الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعو فلج المعلا يعانون شح المياه ويشكون انخفاض الدخل

مزارعو فلج المعلا يعانون شح المياه ويشكون انخفاض الدخل
1 مايو 2011 20:37
انتشار الرقعة الزراعية في مدينة فلج المعلا التابعة لإمارة أم القيوين، مردها إلى خصوبة تربتها، والمدينة معروفة لدى سكان الإمارات بأنها أحد المصايف المحببة، نظراً لتوافر المياه وكثرة النخيل وأشجار الفواكه والحمضيات، وقد سميت فلج المعلا نسبة إلى تلك المياه التي تنبع من باطن الأرض وتجري في الفلج. واليوم قام معظم مزارعي الخضراوات ببيع مزارعهم، نظراً لشح المياه في المنطقة حول وضع الزراعة ما بين الماضي والحاضر، يقول حمد بن خميس العليلي، وهو أحد رجال المنطقة المعروفين منذ عهد الأجداد، إنه يمتلك عددا من الضواحي، وهي البساتين العامرة بالخضراوات، إلى جانب الفاكهة والنخيل، ولكن في الوقت الحالي لم يعد حمد يمتلك إلا مزرعة واحدة للنخيل، لأن شح المياه تسبب له في الكثير من الخسائر، إلى جانب عدم توافر الدعم الذي كان يقدم لمزارعي الدولة، وقد أيده في ذلك سالم محمد الكتبي، الذي كان يمتلك هو الآخر مزرعة وقد باعها للسبب ذاته. نهضة زراعية ويضيف حمد أن فلج المعلا منطقة خصبة وعامرة بالزراعة، وكان هناك فلج تتدفق منه المياه بوفرة، يسمى فلج الشيخ، وأطلق عليه فلج بوظهر أيضاً، وبجانب الفلج كان هناك وادٍ يضم مساكن الأهالي، ولم تكن هناك أي مزروعات، عدا النخل في ذلك الزمن، إلا أنه بمرور الوقت، وقبل الاتحاد بوقت طويل دخلت البذور، فقام الأهالي برزع الجت، وهو نوع معروف محلياً كعلف أخضر، كما تم زراعة اللوبياء، واشتهرت المنطقة بوجود الليمون وأشجار التين والمانجو، ولكن بكميات قليلة لا تعد تجارية. بدأ العليلي عمله كمزارع في إحدى المزارع، ولكن بعد فترة قام بتأسيس مزرعة خاصة به وكان ذلك عام 1968، واستطاع بعد فترة قصيرة من زراعة الذرة والقمح والشعير، وبعد قيام الاتحاد بدأت النهضة الزراعية، مما أدى إلى دخول أنواع كثيرة من الفاكهة والخضراوات، وكان هناك خير وفير يأتي من بيع المنتج الزراعي. شح المياه ويذكر حمد أنه كان يرسل في ذلك الوقت ولده الشاب إلى سوق الجملة في دبي مرتين في اليوم الواحد، ليبيع ثمار الطماطم، وكان الدخل جيدا من إنتاج الطماطم، حيث كان يتم تحميل ما بين خمسمائة إلى ستمائة صندوق، كما كان بعض مزارعي الفلج يقومون بزراعة البطيخ والشمام، بكميات تباع في سوق الخضراوات والفاكهة الخاص بالبيع بالجملة، وكانت بدايته مع النخل بمشروع مكون من أربعمائة نخلة، وفي ذلك الوقت لم تكن هناك أي آلات زراعية، وكان كل شيء يتم يدوياً. اليوم قام معظم مزارعي الخضراوات ببيع مزارعهم، نظراً لشح المياه في المنطقة، تعاني منه معظم المناطق الزراعية في الدولة، حتى في مجال المواشي وجد العليلي ورفاقه أنهم يخسرون آلاف الدراهم لتربيتها من دون أن يكون من وراء علمية التربية عائد أو دخل، لأنها بحاجة إلى علف مثل الشعير، السبوس، العلائق الخضراء والجافة، نظراً لعدم توافر المراعي الطبيعية، ولأن هناك قوانين تمنع إطلاق سراحها للرعي ولو مع راع، حيث تتم مصادرتها. المراعي والدعم ويعلق حمد العليلي بأن حال الزراعة لم يعد كما كان، فلا توجد جهات من قبل الدولة أو جهات مسؤولة عن الزراعة والثروة الحيوانية تستطيع اليوم أن تعيد حال وضع الزراعة إلى ما كان عليه، إلا بوضع ميزانية ضخمة بالتعاون مع الجهات الحكومية كافة في كل إمارة، من أجل تأسيس محطات لتحلية المياه، لاستخدامها للزراعة، وزرع الأراضي الشاسعة كمراعٍ في كل إمارة، من أجل تنمية الثروة الحيوانية، حيث يرى حمد أن الإنسان في الإمارات أصبح يعتمد على اللحوم المستوردة، عوضاً عن المحلية، لأنها مكلفة ولأن الكميات لا تغطي حاجة السكان بسبب كل تلك الظروف التي لا تشجع على التربية من أجل الاستثمار، وعندما تتوافر المراعي والدعم لن تكون الإمارات من الدول المستوردة في هذا المجال.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©