آمنة نعمان: الشطرنج يواجه خطر الانقراض

رضا سليم (دبي) دقت الأستاذة الدولية آمنة نعمان، بطلة الإمارات والعرب في الشطرنج، ناقوس الخطر الذي يحدق باللعبة، وحذرت من خطر انقراضها على المستوى المحلي، في ظل عدم الاهتمام وتشجيع الأسرة، وقلة الدعم المخصص، والذي لا يقارن بالألعاب الأخرى، رغم أنها من الألعاب التي تحصد الميداليات الملونة للإمارات في كل البطولات الخارجية. فتحت بطلة العرب قلبها لـ«الاتحاد» وتحدثت بصراحة متناهية عن هموم ومستقبل اللعبة وطموحاتها، مشيرة إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه لعبة الشطرنج هي غياب تشجيع أولياء الأمور على عكس السابق، حيث كان أولياء الأمور يشجعون أبناءهم ويذهبون خلفهم في كل البطولات، إضافة إلى أن أولياء الأمور يرفضون أن يلعب أولادهم الشطرنج لأنها بلا مردود مادي، ويبحثون عن أندية أخرى للعب كرة القدم التي تجلب المال والشهرة. لمن لا يعرف آمنة نعمان بطل العرب هي من اللاعبات اللاتي حققن إنجازات كبيرة عربياً ومحلياً، كان آخر إنجازاتها العربية في الأردن 2014 بطلة فتيات العرب تحت 18 سنة، وفازت بالبطولة وهي تحمل لقب الفئة الأعلى تحت 20 سنة بذهبية البطولة من العاصمة الأردنية عمان أيضاً 2013، وسبق لها أن فازت بكل الألقاب العربية في المراحل السنية، بفوزها بذهبية بطولة العرب تحت 12 سنة، وكذلك تحت 14 سنة وتحت 16 سنة وتحت 18 وإلى أن فازت ببطولة العرب تحت 20 سنة ولقب أستاذة دولية. قالت بطلة الشطرنج: القضية في غاية الخطورة ونشعر أن هناك تراجعاً وعدم اهتمام وعدم إقبال من الصغار على اللعبة، مطالبة بأن يكون هناك وقفة وتدخل سريع من خلال محاضرات تشجيعية في الأندية الشطرنجية لحث الأطفال على ممارسة اللعبة وتحفزهم، خاصة لأن كرة القدم تقف حائلاً بين ممارسة الأجيال للشطرنج، وبالتالي هناك تخوف كبير من تراجع أعداد الناشئين والدليل الأعداد الحالية في الأندية مقارنة بما كان في السابق أقل بكثير. واصلت بطلة العرب حديثها وقالت: «تصنيفي 1943 نقطة وحصلت على لقب أستاذة دولية ولكن لازالت أطمح في لقب أستاذة دولية كبيرة، ولكن الأمر يحتاج إلى المشاركة في عدد أكبر من البطولات، إلا أن الدراسة الجامعية عرقلت طموحاتي في اللعبة، وأحاول أن أرتب جدول «التيرم الثاني» مع الجامعة بحيث أستطيع المشاركة في بطولة دبي المفتوحة التي اعتدت أن أشارك فيها كل عام، إلا أن هناك صعوبة كبيرة تمنعني من السفر والمشاركة في البطولات الخارجية بعكس السابق عندما كنت في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، كنت أسافر وأستطيع أن أسترجع دروسي، وهناك من يساعدني على عكس الجامعة التي تعتمد فيها على نفسك. وتابعت: أدرس بكلية الهندسة جامعة الشارقة واخترت الدراسة في قسم الميكانيكا وهو من أصعب الأقسام ولكنني حددت اتجاهي من الثانوية العامة، وحرصت على أن تكون درجاتي عالية حتى أحصل على منحة الدولة في التعليم، ومن الصعب أن أفكر في الشطرنج بقدر ما أفكر في الحفاظ على المنحة في الجامعة حتى الانتهاء من دراستي الجامعية. وعن طموحاتها قالت: «طموحاتي على المستوى العالمي كبيرة وسبق لي أن شاركت في بطولة العالم تحت 17 سنة، وحققت المركز الرابع مكرر ولم أكن بعيدة عن الميدالية البرونزية سوى نقطة واحدة، وهو ما يشجعني على تكرار المحاولة ولكن أحلامي العالمية مؤجلة إلى الانتهاء من دراستي الجامعية، خاصة أن مشكلة التفرغ تمثل عقبة كبيرة في مسيرة أي لاعب كما أن اللاعب العالمي يتدرب من بين 8 إلى 12 ساعة يومية، ولا تؤثر الدراسة على تدريباته في حين أنني لا أتدرب سوى 3 أو 4 ساعات، وأيام عطلات نهاية الأسبوع أشارك في بطولات. وأضافت: «الغريب في الأمر