسم وزارة المالية: ''تضمن الدولة الودائع الخاصة في ألمانيا''، وقال متحدث آخر باسم الوزارة: إن الضمان غير محدود· وتضررت البنوك الاوروبية بقوة من عواقب أزمة بدأت في الولايات المتحدة حين انهار قطاع الاسكان وتضاعفت القروض العقارية المعدومة· وشلت الازمة المتصاعدة أسواق المال وسببت اضطرابا هائلا في أسواق الاسهم وغيرت شكل القطاع المصرفي خلال بضعة أسابيع· وبنك هيبو صغير نسبيا بالمقارنة بمؤسسات أخرى في مؤشر داكس للاسهم الممتازة في بورصة فرانكفورت لكن دوره كمقرض لقطاع العقارات التجارية والبنية التحتية والتمويل الحكومي يجعله لاعباً مالياً كبيراً· ويختص البنك بحوالي خمس سوق الاسهم المغطاة في ألمانيا والبالغ حجمها 900 مليار يورو وهي مصدر حيوي لاعادة التمويل في القطاع المالي· وتحاول ألمانيا الاثنين تجنب تهافت المواطنين على المصارف بعد إعلان الحكومة ضمان كل ودائع المدخرين وتبنيها خطة لانقاذ رابع بنك في البلاد من دون ان تتمكن مع ذلك من طمأنة البورصة· في هذه الاثناء بدأت الازمة المالية تنعكس سلبا في ألمانيا على وزير المالية بيتر شتاينبروك الذي يعيش في قلب الازمة وكان حمل على الولايات المتحدة في بداية الامر ثم بات عرضة للانتقاد بسبب إدارته للوضع في بلاده· وبإعلانها بعد ظهر أمس الأول تغطية الدولة لكل ادخارات العائلات أصدرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ''أكبر ضمانة في التاريخ العالمي''، كما علق هانس بيتر بورجوف أستاذ علوم المال في جامعة هوننهايم أمس للاذاعة الالمانية· واعتبر بورجوف ان ''أحدا لم يقدم في كافة أرجاء العالم ضمانة لمبلغ بهذا الحجم في عبارتين شاملتين''· وفي الإجمال فإن ودائع الافراد الالمان لدى البنوك تتجاوز 2160 مليار دولار (1600 مليار يورو)، وفي مرحلة أولى تحدثت الحكومة عن رقم يقارب 500 مليار يشمل حسابات الادخار فقط لكن الضمانة تشمل أيضا ودائع الحسابات المفتوحة وتلك المحددة بفترات زمنية · وطمأنت صحيفة ''بيلد'' الشعبية الاثنين قراءها الـ12 مليونا بالقول ''ان أموالكم في أمان''· وهذا يشكل صدى تصريحات المستشارة أمس ''نقول للمدخرين ان ودائعهم آمنة· تعتبر الحكومة نفسها ضامنة لها''، كما أعلنت ميركل· ومعروف عن الالمان انهم لا ينفقون الكثير لانهم يفضلون الادخار، وبلغ معدل الادخار 10,5% العام الماضي· وشكل إفلاس بنك الاعمال الاميركي ''ليمان براذرز'' في منتصف سبتمبر الماضي للوزير الاشتراكي الديمقراطي شتاينبروك مناسبة للظهور على مسرح الاحداث المالية، لكن الوزير الالماني يتعرض الان لانتقادات جمة بسبب سوء إدارته للازمة ، خاصة انه حمل في بداية الامر على الولايات المتحدة قبل أسبوعين عندما قال ''لقد سبق وقلت لكم ذلك''، في إشارة الى إفلاس بنك الاعمال ''ليمان براذرز''· وعلقت صحيفة ''فايننشال تايمز دويتشلاند'' أمس على مواقفه بالقول ''كلما ظهر حجم هذه الأزمة، بدت عقدة التفوق سخيفة''، مشيرة الى ان الازمة لا ترحم ''من كان يتباهى بانتقاد الفوائض الاميركية ويدافع عن النموذج الالماني المفترض مستقرا''
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©