الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الفيتناميون يحرقون الهدايا لإرسالها إلى أسلافهم

الفيتناميون يحرقون الهدايا لإرسالها إلى أسلافهم
31 أغسطس 2016 21:50
تحرق في فيتنام سنويًا أطنان من المجسمات الورقية لطائرات وسيارات فخمة وأجهزة لوحية وغيرها من مظاهر الرفاهية، في طقس يهدف إلى تكريم الأسلاف والحصول على بركاتهم. في مشغل واقع في العاصمة هانوي، يضع الحرفي نغوين نام لمساته الأخيرة على نموذج ورقي عملاق لطائرة بوينغ. وتبلغ عناية هذا الحرفي بالتفاصيل حدًا جعلته يضع داخل الطائرة نماذج للمضيفات، علما أن هذا المجسم سينتهي رمادا في آخر الأمر. ويقول نغوين «نعتقد أن الموتى يتلقون هذه الأشياء ما إن نحرقها»، مفسرًا بذلك عنايته الدقيقة بالتفاصيل. ويشير إلى مجسم لسيارة من طراز «رولز رويس» قائلًا «يتطلب صنع سيارة مثل هذه أسبوعين» ويعمل عليها ثلاثة أشخاص. ويقبل عدد كبير من الفيتناميين على هذا الطقس احتفالًا بانتصاف السنة القمرية، في هذا البلد البالغ عدد سكانه 90 مليونًا، والذي تتجذر فيه ثقافة تكريم الأسلاف. وتكتسب هذه الظاهرة زخمًا في أوساط الشباب، مدفوعة أيضًا بالحس الاستهلاكي المتزايد في العقود الأخيرة، بعد اعتماد سياسة الانفتاح الاقتصادي. وما زالت المعتقدات الشعبية سائدة في هذا البلد، الذي يدين معظم سكانه بالبوذية والطاوية، ومنها أن هذه الأشياء التي تحرق ستصل إلى أسلافهم ويكون بمقدورهم استخدامها. وينتشر هذا التقليد أيضاً في الصين وكمبوديا المجاورتين. ولذا، لا يتردد الكثيرون في إرسال مجسمات لقصور وشاشات تلفزيون مسطحة وهواتف محمولة، وكل مظاهر الرفاهية الحديثة، إلى أسلافهم. يقضي هذا التقليد بأن يختار الشخص ما يريد إرساله كهدية، وغالبًا من الأشياء التي تمكن من الحصول عليها أو ما زال يأمل بامتلاكها في حياته. ولذا، بات لهذا التقليد بعد اجتماعي أيضاً. ويقول دانغ نهي، وهو صانع مجسمات في السبعين من العمر «بهذا نجعل أسلافنا في السماء يحصلون على ما حصلنا عليه نحن على الأرض». ويكلف المجسم الورقي ما بين يورو واحد وبضع مئات، باختلاف الحجم ودقة الصنع. أما مجسمات السيارات الفاخرة والقصور فهي حكر على طبقة الأثرياء في هذا البلد الذي يقل فيه الدخل المتوسط للفرد عن ألفي يورو سنويًا. في السنوات العجاف، كانت هذه المجسمات تقتصر على أشياء بسيطة مثل الأوراق النقدية أو المأكولات، لكنها الآن تطورت لتحاكي التغير الاستهلاكي والاقتصادي الطارئ على المجتمع الفيتنامي. ولا يميز هذا التقليد بين فقير وغني، فالكل يريد أن يرسل هدية إلى أسلافه في السماء. وتشير تقديرات رسمية إلى أن خمسين ألف طن من المجسمات الورقية تحرق سنويًا في فيتنام، وهي مصنوعات بلغت تكاليف صنعها ملايين اليوروهات. ويبلغ هذا التقليد ذروته في رأس السنة القمرية، ويمارس أيضاً في ذكرى ميلاد أو وفاة أحد الأجداد. في الماضي، كان النظام الشيوعي يمنع هذا التقليد. ثم عمد، بعد ذلك، إلى تشجيع المواطنين على الكف عن هذه العادة التي يحرق فيها الكثير من الورق وتنفق فيها أموال كثيرة من دون طائل، إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©