أن لاعبي ولاعبات مصر متواجدون ومشاركون في كل البطولات، ويتدربون رغم أنهم يدرسون في الجامعة إلا أنهم لا يواجهون مشكلة في التفرغ، لأن هناك مدارس وكليات تسمح لهم بالمشاركة في البطولات، وأيضاً التدريب المستمر، وهذا الأمر ليس موجودا بالإمارات. وتطرقت للحديث عن أسرتها، والأجواء التي تعيش فيها: «أعيش في أسرة شطرنجية، شقيقي عمر نعمان بطل العرب والإمارات للرجال ويلعب لنادي الشارقة، وشقيقتي شيماء هي الأصغر وعمرها 15 سنة، ورغم أننا نعيش معا إلا أننا لا نلعب شطرنج ولا نتدرب معا، لأن حياتنا في اللعبة مرتبطة بالكمبيوتر، حيث نتدرب جميعا على شبكة الإنترنت، وعائلتي عودتنا على الاعتماد على أنفسنا من الصغر وكنا نسافر البطولات الخارجية دون أن يسافر أحد معنا. وأضافت: بدايتي مع الشطرنج من الصف الثاني الابتدائي، حيث طلبت مني معلمة الرياضيات أن أذهب لتدريب الشطرنج وكنت أتعامل مع الأمر على أنه إضاعة للوقت ليس أكثر وبعد 6 أشهر من التدريب، شاركت في بطولة الإمارات وحققت المركز الأول، وبعدها شاركت في بطولة العرب تحت 10 سنوات بالمغرب وحققت الميدالية الذهبية، وبعدها بدأت مشواري مع الإنجازات العربية، حيث فزت بلقب بطلة العرب تحت 12 و14 و18 و20، وأتذكر أنني عندما فزت بلقب بطلة العرب تحت 20 عاماً كان عمري 17 سنة، وفي العام التالي شاركت في بطولة العرب تحت 18 سنة، وحققت اللقب أيضاً، وعلى المستوى المحلي حققت المركز الأول في جميع المراحل السنية، بجانب لقب بطولة السيدات وبطولة الفرق للسيدات. وعن إمكانية الانتقال لنادي الشارقة الثقافي للشطرنج، أو أي نادٍ آخر، قالت: «كانت بدايتي في نادي الشارقة، ولكني خرجت من النادي بسبب المشاكل التي كانت موجودة فيه من قبل وربما هذه المشاكل اختفت الآن لأن النادي تغير ولكن اخترت نادي دبي للثقافة والشطرنج، وحققت معه الكثير ومن الصعب أن أعود إلى الشارقة مجدداً لأن نادي دبي يقدم الكثير لنا ويحثنا على التفوق الدراسي، بل إنه كان سبباً في تفوقنا وهو ما لم يكن موجوداً من قبل، فقد كنت لا أهتم بدروسي ودائماً ما تكون درجاتي متأخرة، ولكن حصلت على دفعة معنوية كبيرة، بل أدين بالفضل للنادي في دخولي كلية الهندسة، ولابد أن أعترف أن الشطرنج لعبة من الألعاب التي تساعد على التفوق الدراسي، لأنها تنشط العقل وتكشف عن ذكاء الطفل. مجلس دبي حفزني ببرنامج المتميزين دبي (الاتحاد) وجهت آمنة نعمان الشكر إلى مجلس دبي الرياضي على دعمه المستمر لها وقالت: لازلت ضمن برنامج المتميزين بمجلس دبي والذي يضم عددا من اللاعبين واللاعبات الموهوبين على مستوى أندية دبي، وهناك شروط للاستمرار وهي الحصول على بطولات سنوية وبالفعل أحقق بطولتين على الأقل سنويا، وهو ما يحفظ لي مكاني ضمن برنامج المتميزين، كما أنني حصلت على جائزة الإنجاز الرياضي، وهناك اهتمام كبير بأصحاب الإنجازات. البنات يهجرن اللعبة بعد الدراسة دبي (الاتحاد) اعترفت آمنة نعمان أن كل اللاعبات تراجعن عن ممارسة اللعبة والمشاركة في البطولات، بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية بسبب الانشغال بالحياة العملية والزواج والعمل، وبالتالي كثير من اللاعبات هجرن الشطرنج، ولكنها ستحاول أن تخرج من هذه الدائرة بعد أن تنتهي من دراستها الجامعية. مخيم الملوك.. فكرة رائعة دبي (الاتحاد) أكدت آمنة نعمان أنها نظمت مخيم الملوك للشطرنج الذي أقيم مؤخرا بنادي الشارقة، مع زميلاتها، وكانت فكرة رائعة، خاصة أن اتحاد الشطرنج ساند الفكرة ودعمها بشكل كبير، وكانت تجربة مفيدة لنا لأن اللاعبات هن من نظمن المخيم، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من أولياء الأمور حضر لمشاهدة ما فعلته اللاعبات.